EN 
كان للحرب الروسية الأوكرانية تداعيات كبيرة ومخيبة على الاقتصاد العالمي، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 2.7% العام المقبل.
صندوق النقد والأسوأ لم يأتِ بعد
وقال صندوق النقد الدولي إن الأسوأ لم يأت بعد والعالم سيشعر بالركود في 2023، لافتا في تقريره الصادر الثلاثاء عن آفاق الاقتصاد العالمي، أن هذا هو "أضعف معدل نمو منذ عام 2001".
وظلت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام ثابتة عند 3.2%، بانخفاض عن 6% في عام 2021، حيث أشار التقرير: "الأسوأ لم يأت بعد، وبالنسبة لكثير من الناس سيشعرون في 2023 بالركود مرددًا تحذيرات من الأمم المتحدة والبنك الدولي والعديد من الرؤساء التنفيذيين العالميين، وأكثر من ثلث الاقتصاد العالمي سيشهد ربعين متتاليين من النمو السلبي، في حين أن الاقتصادات الثلاثة الأكبر – الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين – ستستمر في التباطؤ".
ويقول الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي، إنه يصدق على توقعات النقد الدولي، حيث أنه دائما يقوم بالتوقعات الصحيحة، وسوف يشهد العالم حالة من الركود خلال العام المقبل، في ظل الركود الذي يشهده العالم والتباطؤ الإقتصادي الذي يسير عى جميع دول العالم، فتلك التوقعات تبدو صحيحة.
خبراء يؤكدون توقعات صندوق النقد
وأضاف الدسوقي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه سوف يحدث تباطؤ في النمو بجميع معدلات التقدم الاقتصادي في جميع دول العالم.
وأشار الدسوقي، إلى أنه يجب على جميع دول العالم أن تسعى لزيادة إنتاجها المحلي، واكتفائها الذاتي من الإنتاج الملحي، نظرا لقلة الإستيراد خلال الفترة القادمة، نتيجة التضخم الذي سببته الأزمة الروسية الأوكرانية.
ومن جانبه يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن توقعات صندوق النقد الدولي بالركود يعد مسألة منطقية، وأمريكا والغرب يساعدان على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا لتحقيق مصالحهما بلجوء جميع الدول إلى مواردهما.
وأضاف عبده - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": إطالة أمد الحرب سوف يؤدي إلى المزيد من الركود والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية، وارتفاع أسعار الفائدة وسوف تزداد أعباء الشركات بشكل أكبر.
زعزعة لاستقرار الاقتصاد العالمي
وأشار عبده، إلى أنه من المتوقع بالفعل زيادة الركود والأزمات الاقتصادية في جميع دول العالم بالعام المقبل - بحسب تأكيدات صندوق النقد الدولي.
ومن ناحية أخرى، سوف تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي بقوة، كما أنها تسببت آثارها في أزمة طاقة حادة في أوروبا، إلى جانب الدمار في أوكرانيا نفسها.
وساعدت على تضاعف سعر الغاز الطبيعي أكثر من أربعة أضعاف منذ عام 2021، حيث تقدم روسيا الآن أقل من 20% من مستويات عام 2021 كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية نتيجة للصراع.
ومن ناحية أخرى، كرر صندوق النقد الدولي انتقاده للميزانية المصغرة لوزير الخزانة البريطاني، بعد أيام من تحذيره أنها ستفاقم زيادة الأسعار.
واعترفت المؤسسة التي تعمل على خلق استقرار مالي في العالم، أن التخفيضات الضريبية التي أعلنها كوازي كوارتينغ، وزير الخزانة البريطانية، سوف تعزز النمو الاقتصادي على المدى القريب، لكنه قال إن الإعفاءات سوف تزيد الحملة لمواجهة ارتفاع تكاليف الحياة تعقيدا.
2023 عام الركود بالنسبة للكثيرين
وقال الصندوق، إن عام 2023 سيكون "عام ركود" بالنسبة للكثيرين، ويتوقع أن يرتفع التضخم، الذي يرصد تغير تكاليف الحياة مع الوقت، ليبلغ 11.3 في المئة قبل نهاية السنة في المملكة المتحدة، وفقا لأحدث تقرير للصندوق حول توقعات مسار الاقتصاد العالمي.
ولا تأخذ أحدث البيانات التي يتضمنها التقرير الذي نشرته المؤسسة المالية ذات النفوذ، بعين الاعتبار الميزانية المصغرة لوزير المالية.
