حكى أحد أقارب 3 ضحايا من ضحايا لقوا مصرعهم في انيهار عمارة اللويبدة في عاصمة الأردن عمان، تفاصيل مأساوية عن الحادث الذي هز الشارع الأردني خلال الأيام الماضية.
وقال عصام فضل، وهو خال والدة الأطفال ملك وأميرة ومحمد، الذين يعتبرون ضمن 10 ضحايا لقوا مصرعهم في انهيار العمارة في حي اللويبدة بالعاصمة عمان، إن يوم الانهيار كان هو يوم ميلاد الطفلة ملك، وإن منزله يبعد نحو 5 دقائق عن العقار المنهار، وحين وصل للموقع كانت العمارة قد انهارت بالفعل، ثم طفق يبحث عن الأطفال بين الأنقاض.
وأشار عصام فضل في تصريحات لبرنامج "ناس آونلاين" الذي تعرضه قناة "روسيا اليوم" إلى أنه بعد منتصف الليل، انتشلت فرق الإنقاذ الطفلة الأصغر ملك ثم شقيقتها أميرة، أما الطفل محمد فقد تم انتشاله في اليوم التالي، وجميعهم متوفون.
وكشف فضل عن تفاصيل العقار المنهار والمكون من 4 طوابق، حيث قال إنه يحوي "شقتين في كل طابق، وكل الشقق مسكونة"، مضيفا أن "البناء محصور بين شارعين ويوجد الكثير من الأبنية المحيطة التي جعلت عملية الإنقاذ ووصول الآليات الكبيرة صعبا".
وبعد مرور 48 ساعة من وقوع الحادث، وصلت الحصيلة الإجمالية بحسب السلطات في الأردن إلى 10 وفيات و10 إصابات، بينهم أطفال ونساء ورجال.
توجيهات ملكية
ومساء الأربعاء، وجه عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة، بمواصلة بذل أقصى الجهود لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، مشددًا بحسب بيان صدر عن الديوان الهاشمي، على أهمية توفير كل المستلزمات لمساعدة المتضررين ورعايتهم طبيا، والعمل على بذل المزيد من الجهد وتعزيز الإمكانيات من أجل تقليل الخسائر الناجمة عن انهيار المبنى.
كما وجه الملك عبد الله مؤسسات الدولة كافة إلى تعزيز التعاون للتعامل مع هذا الحادث وتقديم المساعدة لفرق الإنقاذ، مثمنا الجهود المبذولة من قبل فرق الأمن العام والدفاع المدني والكوادر الطبية والجهات ذات العلاقة.
سبب الانهيار
وبحسب صحيفة "الغد" الأردنية، فقد اعتبر سكان العمارة أن مالكها سبب أساسي للحادثة، فيما بدأت الأجهزة القضائية السير بالإجراءات اللازمة لمعرفة سبب الانهيار واتخاذ الإجراءات القانونية.
وقالت الصحيفة، إن سكان العمارة الذين كانوا خارجها لحظة الانهيار، أكدوا أن سبب الحادثة هو إجراء أعمال إنشائية في الطابق الأرضي نفّذها صاحب العمارة، مشيرين إلى أنهم حذروا مالك العمارة من ظهور تشققات فيها، إلا أنه لم يستجب لتنبيهاتهم حتى لحظة الانهيار.
ونقلت قناة "المملكة" الأردنية عن وزير الإدارة المحلية في الأردن توفيق كريشان قوله إن أحد أسباب انهيار المبنى في منطقة اللويبدة هو أنه قديم ومتهالك، مؤكدًا أنه يتم تقييم وضع المباني المجاورة.
ورجح نقيب المهندسين الأردني، أحمد سمارة الزعبي، في تصريحات لـ"المملكة"، يوم الأربعاء، أن سبب انهيار بناية سكنية في منطقة اللويبدة، يعود إلى “تدخل بشري”، قائلا: “عزز ذلك شهود العيان، وصورة وجود أكياس إسمنت، والجيران أكدوا وجود أعمال صيانة استمرت لعدة أيام”.
وأضاف الزعبي أن "انهيار البناية في اللويبدة ليس لأنها قديمة، حيث إن هناك بيوتا قديمة وصمدت فترة طويلة من الزمن، والأبنية التي مضى عليها أكثر من 50 عاما في عمّان الشرقية أو جبل القلعة أو اللويبدة أو وسط البلد أو جبل عمان ليست أبنية قديمة، بل تراثية، داعيا إلى الحفاظ عليها واستخدامها وإعادة توظيفها".