الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بـ130 مليار جنيه.. هل تأثر سوق الصادرات المصرية بأزمتي كورونا والحرب؟

الصادرات المصرية
الصادرات المصرية

كان للحرب الروسية الأوكرانية تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي خاصة حركة التجارة ما بين الدول، حيث شهدت صادرات بعض الدول إلى الأسواق الخارجية تراجعا ملحوظا، وكذلك وارداتها.

مصر لم تكن بعيدة عن المشهد العالمي، حيث تباطأت حركة الصادرات المصرية والواردات بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على حركة التجارة الدولية، وذلك بعد تأثر ملحوظ بسبب أزمة كورونا "توقفت حركة التجارة الدولية تماما بسبب فرض الإغلاق الكلي داخل بعض الدول".

الصادرات المصرية

الصادرات المصرية للأسواق العالمية

وتصدر مصر منتجاتها إلى العديد من دول العالم من بينها دولتي الصراع القائم حاليا روسيا وأوكرانيا، حيث تستورد موسكو من القاهرة العديد من السلع أبرزها الموالح، وتصدر لنا المعادن والقمح والذرة.

ومع اندلاع عمليات القتال في الداخل الأوكراني وحصار الموانئ الأوكرانية توقفت حركة التجارة من وإلى كييف، وقد تآثرت حركة التصدير والاستيراد بين القاهرة وكييف، حيث تستورد الأولى القمح والذرة من البلد الأوروبي.

وبحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن مصر تستورد من أوكرانيا كلا من القمح، والتبغ، وخامات المعادن، وحديد وصلب، وسلع أخرى.

ووفقا لبيان الجهاز، فإن مصر تستورد من روسيا: القمح، وزيوت عباد الشمس، ومنتجات مسطحة، وخامات الحديد، و منتجات نصف جاهزة من الحديد وغيرها.

ويأمل مصدرو الحاصلات الزراعية أن تهدأ تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا حتى لا تتأثر حركة الصادرات بشكل كبير.

الصادرات المصرية

تحديات الأزمة على الاقتصاد المصري

تسببت الأزمة في 5 تحديات لـ الاقتصاد المصري وهي 

  1.  ضعف السيولة الأجنبية نتيجة خروج رؤوس الأموال الساخنة
  2.  وتباطؤ معدلات استثمارات القطاع الخاص المصري
  3. ارتفاع فائدة الاقتراض السيادي
  4. ارتفاع مؤشرات الدين الخارجي
  5. تراجع معدلات جذب استثمارات أجنبية مباشرة.

وتوقعت الحكومة المصرية أن تستمر التداعيات السلبية للحرب الروسية-الأوكرانية على الاقتصاد المصري خلال العام الجاري.

وتحملت مصر نحو 465 مليار جنيه تأثيرات مباشرة وغير مباشرة منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مطلع شهر فبراير 2022.

وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، إن الاقتصاد المصري تكلف نحو 130 مليار جنيه تأثيرات مباشرة للأزمة الراهنة تمثلت في أسعار السلع الاستراتيجية والوقود بالإضافة إلى أسعار الفائدة والسياحة.

فيما تكلف الاقتصاد المصري فاتورة تقدر بنحو 335 مليار جنيه كتأثيرات غير مباشرة ممثلة في زيادة الأجور والمعاشات والحماية الاجتماعية بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية.

وعلى الرغم من أن مصر ليست الدولة الوحيدة المتأثرة من الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا، لكن مصر تعد حالة خاصة بعض الشيء بسبب الصلات التجارية والسياحية التي تربط مصر بدول الأزمة وأوروبا.

وسجلت واردات الحبوب القادمة إلى مصر من روسيا وأوكرانيا نحو 42 بالمئة من إجمالي واردات مصر من الحبوب خلال عام 2021، في حين بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر و (روسيا وأوكرانيا) خلال نفس العام نحو 4.4 مليارات دولار.

كما أن الأزمة لها تأثيراتها على إيرادات مصر من النقد الأجنبي من السياحة، فخلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022 سجل حجم السائحين القادمين لمصر من روسيا وأوكرانيا نحو 31 بالمئة، وبلغ عدد السائحين القادمين من روسيا إلى مصر خلال هذه الفترة نحو 1.111 مليونا، ونحو 793.9 آلاف سائح أوكراني لمصر.

وتحتل روسيا وأوكرانيا المركزين الأول والثاني في ترتيب عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022، بينما تأتي بولندا في الترتيب السادس بعدد سائحين يصل إلى 214.1 ألف سائح وبيلاروسيا في الترتيب التاسع بنحو 146.6 آلاف سائح.

الصادرات المصرية

كورونا والحرب الروسية ومصر

ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن كورونا أثرت على الدولة واقتصادها بسبب تعطل المصانع والإنتاج، ولكن الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي السابق ترامب كان لديهما وجهة نظر جيدة، "أقرا بوجود أزمتين الأولى هي أزمة كورونا وفي نفس الوقت يجب مقاومة الجوع، لأنه إذا التزم الجميع المنازل ولم يخرج أحد ولم يعمل إذا من سينتج"!.

وأضاف عبده في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن السيسي وترامب هما الاثنين فقط في العالم اللذان استطاعا التعامل مع الأزمة، ووزعوا الأدوار بأن يعمل البعض والبعض الآخر يتصدى لكورونا لذلك قال الرئيس السيسي أن كل مصنع يعمل كما هو ولكن الضعفاء لا يعملوا مثل السيدة التي لديها أطفال ومن يعاني أمراض مزمنة، ولكن من يقدر على العمل والعطاء يعمل ويتم انشاء مكتب صحة على مستوى عالي في كل مؤسسة وشركة ومصنع ليتابع الحالة الصحية للعاملين.

وأوضح عبده أنه بفعل هذه الخطة والاجراءات المتبعة خلال فترة كورونا كان لدينا انتاج ولم نتأثر كثيرا كباقي الدول الأخرى، ولكن أيضا تأثرا لأننا كنا نعمل بنصف القوى وكان يحدث تبادل نصف القوة تعمل ثم تأخذ اجازة ويعمل النصف الآخر وهكذا بالتناوب، ولكن ما ساعدنا في تجاوز الأمر أن هناك الكثير من العمال فالصنع الذي يتطلب 100 فرد للعمل نجد فيه 2000 عامل وهو ماخدمنا خلال أزمة كورونا.

ولفت عبده أنه عندما أتت الحرب الروسية الأوكرانية تأثرنا كثيرا بها وانخضت السياحة حيث كانت مصر تجني 13 مليار من السياحة، ولكنها انخفضت كثيرا بما يحدث في العالم وأيضا تأثرت في فترة كورونا.

وأضاف أن الاقتصاد المصري تأثر نتيجة الحرب ونقص العملة الأجنبية، مما زاد سعرها مما وضع الدولة في موقف صعب مما زاد تأثرنا بالحرب خاصة بعد تأثرنا في فترة كورونا حتى أن هناك دول قالت أن مصر أكثر الدول تأثرا من الحرب الروسية الأزكرانية، لأن سياحة مصر من روسيا وأوكرانيا كانت تمثل 34.5% من السياحة في مصر.

وتابع عبده أن صادرات مصر تأثرت نتيجة لتلك الأزمات لأنها أصبحت تعتمد على منتجاتها المحلية بدلا من تصديرها، لأننا بعد غلاء القمح أصبحنا نستهلك الأرز والمكرونة المصرية بدلا من تصديرهم، وبالتالي قلت صادراتنا في بعض السلع نتيجة استهلاكنا المحلي كما أن تكاليف التصدير زادت.