الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غسيل البطاطين يحرم أمًّا من أولادها الثلاثة وخطيب ابنتها بسوهاج | القصة الكاملة

مقر الواقعة بسوهاج
مقر الواقعة بسوهاج

صوتها يتعالى ويملآ أرجاء المنزل، وبين يديها فِراشٍ شتوي، "يلا ليا ساعتين أقول يلا الشتاء دخل ونهاره قصير عاوزين نلحق نخلص الغسيل ونرجع في النور خلصوني"، كأي أم مصرية تهم أنجالها على إنجاز الأعمال المنزلية، كان هذا ما تفعله السيدة الأربعينية انتصار، والتي ودعت أبناءها الثلاثة، وخطيب نجلتها الكبرى أسفل مياه نهر النيل، بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج.

لم تكن الأم الأربعينية ترغب سوى في تنظيف الفِراش الشتوي "البطاطين"، والإلحاق بوقت النهار الذي أصبح قصيرًا باقتراب فصل الشتاء، ليكسر قلبها ما ينتظرها وينتظر أحبتها الأربعة، حيث خطف نهر النيل أبناءها الثلاثة "أية حماد، شيرين حماد، إسلام حماد"، وخطيب نجلتها الكبرى المدعو "محمد رفعت الشهير بـ حمام".

غسيل "بطاطين" يحرم أم من رؤية أحبتها الأربعة إلى الأبد، وينشر لكم موقع صدى البلد، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ثلاثة أشقاء وخطيب الفتاة الكبرى، وما رأته الأم أمام عينيها عقب ذهابها إلى نهر النيل لغسيل "البطاطين" بمساعدة نجلتيها وشقيقهما الأصغر وخطيب نجلتها الكبرى.

الثانية بعد الظهر كان وقوع كارثة دار السلام

"كانت الساعة 2 بعد الظهر لقينا موبايلاتنا بترن كلنا أنا وولاد عمي وكده.. إيه إلحقوا ده أم إسلام والعيال وحمام غرقوا.. جرينا نشوف فيه إيه ولا إيه اللي حصل لقينا الناس لحقت أم إسلام وبيدورا على جثث الشباب الأربعة.. موقف صعب ربنا ميكتبهوش على حد"، بهذه الكلمات بدأ علاء المهدي، أحد أقارب أسرة الضحايا، حدثه مع موقع صدى البلد.

وأكد "المهدي" أن الساعة كانت تدق الثانية بعد الظهر، يوم الخميس الماضي، عندما وقعة كارثة دار السلام جنوبي شرق سوهاج، وهي غرق أسرة كاملة مكونة من أم أربعينية وانجالها الثلاثة وخطيب نجلتها الكبرى، لم يُحالف الحظ الشباب الأربعة بينما تم إنقاذ الأم قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أسفل كياه نهر النيل.

وأشار إلى أنه تم إنتشال جثتي الطالب إسلام حماد، والشاب العشريني محمد رفعت، عقب غرقهما بـ 6 ساعات بينما تم إنتشال جثمان الفتاة أية خطيبة الأخير، بعد غرقها بـ 24 ساعة، موضحًا أنه جاري البحث عن جثمان شقيقتها شيرين، لافتًا إلى أن حالة الأم النفسية أسوء كثيرًا من حالتها الصحية.

تفاصيل الواقعة

وشهد مركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، واقعة غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها الكبرى، أثناء غسيلها الفِراش الشتوي "البطاطين"، بنهر النيل دائرة مركز شرطة دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج.

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام، يفيد بورود بلاغًا من الأهالي مفاده غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، بنهر النيل دائرة المركز.

وبالإنتقال والفحص تبين إنقاذ الأم الأربعينية انتصار وغرق كل من:" أية حماد- 19 سنة، وشيرين حماد- 18 سنة، وإسلام حماد- 13 سنة، أنجال الأولى، وخطيب أية المدعو محمد رفعت- 24 سنة"، بمياه نهر النيل دائرة مركز شرطة دار السلام بسوهاج، أثناء غسيلهم "البطاطين" بكورنيش النيل دائرة المركز.

وعلى الفور انتقلت قوات الإنقاذ النهري إلى مقر الواقعة وتم إنتشال جثتي الشابين، وتم إنتشال جثمان أية منذ ساعات قليلة، حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.