الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تهديدات بوتين.. أسوأ سيناريو لحرب روسيا وأوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في الوقت الذي أصدر المسؤولون الروس ووسائل الإعلام الحكومية تهديدات نووية مبطنة وعلنية منذ بداية الحرب الأوكرانية، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المخاطر الشهر الماضي عندما أكد أنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية ردا على التهديدات.

وجاء هذا التهديد في الوقت الذي كانت فيه روسيا تواجه العديد من النكسات في الحرب التي تضاعفت فقط منذ تهديد بوتين النووي. وتحقق الهجمات المضادة الأوكرانية مكاسب في مناطق خاركيف ودونيتسك وخيرسون بينما شكك مركز أبحاث أمريكي فيما إذا كانت التعبئة الجزئية في روسيا ستكون قادرة على إنتاج جنود جيدين.

وزادت سلسلة الهزائم التي منيت بها روسيا مؤخرا، فضلا عن تصريحات بوتين، المخاوف من أن الزعيم الروسي قد يلجأ إلى توجيه ضربات نووية في محاولة لتحويل دفة الحرب. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان بوتين سينفذ تهديداته.

ويعتقد مايكل كيماج، أستاذ ورئيس قسم التاريخ في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، أنه في حين أن تهديدات بوتين النووية لها فائدة في غرس الخوف في خصومه وهناك احتمال ضئيل بأنه سيستخدم الأسلحة بالفعل، إلا أنه لا ينبغي تجاهل التحذيرات. 

وبالنظر إلى أن بوتين يمتلك هذه الأسلحة وأن الحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة لروسيا، فإن لديه الدافع لاحتمال تنفيذ ضربات نووية، حسبما قال كيماج لمجلة “نيوزويك” الأمريكية.

وقال كيماج: “أعتقد بالتأكيد أنه يجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد، ولكن نأمل أن يكون ذلك بطريقة غير مثيرة للقلق حيث لا نرى أن هذه هي الخطوة الحتمية التالية، ولكنها احتمال مقلق للغاية”.

وبعيدا عن الهجمات النووية، ليس لدى بوتين سوى خيارات قليلة لزعزعة الحرب استراتيجيا، ولا يعتقد كيماج أن الزعيم الروسي يمكنه عكس هذه الديناميكية.

وقال كيماج: “أعتقد أن القلق الحقيقي الذي أود أن أقوله، لا أعرف ما إذا كان هذا سيعطي جيشه ساقا أو أنه سيشعر وكأنه يفعل شيئا من جانبه، سيكون أشياء ستقع بين أعمال الحرب والإرهاب”.

ويمكن لبوتين أيضا أن يشن هجوما خارج أوكرانيا بهجمات إلكترونية خطيرة على الولايات المتحدة وهجمات على البنية التحتية الحيوية في أوروبا. 

على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التسريبات في خطوط أنابيب نورد ستريم التي زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها ناجمة عن التخريب الروسي إلى تفاقم المخاوف بشأن أمن الطاقة هذا الشتاء في أجزاء من أوروبا حيث المدنيون “أقل حماسا” بشأن دعم أوكرانيا في الحرب.

وقال دان سولير، وهو عقيد سابق في المخابرات في الجيش الأمريكي، إن “العالم يجب أن يتوقع ما هو غير متوقع عندما يتعلق الأمر بخطوات بوتين التالية”.

وأشار سولير إلى أن روسيا يمكن أن تنفذ استفزازات في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، حيث تتبادل روسيا وأوكرانيا اتهامات بالقصف الخطير الذي يمكن أن يسبب كارثة نووية.

ولفت  إلى الوضع مع خطوط أنابيب نورد ستريم، وقال إنه في حين نفت روسيا أي مسؤولية، فإن التسريبات خلقت مستوى من عدم اليقين والقلق والارتباك في أوروبا الغربية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطاقة.

وتوقع سولير أن بوتين يمكن أن ينفذ هذه الأنواع من الاستفزازات للمضي قدما، والتي يمكن أن تسبب اضطرابات وعدم يقين في أذهان الأوروبيين الغربيين بينما يفعل بوتين ما في وسعه لمنع استجابة من حلف شمال الأطلسي.