EN 
يعيش العالم حالياً في أزمة طاقة تهدد استقرار الاقتصاد العالمي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات الغربية على روسيا، والتي نتج عنها ارتفاع كبير في الأسعار وزيادة نسب التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، ومن أكبر المتضررين من هذه الأزمة كانت الولايات المتحدة وأوروبا والدول النامية.
وتفاقمت الأزمة بعد إعلان منظمة أوبك+ خفض إنتاج النفط إلى 2 مليون برميل يوميا، وهو القرار الذي قوبل بالرفض والاستهجان من قبل الولايات المتحدة التي تعاني من ارتفاع كبير في الأسعار والتضخم ويزيد هذا القرار معاناتها، لذلك شنت واشنطن حملة شرسة ضد السعودية بصفتها أكبر الأعضاء والمؤسس لمنظة الأوبك ومن أكبر مصدر النفط في العالم.
لذلك كان على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتخذ العديد من الإجراءات لتخفيف حدة الأزمة على الولايات المتحدة لفض الأسعار وكبح جماح التضخم خاصة وأنه مقبل على إنتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي قلت نسبة قبول الشعب الأمريكي للديموقراطيين خاصة بعد الأزمات الأخيرة التي شهدهِا العالم وتعامل القادة الأمريكيين الدمقراطيين معها.
إجراءات خفض الأسعار
وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي عن إجراءات جديدة لخفض أسعار الطاقة في الولايات المتحدة متمثلة في ثلاث خطوات رئيسية.
وقال بايدن: "بسبب هذه الإجراءات انخفضت أسعار الوقود بنسبة 30% بمعدل 1.15 سنت، وانخفضت الأسعار طوال الأسبوع الماضي، أسعار البنزين في انخفاض، في ولايتي ويسكنسن وأوريغان انخفضت بمعدل 27 سنتا، وبمعدل 16 سنتا في أوهايو، و25 سنتا في نيفادا، 17 سنتا في ولاية أنديانا، خلال العشرة أيام الماضية".
وتابع: "هذا يعد إنجازا وتقدما لكنها لا تنخفض بوتيرة سريعة، العائلات تتألم وتعاني، وأؤكد لكم أنا جئت من عائلة عندما كانت ترتفع أسعار البنزين، كنا نشعر بألمها وتتسبب بالضغط على ميزانيتنا، ونخفض إنفاقاتنا الأخرى".
ووعد الرئيس الأمريكي، بفعل كل ما بوسعه لتخفيض أسعار الوقود التي ارتفعت "بسبب الحرب الروسية على أوكرانية"، وكذلك سوق النفط العالمي، مشددا على أن جل التركيز سيكون على حماية العائلات الأمريكية من ذلك الارتفاع.
وخلال المؤتمر الصحفي أعلن عن ثلاث خطوات "مهمة وحيوية"، ستنفذها إدارته من أجل تخفيض أسعار الوقود في المحطات، وحماية المستهلكين الأمريكيين.
ثلاث خطوات لخفض الأسعار
ووفقا له، فإن الخطوة الأولى هي إفراج وزارة الطاقة عن 15 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي حتى ديسمبر، مؤكدا على أن المحللين أكدوا أن السحب من الاحتياطي ساهم في تخفيض أسعار الوقود، لذلك "سنواصل الاستخدام الرشيد للاحتياطي الاستراتيجي.
وبحسب بايدن، فهناك 400 مليون برميل من النفط في الاحتياطي الأمريكي الاستراتيجي، وهذا كاف لعمليات سحب طارئة، وأضاف، " سنعمل على تحقيق الاستقرار في الأسواق وتخفيض الأسعار، في الوقت الذي تقوم به أفعال دول أخرى بالتسبب بالاضطراب في أسواق الطاقة".
وقال، إنه من الممكن النظر في عمليات إفراج إضافية في الأشهر القادمة إذا تطلب الأمر، مؤكدا أن: " لدينا خطة إفراج سريع، وسنتمكن بفضلها من التصدي لأي ارتفاع حاد لأسعار الوقود، أو أي أحداث عالمية".
وكخطوة ثانية لخفض الأسعار، دعا الرئيس الأمريكي لزيادة إنتاج النفط الأمريكي، دون تأخير أو تأجيل نحو التحول الى الطاقة النظيفة.
وقال: "إدارتي لم تخفض انتاج النفط، بالعكس نحن ننتج 12 مليون برميل نفط يوميا، وهذا العام سيرتفع الإنتاج بقدر ميلون برميل منذ تسلمي السلطة، الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، نحن نصدر أكثر مما نستورد".
خطة ملء الاحتياطي النفط
وأضاف بايدن: "سمعت من شركات النفط بأن قلقهم كامن في الاستثمار في النفط اليوم، في حالة انخفاض الطلب في المستقبل، مؤكدين أنهم لن يتمكنوا من بيع منتجاتهم بأسعار مناسبة، لذلك أعلن اليوم عن خطة ملء الاحتياطي الفيدرالي الاستراتيجي من النفط، بما يمثل فائدة لدفع الضرائب، الولايات المتحدة ستشتري النفط من أجل إعادة تعبئة الاحتياطي عندما تنخفض أسعار النفط الى 70 دولار".
وشدد على أن، شركات النفط ستتمكن من بيع منتجاتها بقيمة 70 دولارا وهذا سعر جيد لهم ولدافعي الضرائب.
وتابع: "منذ مارس أسعار النفط تجاوزت 90 دولارا، وهي الأعلى منذ 2014، ومن خلال البيع من الاحتياطي الاستراتيجي بسعر يصل الى 90 دولارا، ثم إعادة تعبئته بأسعار منخفضة بقيمة 70 دولارا، فستنخفض أسعار النفط، ويتم تعزيز الإنتاج، مع التزامنا بالتحول نحو الطاقة النظيفة".
ووفقا له، فإن الخطوة الثالثة هي دعوة الجهات المعنية لتخفيض أسعار الاستهلاك على المواطنين، مضيفا أن، أكبر ست شركات نفطية حققت ربحا يتجاوز 70 مليار دولار خلال 90 يوما فقط، وبالتالي فإن شركات النفط الأمريكية تستغل هذا الارتفاع في الأسعار لإعادة شراء الأسهم في شركاتهم، هذه الشركات أنفقت 20 مليار دولار بالفعل لإعادة شراء أسهمها".
