الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر المناخ.. مصر تبنى سفينة نوح

نهى زكريا
نهى زكريا

أعلن عقلى حالة من الطوارئ بعد ارتفاع هرمون السعادة الذى جعل قلبى يرقص فرحًا، وأنا أُشاهد افتتاحية مؤتمر المناخ cop 27، ولأن المؤتمر هذا العام تجرى أحداثه على أرض المحروسة، وبالتحديد فى مدينة شرم الشيخ الخضراء، أجمل بقاع الأرض، كان يجب أن يكون مختلفًا عن باقى المؤتمرات فى الأعوام السابقة.

والجديد هو تسمية المؤتمر هذه المرة بقمة التنفيذ والالتزام بالتعهدات، وهذا أمرٌ لو تعلمون عظيم، فالأفكار المميَّزة كثيرة، ولكن خطوات تنفيذها هى الأصعب.

مؤتمر المناخ كان مجرد وعود لم يتم الالتزام بتنفيذها، واليوم على أرض بلدى مطلوبٌ الإسراع فى التنفيذ، والوفاء بما سبق وتم الاتفاق عليه فى القمم السابقة، آخرها قمة جلاكسو الأسكتلندية.

والسؤال ما هو الفرق بين مصر قبل وبعد هذا المؤتمر؟.. مصر شرعت، خلال السنوات الأخيرة، فى تشييد بنية تحتية ومدن وطرق وغيرها، وكانت هناك تساؤلات حول بناء كل هذا وفائدته، كما سُئل سيدنا نوح عن سر بناء سفينته فى عهده؟!

ولأنهم لا يفقهون، فإن احتضان مصر لمؤتمر المناخ، فى هذا التوقيت، نابعٌ من واقع مسئوليتها الدولية البيئية تجاه عالمها ومحيطها وقارتها، لأن السفينة متى غَرقت لن ينجو أحدٌ، فالكل يُدرك خطورة الأمر، لكنه لا يُبالى للحلول..

مُبادرة مصر للتصدى ووضع النقاط على الحروف أمام الجميع، ليتحمَّل الكل مسئولياته ويستمع لصوت العقل والحِكمة، كما أن ذلك بمثابة دليل قاطع أيضًا على ثقلها السياسى والاقتصادى، الذى يُمكِّنها من فعل ذلك، وتلبية ندائها بهذا الحشد وذلك الحضور الضخم، شهادة اعتراف من العالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والأمان، وهى خطوة جيدة لمستقبل السياحة فى القريب العاجل.

أيضًا الحضور المُشرِّف لكبار المستثمرين فى العالم لزيارة مصر، ومعرفة كيفية الاستفادة من خبراتها فى الطاقة الجديدة والمتجددة، ومحاولاتها الجدية الاستثمار فى كل ما تملكه بلدى من موارد ثمينة حتى فى مناخها الرائع، وجَّه الأنظار إلى شمسها وهوائها الموردين الإضافيين المهمين لمكتسبات الجمهورية الجديدة.

تتسابق العديد من الدول للاستثمار فى البيئة الصحية الخالية من أى ملوثات، التى تستخدم الهيدروجين الأخضر، الذى يُعدُّ الأكثر أمانًا للبيئة، فبتنا الآن نرى الاستثمار يُولى اهتمامه بمصر، لاستغلال هذه الميزة الكبيرة التى أوجدناها على أرضنا، فأصبحت فرصة عظيمة ينبغى للجميع اقتناصها.

وختامًا، يجب أن تُساعد كل أجهزة الدولة مسئولى الاستثمار فى مصر، دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والمستشار محمد عبد الوهاب، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، فى التنفيذ، خاصة بعد الشراكة التى تمت بين مصر والصندوق الأخضر للمناخ، ونجاح مصر يُعتبر بارقة أملٍ للكثير من البلدان النامية فى هذا الصدد.

لم أفقد يومًا الأمل فى أن تكون مصر بلدًا سياديًا يحترمه مَنْ يُحبه ويخشاه مَنْ يحقد عليه، ورسالتى لمستثمرى العالم تأتى من نداءٍ قرآنى للناس بشأن مصر، فى محكم تنزيله "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ".