الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مين السبب !

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

دعيت للمشاركة فى إحدى الندوات عن التغيرات المجتمعية وأسبابها ، وعلى مدى اكثر من ثلاث ساعات و فى قاعة مكتظة بالحضور ويعتليها منصة يشرف فيها جهابذة من الإعلاميين والمتخصصين فى علم الاجتماع والنفس ؛ على مدى هذه الساعات تبارى أصحاب المنصة فى إبراز وجهات نظرهم  عن أسباب ما نراه ونشعر به من تغييرات سلوكية واخلاقية طرأت على المصريين. 

فقد اكد اصحاب القلم وملوك الشاشة ان ما يحدث وان كان فيه سلبيات الا انه يعد حالة ليست بالمزعجة فهو تغيير يتناسب مع القفزة التكنولوجية والإعلامية الضخمة التى يشهدها العالم كله ، مؤكدين ايضا ان مايحدث ليس بجديد وبالعودة الى القديم سنجد ان الجرائم الحالية تكررت وحدثت قديما ولكن لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعى كما هى الآن لتظهر الحدث والحادث بسرعة وتجعله مثيرًا ومنتشرًا، واستشهدوا بكتاب الاديب الكبير توفيق الحكيم ( يوميات نائب فى الأرياف)  الذى سرد فيه جرائم حقيقية تقشعر منها الابدان ولا تقل خطورة وقسوة عن تلك التى تعج بها الساحة حاليا. 

وأيد كلامه اعلامى شهير تحدث عن برنامج اذاعى قديم بعنوان (من وراء القضبان) واكد ان هذا البرنامج كان يستعرض كل يوم جريمة حقيقية وقعت تتشابه ان لم تتماثل مع ما تتناقله وسائل اعلامنا الحالية المتخصصة فى نشر اخبار الجرائم والفضائح ، أسهب فى قوله ودلل ببرامج اخرى كانت تعرض جرائم وتطلب من المستمعين التعرف على الفاعل مقابل جوائز مالية . وحينما جاء دور علماء الاجتماع كانت لهم وجهات نظر اخرى فقد اكدوا ان التغير الذى شهده المجتمع المصرى جاء بعد تغلغل عالم الشبكة العنكبوتية وتحديدا بعد احداث الخامس والعشرين من يناير وماتبعها من تسيب اجتماعى واخلاقى ؛ فقد غابت قيم العيب واحترام الكبير ،  والخوف من المكاشفة ؛  وحل محلهم مسميات مزعجة تاتى تحت مظلة الحرية والاختيار والاستقلال والتنصل من التبعية ، ومنذ تلك الأحداث واعترى المجتمع المصرى زلزال قلب حاله وجعل عاليه سافله وأظهر أسوأ ما فى المصريين ، بل ان بعض المتحدثين وصف هذه الاحداث بأنها أظهرت على الساحة المصرية ما سمّاه بالمستنقع بكل مافيه من حشرات وروائح عفنة. 

وأكد ان ما يحدث ليس بحاجة لمجرد ندوات وكلام ولكنه بحاجة الى روابط وضوابط قانونية وبالطبع اعادة لترتيب البيت المصرى من الداخل . علماء النفس بدورهم تحدثوا عن ردة نفسية عاشها المصريون فى ظل تغول وسائل التواصل الاجتماعى وسطوة الاعلام الغربى وسيل القيم الغريبة على مجتمعنا والتى يؤمن بها قطاع عريض من الجيل الحالى والذى صار ينفذها بكل أريحية ورفض لسلطة الأبوين ، فأصبح الكثير من ابناء هذا الجيل اناثا قبل الرجال يستقلون فى مسكن خاص لهم بعيدا عن ابويهم ؛  وأصبحت لهم معايير ومفاهيم خاصة بهم عن الاسرة والمستقبل والسفر والغربة وغيرها من المفاهيم العصرية  ؛ مما جعل المجتمع يسمع لمسميات لم تكن سائغة من قبل بل كانت مرفوضة وتعد حراما وعيبا مثل المساكنة التى وجدت من يؤيدها مع انه كان من الطبيعى ان تقابل بالاشمئزاز والنفور. 

انتهت ساعات النقاش وجاءت لحظة استقبال اسئلة الحضور ولأنى على يقين من نوعية الأسئلة والاجابة عليها فقد آثرت السكينة وأطلقت  لخيالى  وذاكرتى وذكرياتى العنان وعشت فى حياة أخرى كانت تقصها علينا جدتى كل مافيها يكفيهم قطعة جبن ورغيف وخضرة وماء ووجوه راضية