الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"لقمة عيش داخلة".. كيف أضاعت الدروس الخصوصية هيبة المعلم المصري؟

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

يوم المعلم المصري .. هو يوم للتذكير بدور المعلم وهو مربي الأجيال، فإن صحت طريقة تعليمه لطلابه، فقد صح النشء، ولكن في يوم المعلم المصري هناك العديد من المشكلات التي يواجهها هذا المربي ومعلم الأجيال، ففي يوم المعلم لا بد أن نسترجع أسباب ضياع هيبته وهو الذي كان يجله الجميع ويقف له احتراما وتقديرا.

الدروس الخصوصية وهيبة المعلم

تربت جميع الأجيال على هيبة المعلم التي  كانت تاجاً على رأس الطلاب والمؤسسة التعليمية والتربوية، وكان أساس استمرار التفوق العلمي والخلقي بين الأجيال، وجاء ضياعها على أيدى الدروس الخصوصية والسناتر واللهث خلف حصد الأموال بسبب ضعف الأجور، مما أثر بالسلب على جودة العملية التعليمية وخروج أجيال منفلته ثقافيا وأخلاقيا تعانى من الجهل المعرفي رغم التطور التكنولوجي واستخدام أحدث وسائل التعليم.

وتهدد ثمراتها بالضياع، وتهدد مستقبل الأجيال القادمة بفقدان الرغبة فى التعليم والثقافة والارتقاء بالأخلاق، التي من أجلها وُضعت كلمة "التربية" قبل "التعليم" في اسم الوزارة المعنية بتنشئة الأجيال علميا وتربويا وسلوكيا وأخلاقيا.

فالمعلم كان يمثل الأب والأم داخل المدرسة يهابه الجميع، لكن تبدل الحال اليوم، وأصبحت هناك فجوة كبيرة بين معلم اليوم ومعلم الأمس، بسبب تسلط وتدخل بعض أولياء الأمور، وإهانتهم للمعلم أمام طلابه، حيث أصبح هم الأسرة الآن وشغلها الشاغل هو الحصول على شهادة لا تعليم، وأصبح البحث عن هيبة المعلم وإعادتها للميدان مسألة ملحة لا تحتمل التأجيل.

من جانبه قال الدكتور محمد عبدالعزيز الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن السبب في ضياع هيبة المعلم ترجع لعدة أسباب منها: الدراما والإعلام الذي أبرز المعلم في عدة أعمال فنية وقدمه بشكل فكاهي جعل المجتمع ينظر للمعلم نظرة متدنية.

وأضاف الخبير التربوي، إن تدهور أوضاع التعليم منذ السبعينيات وتحديداً منذ عام 1974، وبدأ معها تدهور أحوال المعلم ماديا عندما بدأ عصر الانفتاح الاقتصادى وأحدث خلخلة فى الطبقات الاجتماعية، وأصبح المعلم المصري من صغار الموظفين، وتحولت نظرة المجتمع تجاهه ، مشيراً إلى أن إلغاء مدارس المعلمين أحد أهم أسباب تدهور أحوال التعليم والمعلمين معا.

وكانت مدارس المعلمين هي المصدر الوحيد لتأهيل وتعليم وتدريب المعلم طبقاً لمواصفات وخبرات وأسس علمية، حيث كان يتم قديما قبول الطلاب الراغبين بالفعل بأن يصبحوا معلمين ولديهم القدرة والمواصفات الصحيحة التي تؤهلهم؛ لأن يكون معلما، موضحا أصبح الحال الأن مرهون بمكتب التنسيق دون النظر لصلاحية المتقدم بأن يكون معلماً ويمتلك المواصفات الصحيحة، وأن يكون على أعلى مستوى من الثقافة في التخصص التابع له، فعندما تعددت مصادر تأهيل المعلم ضاعت هيبته وتدهور التعليم.

وضع استراتيجية حكومية للتعليم

ونصح الخبير التربوى بضرورة البعد عن تسييس التعليم، وكذلك وضع خطة استراتيجية للدولة خاصة بالتعليم تتم بناء على خبرات مكتسبة من قبل خبراء ومتخصصين ولا تكون خطة موظف، حيث أن منصب الوزير مجرد وظيفة إدارية بعيدة عن الواقع التربوي.

ولفت عبد العزيز، أن الدولة قبل فترة السبعينيات كانت تولي اهتماما بالتعليم ثم بدأ يتدهور مما أثر على هيبة المعلم، متابعا: "يجب أن يكون تطوير التعليم  بشكل منهجي مرتبط بقدرة المعلم على فتح آفاق جديدة، مع ضرورة وضع شروط المهارات حيث أن المعلم ومهنة التدريس تعد أهم مهنة مسئولة عن إعداد وتأهيل الأجيال الجديدة.

ومن جانبه أرجع الخبير التربوى كمال مغيث أسباب تدهور أحوال المعلم وضياع هيبته إلى قلة المرتبات وعدم الاهتمام بشؤون المعلمين، ومعاملتهم على أنهم موظفون درجة ثانية، ما جعلهم يقبلون على إعطاء الدروس الخصوصية،  فكيف إذن سيؤدى الرسالة؟ وبدأت هيبته تسقط تدريجيا ، خاصة بعد تحول المعلم لبائع سندوتشات أو عامل فى مطعم أو سائق توكتوك ، بعد إنتهاء فترة عمله بالمدرسة ، بجانب انصراف البعض للدروس الخصوصية التي بدورها أضاعت هيبة المعلم وتحول مجرد موظف لدى الطالب يتحكم فيه هو وأسرته كيفما يشاء ناهيك عن أن هناك أسبابا أخرى عديدة هى النظرة التعارفية، وهى نظرة دونية للمعلم.

الأسرة وتهميش دور المعلم

فيما قال اشرف فضالى الخبير التربوى ورئيس لجنة التعليم بحزب الوفد، أن ضياع هيبة المعلم تعود لثلاث أسباب من بينها الدراما التى أظهرت المعلم بصورة سيئة  و التدخل السافر لمنظمات حقوق الإنسان تتفيذاً لأجندة خارجية تحت زعم منع العنف ضد طلاب المدارس، بالإضافة إلى مشكلة إغلاق مدارس المعلمين واستبدالها بمكتب التنسيق الذى يتقدم له الطالب مرغماً علي الالتحاق بكليات التربية أو الآداب  لفشله فى الالتحاق بالكلية التي كان يرغبها ، نتج عنها خروج أجيال ليس لها علاقة بمهنة التعليم  كل همها وشغلها الشاغل تحويل رسالة سامية لسلعة تباع وتستثمر.

وأضاف : ولا يجب أن يغفل دور الأسرة فى تهميش دور المعلم وإهانته موضحاً يتم التعدى على المدرسين داخل المدارس الحكومية من الطالب وولى الأمر ويمكن أن يصل الأمر إلى قسم الشرطة ويتم وضع المعلم فى الحجز حتى يتم عرضه عاى النيابة، مطالباً بضرورة إعطاء المعلم صلاحية الاب فى التعامل مع الطالب داخل المدرسة ، وأن يكون هناك جانب من العقاب حتى يهاب الطالب معلمه.

وأشار فضالي إلى أن السبب الرئيسى فى تفشى الدروس الخصوصية هى الأسرة وليس المعلم ، فالأسرة ترضخ لمطالب الأبن فى أن يحصل على دروس خصوصية أسوة بزميله غض النظر إذا كان متفوقاً أو ضغيفاً ، لافتا إلى ضعف المرتبات فى ظل غلاء المعيشة جعل المعلم يضطر إلى البحث عن مصدر آخر.