الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا ترد صاروخيا على كييف.. اشتعال الأوضاع وتمسك موسكو بالضمانات الأمنية| تحليل

الصواريخ الروسية
الصواريخ الروسية تستهدف كييف

يشهد النزاع بين روسيا وأوكرانيا تصعيدا مستمرا، منذ الأسبوع الماضي وبشكل شبه يومي، خاصة منذ إعلان روسيا ضم 4 مناطق جديدة إلى أراضيها، منذ الجمعة 30 سبتمبر، ومن قبلها إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استدعاء حوالي 300 ألف مقاتل من قوات الاحتياط إلى الجيش الروسي، بالتزامن مع التلويح باستخدام روسيا القوة النووية، ذلك بالتزامن مع الضربات الأوكرانية المتكررة ضد المناطق النووية مثل زابوريجيا وغيرها.

الاشتباكات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا

خلال الأيام الماضية، نشبت العديد من الاشتباكات بين الجيش الروسي والأوكراني، كان من نتائجها انسحاب روسيا من بلدة ليمان وإعادة تموضعها حول البلدة، إضافة إلى إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة الماضية عن تقدم قواته مسافة 250 كم بالأراضي الأوكرانية، منذ بدء الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، في شرقي أوكرانيا.

ولكن تطورات الأوضاع بدأت تتخذ منحى أكثر تصعيدا بعد تفجير جسر القرم، ذي الأهمية الاستراتيجية، حيث  استهدفت روسيا صباح أمس الاثنين أوكرانيا ووجهت عدة ضربات انتقامية من كييف، مستهدفة مدن لفيف وترنيولى وزيتوريم فى غرب أوكرانيا، ودنيرو وكرمينتشك فى وسط البلاد.

أسباب التصعيد الروسي ضد أوكرانيا

في هذا الصدد، قال بسام البني، الباحث السياسي المتخصص في الشأن الروسي، إن التصعيد العسكري الروسي الأخير، جاء نتيجة التهديدات الإرهابية التي تقوم بها القوات الأوكراني مدعومة من الغرب باتجاه روسيا، حيث أن العمليات الإرهابية الأوكرانية استهدف محطة كورسك النووية 3 مرات، واستهدفت محطة زابوريجيا النووية أكثر من مرة، في محاولة من كييف لممارسة ما يسمى بالإرهاب النووي ضد روسيا.

وأضاف البني، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه بعد استهداف أوكرانيا المحطات النووية، استهدفت مخازن الأسلحة في شبه جزيرة القرم ثم اغتيال ابنة الفيلسوف الروسي ألكسندر دوجين، موضحا أن كل هذه الاعتداءات أدت إلى علو الأصوات داخل روسيا عن جدوى العملية العسكرية إذا كانت روسيا لا ترد على الاعتداء عليها.

الصواريخ الروسية تستهدف كييف

مطالب داخل روسيا بالرد على كييف

وأشار إلى أن هناك تصريحات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزراء الدفاع والخارجية ، تؤكد أن أي اعتداء على الأراضي الروسية، سيكون الرد عبر ضرب مراكز اتخاذ القرار في كييف، وهو ما حدث بالفعل بعد تفجير جسر القرم، حيث أدت تلك العملية لحتمية الرد الروسي وضرب مراكز اتخاذ القرار، وهو ما ظهر في استهداف البنية التحتية في كييف التي تدعم الجيش الأوكراني بالطاقة والاتصالات والانترنت والأمور اللوجيستية الخاصة بالمعارك.

وسلط بسام البني، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، الضوء علي تصريحات أوكرانيا التي قالت إن روسيا اطلقت أكثر من 150 صاروخا، في حين وصل عدد الضحايا من المدنين حوالي 10 أشخاص، وهذا يعني أن موسكو تحاول قدر المستطاع استهداف المناطق الحيوية التي تدعم الجيش الأوكراني لوجستيا دول إنزال خسائر في صفوف المدنيين.

سيناريوهات إنهاء التصعيد الروسي الأوكراني

وفيما يخص سيناريوهات إنهاء التصعيد، أكد البني أن هدف روسيا من وراء العمليات العسكرية، هو إجبار أوكرانيا على السلام طبقا للشروط الروسية، وأن موسكو كانت واضحة وصريحة بأنها هدفها هو أنها تريد أوكرانيا حيادية منزوعة السلاح والنازية، وأيضا حماية المواطنين الروسي على الأراضي الأوكرانية في دونباس.

استهداف كييف صاروخيا

مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

وعن المفاوضات، أوضح البني، أن المفاوضات يجب أن تكون مع الجانب الأمريكي كما صرحت روسيا قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، والتي جاءت ردا على تجاهل الغرب للضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا من أمريكا والناتو بعدم التمدد نحو الشرق وعدم ضم أي دولة من الاتحاد السوفيتي السابق لحلف الناتو أو الاستحواذ على أرضيه واستخدامها كقواعد عسكرية توجه ضد روسيا.

واختتم أنه على أمريكا أن تقف مع روسيا، وتضغط على كييف وتجبر أوروبا على وقف الدعم الغربي لأوكرانيا بالأسلحة، وتوقيع اتفاقية مع روسيا حسب الشروط الروسية التي أطلقتها قبل إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإلى أن يحدث ذلك سوف تبقى المعارك محتدمة في ظل قدوم فصل الشتاء، وعدم إرسال أمريكا أي إشارات للتفاوض مع روسيا بشأن الضمانات الأمنية.