الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحديد سقف أسعار النفط الروسي.. هل تنجح أمريكا في تخفيف أزمة الطاقة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أعلنت دول مجموعة السبع الجمعة، فرض سقف "بشكل عاجل" على أسعار النفط الروسي وفق آلية يبقى تنفيذها معقدا، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه سوف يسدد ضربة جديدة لعائدات الطاقة الروسية.

وطالبت مجموعة السبع العديد من الدول للانضمام إلى هذا الإجراء الذي تم الاتفاق عليه خلال قمة عبر الإنترنت لوزراء مالية الدول الصناعية الكبرى السبع.

وصرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على الفور مشيدة بالقرار "اليوم اجتازت مجموعة السبع محطة أساسية في تحقيق هدفنا المزدوج، وهو ممارسة ضغط تنازلي على أسعار الطاقة في العالم مع حرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عائدات لتمويل حربه في أوكرانيا".

وقال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر للصحفيين في ختام الاجتماع إن "روسيا تستفيد اقتصاديا من انعدام اليقين المخيم في أسواق الطاقة على ارتباط بالحرب".

وأضاف: "روسيا تحقق حاليا أرباحا كبيرة بفضل تصدير مواد أولية كالنفط، ونريد التصدي لذلك بحزم".

وأوضحت مجموعة السبع في الإعلان أن "تحديد سقف للأسعار مصمم خصّيصا لخفض عائدات روسيا وقدرتها على تمويل حربها مع الحد من وطأة الحرب الروسية على العالم" ولا سيما على "الدول المتدنية الدخل"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

في الوقت نفسه، أشارت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي إلى إنه على الرغم من أن صادرات روسيا النفطية سجلت أدنى مستوياتها منذ أغسطس الماضي، فإن إيرادات التصدير في يونيو الماضي زادت بمقدار 700 مليون دولار على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار، بزيادة 40% عن متوسط العام الماضي.

أما فيما يتعلق بالغاز، ففي الوقت الذي أوقفت فيه روسيا ضخ الغاز للدول الأوروبية، ارتفعت وبشكل قياسي صادرات الغاز الروسي نحو الصين، وذلك عبر خط "سيبيريا" الذي يصل إلى شرق الصين، وزادت نسبة ضخ الغاز بحوالي 61% مقارنة بسنة 2021، ومنذ يوليو الماضي ارتفعت الصادرات الروسية من الغاز نحو الصين بحوالي 300% بالمقارنة مع المعدل العادي خلال السنوات السابقة.

واقترح زعماء غربيون معالجة ذلك من خلال فرض سقف لأسعار النفط لتقييد حجم الأموال التي يمكن لشركات التكرير والتجار أن يدفعوها مقابل النفط الروسي، وهو تحرك تقول موسكو إنها لن تتقيد به ويمكنها إحباطه بشحن النفط إلى دول لا تنفذ السقف السعري.

خفض الأسعار وسد النقص

يسعى أعضاء مجموعة السبع أيضا لإيجاد سبل لسد نقص في إمدادات الطاقة والتغلب على زيادات حادة في الأسعار، فيما جدد البيت الأبيض التزام الولايات المتحدة بمواصلة البحث عن سبل لزيادة منتجات الغاز المتجهة إلى أوروبا وسط تخفيضات إمدادات الطاقة من روسيا.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم مجددا الطاقة كسلاح.

التحدي الكبير

مجموعة السبع أمامها تحديات كبيرة أهمها يكمن في ضم أكبر عدد ممكن من البلدان إلى هذا الإجراء لأن فرض سقف على أسعار النفط لن يكون مجديا إلا إذا شاركت فيه الدول المستوردة الكبرى برأي الخبراء الذين يشيرون أيضا إلى دور الصين والهند في المسألة.

وسعيا لتحقيق ذلك تدعو مجموعة السبع "كل البلدان إلى إبداء رأيها حول مفهوم وضع سقف للأسعار وتنفيذ هذا الإجراء الهام" سعيا لجمع "ائتلاف واسع" يزيد من مفاعيل القرار.

وباشر قادة دول مجموعة السبع بدفع من واشنطن في نهاية يونيو بحث مسألة وضع الآليات المعقدة لفرض سقف على أسعار النفط الروسي، في إجراء يقوم على منع شركات التأمين وإعادة التأمين من تغطية النقل البحري للنفط الروسي.

التحدي الثاني هو أن شركة جازبروم الروسية أعلنت إغلاق خط نورد ستريم 1 الذي ينقل الغاز إلى أوروبا إلى أجل غير مسمى، مشيرةً إلى حاجتها لأعمال صيانة عاجلة، لافتةً إلى أنها حددت "أعطالا" في التوربين الرئيسي على امتداد خط الأنابيب نورد ستريم 1، الذي ينقل الغاز الطبيعي من غرب روسيا إلى ألمانيا.

وذكرت كذلك أن "خط الأنابيب لن يعمل إذا لم يتم إنهاء العطل".

ورغم إعلان الاتحاد الأوروبي وصول مخزون الغاز لديه إلى نسبة 80% إلا أن خبراء استبعدوا أن تتخطى أوروبا أزمة الإمدادات الآتية من روسيا، مؤكدين أن امتلاء البنى التحتية الأوروبية يؤمن لأوروبا اكتفاء لنحو 3 أشهر متواصلة.

وحذر هؤلاء من أنه إذا لم تنجح الحكومات في خفض استهلاكها من الطاقة فإن مخزونها من الغاز سيصبح متدنيا بحلول مارسر المقبل.

ويعتقد الخبراء أنه في حال عدم خفض استهلاك الغاز في الصناعات والمباني فستلجأ الحكومة إلى خيار تقنين الكهرباء خلال فصل الشتاء القادم.