الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا أمام مستقبل ضبابي بعد استقالة ليز تراس

ليز تراس أثناء استقالتها
ليز تراس أثناء استقالتها

تعيش بريطانيا في الوقت الراهن حالة من الفوضى السياسية بعد إعلان ليز تراس استقالتها على خلفية فشل خطتها الاقتصادية لتصبح أقصر مدة تقضيها رئيسة وزراء في منصبها، ولم تنجح في الحفاظ عليه سوى 45 يومًا فقط.

ورغم أن ليز تراس أعلنت اعتذارها بعد فشل الموازنة المصغرة التي أعلنتها قبل أسابيع، التي أدت إلى ترنح قيمة الجنيه الإسترليني وخسائر اقتصادية لم تعرف بريطانيا مثلها منذ عقود، إلا أن فترة حكمها، التي تعد الأقصر في تاريخ بريطانيا، شهدت كوارث اقتصادية كبيرة بسبب خطتها الاقتصادية وفشلها وساهمت في ارتفاع التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض، وفواتير الطاقة المعطلة، والضرائب المرتفعة، وصعوبة وجود خطة لإنعاش النمو الاقتصادي.

وبعد استقالة ترس، برزت 3 أسماء في هذه الحملة السريعة داخل حزب المحافظين، هي الوزيرة الحالية المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردنت التي أعلنت رسميًا ترشحها الجمعة لرئاسة الحكومة، وريشي سوناك وزير الخزانة السابق الذي خسر مطلع سبتمبر أمام تراس، ورئيس الوزراء السابق جونسون الذي استقال في يوليو بعد سلسلة فضائح.

ضرر واسع

وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية إنه على الشعب البريطاني إدراك الضرر الواسع الذي ألحقته حقبة حكم ليز تراس ومن قبلها بوريس جونسون بالشعب البريطاني، مشيرةً إلى أن هناك حاجة ماسّة لطرح أسئلة تتعلق بالتأثيرات السيئة على المدى البعيد لمسلسل استقالات وإسقاط رؤوساء الوزراء في بريطانيا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في حالة عودة جونسون لرئاسة الحزب الأسبوع المقبل، فإن ذلك سيزيد احتمال انقسام المحافظين، كما حدث لليبراليين في عام 1918 وحزب العمال في عام 1981، وستكون لذلك عواقب سيئة على المدى البعيد.

الشعب لا يختار

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، فإنه خلال الخمسين عاماً الماضية، اختير نحو نصف زعماء البلاد من قبل أحزابهم السياسية، وليس من قبل عامة الشعب في إطار انتخابات وطنية.

ويُعزى ذلك بشكل جزئي إلى أنه في النظام السياسي البريطاني، رؤساء الحكومات معرضون بشكل كبير لأن يطاح بهم من قبل أحزابهم إذا انخفضت شعبيتهم في الفترة التي تفصل بين الانتخابات العامة، بعكس النظام الرئاسي المتبع في الولايات المتحدة.

لكن عضوية الأحزاب السياسية لا تمثل شرائح البلاد كافة. فالأبحاث تشير إلى أن أعضاء حزب المحافظين، مثلهم مثل أعضاء الأحزاب الرئيسية الأخرى، عادة ما يكون أغلبهم أكبر سناً، وأكثر انتماء إلى الطبقة الوسطى وإلى عرقية البيض، مقارنة بباقي أفراد السكان، بحسب "بي بي سي".