EN 
أخبرتنا أمنا أن من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الانسان الكذب و الافراط او (الافتراء كما كانت تقول).. الافتراء كان له أكثر من وجه منه ان تتعالى او تظلم أحدا أصغر منك او اقل منك.. والنوع الثاني فيما يخص عاداتنا اليومية من استخدام الماء و الكهرباء والطعام.
مثلا الغرف التي لا يجلس بها احد لماذا تتم إضاءتها؟.. و كذا المياه يتم استخدامها بدون إسراف مع العلم انها كانت بمبالغ مالية قليلة، أما عن الطعام فكانت أشد بكثير و تلومني كثيرا عندما أقوم بطهي ما يزيد عن حاجتي .. سألتها يوما لماذا كل هذا و نحن لا ندفع الكثير؟ أخبرتني إذا فرضنا انه تبقي من الطعام معلقتان من كل طبق … هذا في بيتنا وكذا البيوت المجاورة …هل تعلمين كم كيلو من الطعام سوف يُرمى في الشوارع كجزء من القمامة؟.
تذكرت كلامها اليوم عن الكهرباء والمياه والطعام وقمت بعملية حسابية لأعرف كم كيلو من الطعام يتم إلقاؤه في القمامة.
مصر دولة تستهلك ٤ ملايين طن من الأرز سنويا … و كل كيلو أرز مسلوق يحتوي على ٥٥ ملعقة.. ولو فرضنا ان كل فرد اكل عشر ملاعق و ترك منها ملعقتين هذا يعني اننا نستغنى من عشرين الى ثلاثين بالمائة من انتاجنا !!!
تخيلوا كل هذا في سلعة واحدة، و كذا في رغيف العيش الذى كان ممنوعا ان يتم تقديم العيش بدون تقسيمه اربعة اجزاء .. وكل حياتنا كانت بدون افراط.
والسؤال الآن هل إلقاء كل هذا الكم من المواد الغذائية لن يخسرنا سوى ثمنه فقط؟؟
الاجابة لا.. لأن القمامة العضوية او بواقي المطبخ عادة يتم القاؤها في الشارع لانها لا قيمة لها مثل القمامة الصلبة وهي الزجاج و البلاستيك والكرتون و تراكمها في الشارع يتسبب في انتشار الامراض بسبب التعفن وانتشار الذباب و الناموس و مع الوقت تلوث الجو.
كما أنها تتسبب في رفع تكلفة تنظيف القمامه الصلبه بمعني انه لو ربة المنزل لديها في منزلها كيس واحد فقط للقمامه هذا يعني انها ستقوم بخلط كل القمامه وبواقي الطعام ستكون على البلاستيك وسيضطر جامع القمامة للفصل و التنظيف و هذه ايضا تكلفة أخرى .. و الحل ؟؟؟ الحل اما اننا نستهلك ما يكفينا .. او اننا نفصل من المنازل .. وهذه حكاية اخرى صعبة جدا ولكنها ليست بمستحيلة.
وفي مقال آخر سنعرف كيف نستفيد من القمامة العضوية بعد فصلها من المنازل.
