الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال صدقوا الوعد.. حكايات أبطال ملحمة أكتوبر|الجنرال النحيف المخيف وأبو حائط الصواريخ

أبطال نصر أكتوبر
أبطال نصر أكتوبر المجيد

يوافق اليوم، الخميس، الذكرى 49 لانتصارات "أكتوبر المجيدة" والتي أنهى بها الجيش المصري سنوات من العجرفة الإسرائيلية، وترويج أكذوبة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقهر.

 

المشير أحمد إسماعيل وقادة نصر أكتوبر

نصر أكتوبر العظيم

وسطر المصريون بأحرف من نور في 6 أكتوبر 1973 نصرا عظيما مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وتفتخر فيه بقواتها المسلحة، وبما صنعته من مجد بعد سنوات من الهزيمة .

ويذكر موقع بعض "صدى البلد" التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم الطاهرة الزكية، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، فقهروا المستحيل وضربوا أروع صور البطولات المصرية التي سجلها التاريخ في حرب أكتوبر .

روت دماؤهم تراب هذا الوطن الغالي الذي لا يعظم عليه شيء، فالنفس تهون من أجل الحفاظ على كل ذرة تراب من هذا الوطن العظيم، ليسجل التاريخ قصصا وحكايات وصورا حية وأحرف من ذهب لهؤلاء الأبطال الشجعان.

وسيظل التاريخ يذكر بحروف من نور أبطال حرب أكتوبر، الذين حملوا أرواحهم على أيديهم فداء لمصر، لتبقى هذه الحرب محفورة في قلوب وأذهان من عاصروها ومن لم يعاصروها أيضا.

المشير أحمد إسماعيل

المشير أحمد إسماعيل 

ومن أهم عوامل نجاح حرب أكتوبر الدور الكبير الذي قام به قادة القوات المسلحة في ذلك الوقت، أبرزهم الرئيس الراحل أنور السادات، القائد العام للقوات المسلحة، الذي عرف بداهية العرب، والمشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع بحرب أكتوبر.

فكان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي في حرب أكتوبر‏، حيث أنقذ الجبهة من الانهيار‏، وتولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه،‏ وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، الذي جرى تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب‏.

ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ على وحدة الصف بين القادة‏،‏ وانصاع في الوقت نفسه إلى تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة، أما الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، فيعد العقل المدبر للهجوم المصري على خط الدفاع الصهيوني المنيع "بارليف".

 المشير محمد عبدالغني الجمسي

الجنرال النحيف المخيف

وكان المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، اختاره الرئيس السادات قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، وكان يطلق عليه اسم "الجنرال النحيف المخيف" لقوة شخصيتها وجسارته تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ.

ولا ننسى المشير أحمد بدوي الذي استطاع مع فرقته عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء، في حرب أكتوبر 1973، من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس.

وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، على المحور الأوسط، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضا جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة عيون موسى جنوب سيناء، ولما حاصرته القوات الإسرائيلية، استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة، فى مواجهة السويس.

المشير أحمد بدوي

فهمي أبوحائط الصواريخ 

أما المشير محمد على فهمي، فكان قائدا لقوات الدفاع الجوي في 23 يونيو عام 1969، وظل قائدا للدفاع الجوي أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973، وكان له دور كبير في النصر عن طريق قيامه ببناء حائط الصواريخ المصري ولقب بأبو حائط الصواريخ، وفي عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات مستشارا عسكريا له.

وعلى الرغم من الهجمات الإسرائيلية المتتالية استمر فهمي في أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973، وفى وقت قياسى استطاع تأسيس سلاح الدفاع الجوى الذي لعب دورا حاسما في معارك أكتوبر 1973.

وقد نجحت قوات الدفاع الجوى بقيادة اللواء محمد على فهمي في تأمين عملية الاقتحام والهجوم بكفاءة عالية ليلا ونهارا، وقدمت الحماية للمعابر والكبارى، مما أتاح للقوات المصرية أن تستخدمها في أمان.

المشير محمد على فهمي 

المشير محمد أبو غزالة 

وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى المشير محمد على فهمي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في العام 1975 م، وفي العام 1978 اختاره الرئيس محمد أنور السادات مستشارا عسكريا له.

وقد شارك المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة في حرب أكتوبر 1973 قائدا لمدفعية الجيش الثاني، وتدرج في المواقع القيادية العسكرية حتى عين مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فوزيرا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدا عاما للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982.

وأصبح أبو غزالة نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي، وقائدا عاما للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعدا لرئيس الجمهورية.

المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة 

المشير حسين طنطاوي

كان المشير محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة 16 مشاة باللواء 16 مشاة بالفرقة 16 مشاة قطاع الجيش الثانى الميدانى، خاض مع كتيبته أشرس المعارك على الجبهة، وتعد من أشهر معارك حرب أكتوبر معركة "المزرعة الصينية".

كُلفت كتيبته بصد العدو الإسرائيلى بالمزرعة الصينية نجح خلالها في كسر مدرعات العدو وأذل فيها إيهود باراك عندما أفشل تقدم مدرعاته التي ظنت أنها ستسحق المشاة المصريين تحت جنازيرها.

واستمرت المعركة طوال 48 ساعة واضطرت القوات المصرية من الكتيبتين 16 و18 مشاة أن تخلى مواقعها إلى الشمال بعد أن نفدت ذخيرتها.

محمد حسنى مبارك

الرئيس حسني مبارك 

جدير بالذكر أن الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، كان قائدا للقوات الجوية بحرب أكتوبر 1973، نسبت إليه الضربة الجوية الأولى التي أربكت العدو ودمرت مراكز قياداته، وساهم في بناء القوات بعد حرب 1967، وحرب الاستنزاف.

وكان له دور كبير آخر في حرب أكتوبر، حيث أدخل طائرات التدريب خلال الحرب، يقول عنه الرئيس الراحل أنور السادات إن "إسرائيل تحترمه كثيرا"، وبعد الحرب رقى إلى رتبة فريق أول ثم نائب لوزير الدفاع.

من جانب آخر، كان الفريق أول فؤاد ذكري هو من خطط للضربة البحرية، وكانت إشارة النصر في حرب أكتوبر 1973 وهي حصار مضيق باب المندب والذي جعل إسرائيل لا تنام بسبب آثاره السلبية عليها.

الفريق أول فؤاد ذكري 

أبرز الأبطال في الحرب 

ويعد البطل الفريق أول فؤاد ذكري القائد الوحيد في تاريخ الجيوش في العالم الذي صدر في شأنه قانون من مجلس الشعب بأن "يظل في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة".

وبعد انتهاء معارك أكتوبر 1973، حرص البطل الفريق أول فؤاد ذكري على ترك موقعه لغيره وطلب هذا رسميا عدة مرات إلى أن استجيب لطلبه، ولكن تم تعيينه مستشارا للبحرية بدرجة وزير، وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين تقديرا لكفاءته وإنجازاته العسكرية.

وأما الفريق فؤاد عزيز غالي، فكان قائدا للفرقة 18 مشاة، التى كان لها دور في تحقيق نصر أكتوبر، فبعد تحرير مدينة القنطرة والسيطرة على كل مواقع العدو الإسرائيلي، قامت الفرقة 18 مشاة بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد.

وبذكاء وعبقرية فؤاد عزيز غالي، تم التصدي لكل هجمات القوات الإسرائيلية في منطقة شمال القناة، وتقدم بجنوده وسيطر على أقوى مواقع العدو في سيناء، وظل محافظا على تقدمه وانتصاراته التي أربكت حسابات القوات الإسرائيلية شمال القناة.

 فؤاد عزيز غالي

الفريق فؤاد عزيز غالي

وفي أثناء الثغرة وحصار الجيش الثالث الميداني، كان رأي بعض القادة سحب القوات غرب القناة، لكن فؤاد عزيز غالي رفض الانسحاب وظل متحصنا بقواته في المواقع التي حررها، وكان الرئيس السادات يتصل يوميا بالعميد غالي للاطمئنان على قواته والإشادة بموقفه وقدرات جنوده في الحفاظ على الانتصار وتقديم نموذج مثالي في الصمود والتحدي.

وكان أيضا الفريق محمد سعيد الماحي، قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر 1973، وصفه السادات بأنه "قائد مهيب مثل مدفعيته".

ويذكر أن المشير الجمسي قال عنه إنه "نجح في إدارة معركة المدفعية بجدارة، حيث استطاع توجيه أكثر من 2000 مدفع بصورة فائقة".

واستطاع الماحي وضع خطة شديدة الدقة لسلاح المدفعية، وحدد لكل قائد كتيبة أهدافه المسبقة التي سيقوم بقصفها عند إعطاء الإشارة، واستطاع بمساعدة رجال المخابرات الحربية القيام بعمليات الإخفاء والتمويه للوحدات التابعة لسلاح المدفعية.

 الفريق محمد سعيد الماحي

تحطيم خط بارليف

ويعود الفضل إلى الفريق محمد فوزي في إعادة تنظيم صفوف الجيش المصري بعد النكسة وبناء حاجز الصواريخ المصرية ضد إسرائيل، والذي استُعمل بكفاءة في إيقاع خسائر جسيمة في صفوف العدو الإسرائيلي في  "حرب الاستنزاف" في الفترة 1967-1973.

أما اللواء باقي زكي يوسف، فهو صاحب الفكرة العبقرية لتحطيم خط بارليف بمضخات المياه، بعد أن كان القادة يتجهون نحو الديناميت والنابلم والمدافع والصواريخ، لتفجير الساتر الهائل، حيث استلهم الفكرة خلال فترة انتدابه للعمل بالسد العالي.

وشرع القائد باقي زكي مع جنوده في فتح 60 ثغرة في الجبل الترابي في زمن قياسي لا يتعدى الثلاث ساعات، ما سمح بدخول المدرعات المحمّلة بالجنود والدبابات، فكانت الموجاتُ المصرية الأولى التي اقتحمت سيناء ليعبر الجيش المصري إلى الضفة الشرقية ما صنع مفاجأةً أذهلت عدونا الأبدي.

اللواء باقي زكي يوسف

اللواء سعد مأمون 

وكان اللواء سعد مأمون أحد الأبطال الذين صنعوا نصر أكتوبر 73، حيث كان قائد الجيش الثاني الميداني، وكان قائد قوات الخطة "شامل" التي حاصرت الإسرائيليين في الدفرسوار.

فيما كان اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني أثناء حرب أكتوبر 1973، خلفًا للواء سعد مأمون، تخرج في الكلية الحربية عام 1941 شارك في حرب فلسطين، والعدوان الثلاثي، وحرب اليمن، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر.

تدرج في المناصب من قائد الكتيبة 53 مشاة إلى قائد جيش ميداني، ورئيس أركان اللواء الرابع مشاة، وقائد وحدات سلاح المظلات، ورئيس أركان الجيش الثاني ثم قائدا له، رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة.

اللواء عبدالمنعم خليل

بطل تأميم رأس العش

أما اللواء عادل يسري سليمان، فكان قائد اللواء 112 مشاه، وأول الحاصلين علي وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وهو بطل تأميم رأس العش، ومحرر جزيرة بيت الملاح في قطاع ميدان الجيش الثاني.

وكان اللواء 112 أكبر تشكيل في القوات المسلحة، وعرفه العسكريون باسم لواء النصر، إذ استطاع أن يحقق أعمق توغل داخل أراضي سيناء، واستطاع أن يقتحم قناة السويس ويحقق الأهداف المطلوبة منه يوم 8 أكتوبر.

اللواء عادل يسري سليمان