الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاستثمار في القمامة

نهى زكريا
نهى زكريا

فوجئت بأحد الأصدقاء يُوجِّه لى كثيرًا من الأسئلة عن كيفية فصل القمامة، ومقدار التكلفة الباهظة للفصل؛ بعد أن كتبت عن الأعلاف والاستفادة من القمامة العضوية.. شكرته لأنه لفت نظرى لأهم خطوات استثمار القمامة التى لم أشرحها بالمقال؛ وهى:

أولًا الفصل من المنبع أو المنازل، وثانيًا تغيير الوضع الاجتماعي لجامعى القمامة.

لا أُنكر أن الخطوتين فى منتهى الصعوبة؛ لأن القمامة سبب انتشارها الأول هو السلوك، وفكرة تغيير سلوك شعبٍ بهذا التعداد، فكرةٌ ليست سهلة، ولكن من الممكن تحقيق ذلك التغيير السريع، إذا نظرنا للقمامة على أنها استثمارٌ؛ بمعنى أن يستفيد الجميع من تجميعها.

ولتسهيل العمل بالفكرة  تعاملت مع المصريين على فئتين؛ الفئة الأولى فوق المتوسطة، والفئة الثانية أقل من المتوسطة.. أما البداية، فمع الفئة أقل من المتوسطة، إذ يُمكننا شراء القمامة العضوية منها؛ وذلك بالتنظيم مع شركات جمع القمامة، بالبدء في توزيع أكياسٍ بحجم كيلو واحد من بواقى المطبخ، ويكون  كل خمسة أكياس مقابل منتج..

مثلًا يُمكن شراء محصولٍ مثل البطاطس من الأرض بالطن، وبالتالي سيكون هناك فرقٌ كبير بين سعر البطاطس من الأرض عن سعرها بالسوق، وإذا فرضنا أن المستهلك يشتري كيلو البطاطس بسبعة جنيهات، ومن الأرض بثلاثة فقط أو أقل؛ فهذا يعنى أننا اشترينا خمسة كيلو من القمامة العضوية (المفصولة) بثلاثة جنيهات، وأن المواطن تخلَّص من قمامته وتكسَّب سبعة جنيهات..

هذا بالإضافة إلى مخلَّفات الحيوانات أو (السبلا)، فهي من الأسمدة الطبيعية التى كان الفلاح يعتمد عليها فقط منذ سنوات، ويُمكننا أيضًا شراؤها من الفلاح.

كما يُمكن أن نستغل هذه الأكياس لعمل دعاية لإحدى الشركات، على أن تقوم هذه الشركة بشراء الأكياس فقط وتوزيعها مجانًا على المواطنين..

أما عن الطبقة فوق المتوسطة؛ فيمكننا جمع نقودٍ منهم مقابل التخلُّص من القمامة، ونستفيد من هذه الأموال فى زيادة المنتجات التى سيتم توزيعها على الطبقة الأقل دخلًا، فى مقابل زراعة الأماكن التى كان يتم فيها إلقاء القمامة بالورود والنباتات العطرية، ويُمكن إشراف أحد الشباب عليها والاستفادة منها ماديًا.

هذه الفكرة مجرد بداية لاستثمار القمامة والبقية تأتى.. وعن تغيير الوضع الاجتماعى لجامعى القمامة؛ فهى نقطة أخرى يُمكن التحدُّث عنها فى مقالٍ آخر.