الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إعلان بايدن فشلها ..هل تستمر خطة تراس الاقتصادية في بريطانيا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن خطط رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس لخفض الضرائب والتي تسببت في إحداث اضطراب في الأسواق، هي خاطئة، مؤكدًا أن هذا ليس رأيه فقط ولكنه رأي شائع.

وأضاف بايدن خلال جولة لحملته الانتخابية في بورتلاند بولاية أوريجون: "إنه متوقع. لم أكن الوحيد الذي اعتقد أنه كان خطأ. أعتقد أن فكرة خفض الضرائب على فاحشي الثراء في وقت هي خاطئة وإنني أختلف هذه مع السياسة".

في السياق ذاته، اعتبر بايدن أن قوة الدولار الأمريكي ليس لها أي مخاطر على العالم  وألقى باللوم على النمو الهزيل وأخطاء السياسة في أجزاء أخرى من العالم، مؤكدًا أنها السبب في تراجع الاقتصاد العالمي.

وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فإن تصريحات بايدن مناقضة مع رأي كبار القادة على الساحة الدولية والذين أعربوا مرارًا عن مخاوفهم بشأن الكيفية التي يؤدي بها ارتفاع العملة الأمريكية إلى زيادة التضخم في اقتصاداتهم. إذ ارتفع الدولار بنسبة 15% تقريبًا هذا العام حيث شرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في حملة شرسة لرفع معدلات الفائدة للحد من ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة إن محاولات ليز تراس لتفادي التضخم من خلال التخفيضات الضريبية للأثرياء أسفرت عن حدوث انخفاض في الجنيه الإسترليني وأجبرت بنك إنجلترا على التدخل لدعم السندات الذهبية.

وامتد الاضطراب إلى الأسواق العالمية، حيث كان المتداولون قلقون من المزيد من التقلبات وبحثوا عن ملاذ، مما أدى إلى زيادة الدولار الذي يستمر  في الضغط على الاقتصاد العالمي، وخاصة الدول الفقيرة التي تعتمد على واردات الغذاء. حيث إن ارتفاع الدولار، وأسعار الفائدة وأسعار السلع يؤدي إلى تآكل قدرتها على دفع ثمن السلع المسعرة بالدولار عادة، ويزيد تفاقم أزمة الغذاء العالمية.

رجوع للوراء

السبت تعهد وزير مالية بريطانيا الجديد جيرمي هانت بأن الحكومة ستزود بعض الضرائب، مؤكدًا أن تراس ارتكبت أخطاء مع محاولتها الاحتفاظ بمنصبها الذي تولته قبل ما يزيد قليلا على شهر.

وفي مقال نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية مساء السبت، اعترفت تراس بأن الخطط ذهبت "أبعد وأسرع مما كانت تتوقعه الأسواق"، مضيفة: "لا يمكننا تمهيد الطريق لاقتصاد منخفض الضرائب وعالي النمو من دون الحفاظ على ثقة الأسواق في التزامنا بتحقيق وضع مالي سليم"، لافتة إلى أن هانت سيضع في نهاية الشهر خطة لتخفيض الدين العام "على المدى المتوسط".

في نفس الصدد، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، أن هانت يعتزم إلغاء المزيد من حزمة تراس الأصلية عن طريق تأخير التخفيض المخطط للمعدل الأساسي لضريبة الدخل كجزء من محاولة يائسة لتحقيق التوازن.

ونقلت الصحيفة عن هيئة الرقابة المالية المستقلة في بريطانيا قولها في مسودة التوقعات إنه قد تكون هناك فجوة بقيمة 72 مليار جنيه إسترليني (80 مليار دولار) في المالية العامة بحلول عام 2027-2028، وهو أسوأ مما توقعه الاقتصاديون.

وفي أول خطوة قام بها منذ تولي المنصب، تحدث الوزير الجديد مع حاكم بنك إنجلترا آندرو بيلي الذي اضطُر للقيام بتدخلات مكلفة من أجل تهدئة أسواق السندات.

وحذر بيلي أمس السبت في خطاب بواشنطن من أن المصرف المركزي "لن يتردد" في رفع معدلات الفائدة من أجل إبقاء مستويات التضخم المرتفعة تحت السيطرة، وهو ما ينذر بمزيد من الصعوبات بالنسبة للعائلات البريطانية والأعمال التجارية بعد خطة الميزانية الفاشلة.