الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حورس المنتقم

هند عصام
هند عصام

أنا في انتظارك فمتى ستأتي يا فرعونى فقد طال الغياب وكأنى على خصومة مع أصدقائك الفراعنة، فالأحلام قد اندثرت والشغف قل لا عاد ملك يأتى لى فى منامى، ولا ملكة تأتى لى فى زيارة ووضعت نقطة وتوقفت وَلَكِن دائما ما توسوس نفسى لعقلى وتسألني  كيف لا يمتزج الحلم بالخيال لتبدأ الحكاية مرة أخرى وإذا فجأةً تنطفئ كل الأضواء وتسود العتمة فى كل أنحاء الغرفة ليخرج بريق من وسط هذه العتمة ضوء يؤذي العين وعند اكتمال الرؤيا سمعت صوت يتحدث إلى ويقول لى أنا حورس بن إيزيس أكثر ملكة مفضلة بالنسبة لكِ كونك تفضلينا الحب والوفاء والإخلاص أنا ابن سيدة السحر الكبرى العلمية بخفايا القلوب، صاحبة العقربة الأرملة سيدة كلمات القوة المنتصرة للفقراء مأوى الضعفاء ابن الملكة إيزيس أمى فكانت هى الأم الحامية والزوجة المخلصة التى قيلَ عنها  لولا المرأة إيزيس لما كانت هناك مصر فعندما فقدت أبى أوزوريس  بكت وفاضت عيناها من الدمع لتصنع لكم نهر النيل. 

ومن هنا تبدأ قصة أبى وأمى قصة  أشبه بالخرافات  قصة  "إيزيس وأزوريس" قصة كفاح من أجلى أنا حورس ومن هنا يجب أن تحطاط وتعلم جيداً أن هناك إلهين باسم حورس وهما حورس الكبير وحورس الابن والمقصود هنا هو الابن ابن إيزيس حورس  من اشهر الالهة المصرية القديمة و لم تتوقف عبادته في مصر فقط بل تم عبادته في الحضارة اليونانية والرومانية. لقب حورس بحامى ابيه وتزوج من حتحور وتعنى "حضن حور" وأنجبت منه أربع أبناء وهما " امستى ، حابى ، دواموتف ، قبح سنوف " . و يرموز حورس لمعبودات كثيرة  مثل  رب السما و عينيه ترمز للشمس و القمر ، وهو الشمس نفسها بإسم رع-حور-آختى ، و هو الاله الملكى و كان الملوك يلقبونا  بإسمه حورس ، وهو اله الانتقام نظراً  لإنتقامة من عمه قاتل أبيه .

وكما ذكرنا من قبل فى أسطورة أزوريس عندما تمكنت   إيزيس من جمع أشلاء زوجها المغدور من قبل أخيه ست ، وقامت إيزيس بإحياء زوجها وبعثت  فيه الروح من جديد عن طريق الصلوات والتعاويذ السحرية فتحولت الي صقر وحامت حول جسده حتي استطاعت أن تًحمل في حورس. 

لكن جسد أوزوريس لم يكن كامل فلم يعود الي الحياة بشكل كامل ، فذهب إلى عالم الموتي يحكمه ، وترك إيزيس وأختها نفتيس ترعى الشعب في الحياة الدنيا وأنجبت إيزيس من أوزوريس  أبنها "حورس" عن طريق السحر ، الذي جاء لينتقم لوالده من عمه ست الطامع فى العرش . 

لكن ست علم بامر ايزيس وانها تحمل طفل الوريث الشرعي لارض مصر ، فعزم علي قتله فهربت واختبأت إيزيس في دلتا مصر داخل غابة من ورق البردي،   حتى ولادة حورس ، فكانت ولادة صعبة حيث انها حملت به اكثر من 9 اشهر وكانت بمفردها ولا يوجد أحد لمساعدتها و تمكنت  من رعاية "حورس" والحفاظ عليه وضمان بقائه  بصحة جيدة ، فاستعانت بآلهة من العقارب ليحموه معها من الاخطار والثعابين ومواجهة الأمراض، وكانت تملك قوة سحرية يقال إنها تفوق قوة مليون إله آخر، ولذلك استطاعت أن تحمي حورس وتقوي شوكته حتى اشتد عظامه أمام عمه "ست" كما دعمت ملكه بنقل قوى الإله "رع" له . 

وعندما اشتد ساعد حورس وأصبح جاهزاً لتولى العرش ذهب لعمه ست حتى يطالب  بحقه في حكم مصر وتوصل الأمر إلى أن رفع حورس  دعوة قضائية امام الالهة يطالب بحقه فجميع الالهة اقروا باحقية حورس في الحكم ، ولكن الاله الاكبر رع كان متفق مع ست ، و أن حورس صغير ولا يمتلك الخبرة لادارة ارض مثل مصر. فلجئ الطرفين لاثبات من هو الاحق عن طريق الصراع الجسدي . 
و استمرت الحروب والصراعات  بينهم لمدة  80 سنة  ، و خلال احد المعارك بين حورس وست ، فقد حورس عينه اليسرى ، واخذها ست وتخلص منها في نهر النيل مثلما فعل مع أوزوريس ، ظن أنه في هذه الحالة لا يستطيع القتال ، ولكن بفضل تدخل الإله "توت"استُبدلت العين المفقودة  بالأودجات لكي يستطيع حورس إستعاده بصره مرة أخرى و هذه العين كانت عين سحرية لها مميزات وقوي ساعدت حورس علي التغلب علي ست في كثير من المعارك.

ومن هنا اصبحت عين حورس رمز للقوة ، وتستخدم من عصر الدولة القديمة كتميمة لمنع الحسد وجلب القوة والسحر. وفي جميع المعارك كان  يخرج حورس الذى ترعرع على يد إيزيس سيدة السحر الكبرى  منتصراً على ست فى كل الحروب  ، ولكن رع لم يغير من رائية واستمر فى الصراع .

وعندما علمت إيزيس بهذا  خرجت عن صمتها وتطلب الأمر فى أن تتدخل  بنفسها وعزمت علي مساعدة ابنها حورس وقررت أن تستعيد ذكائها ومكائدها وحكت مكيدة ل ست لتوقع بيه امام رع وباقي الآلهة لتثبت أحقية ابنها حورس بحكم مصر .

وقامت  ايزيس بالتشبة بفتاة شابه جميلة ، وجلست تبكي  امام قصر ست ، فخرج اليها ست يسألها عن سبب بكائها ، فاخبرته انها امرأة متزوجة ولديها ابن وحيد صغير ، وقد توفي زوجها وترك لهم ارض ، ولكن اخو زوجها  استولي علي هذه الارض ولم يعطي الابن حقه ويقول انه صغير لادارة هذه الارض . فقام ست بالرد علي ان هذه الاخ ظالم ، والارض من حق الطفل مهما كانت الظروف ، ووعد المراة بمساعدتها واسترداد الارض من الأخ الظالم . 

ومن هنا أظهرت ايزيس نفسها ، وكذلك باقي الالهة ، وقالت ايزيس ها هنا لقد حكمت  يا  ست بنفسك  باحقية حورس ابنى لحكم مصر وهنا انضم رع الي باقي الآلهة وحكموا لحورس أن  يحكم مصر ، وتم معاقبة و نفي ست الي الصحراء . واصبح حورس ملك مصر متوج بتاج الشمال والجنوب وإيزيس ونفتيس بمثابة مستشارين له.

وأصبح ست إله الصحراء والعواصف و في الأساطير اخرى كان أيضًا إله الظلم والشر  والفوضى . 
واصبح حورس بعد ذلك ضمن الالهة التي تحاكم المتوفي في يوم الحساب والذي يعرف بالمحكمة ، وتكمن وظيفه حورس هي اصطحاب المتوفي اذا كان من الاخيار الي اوزيريس ، الي اخر مرحلة من الحساب. 

كما يظهر في بردية المحكمة ، أقصى اليمين يجلس اوزيريس اله الموتى ومن خلفه إيزيس ونفتيس كمساعدين له ، وإمامهم حورس يصطحب المتوفي بعد ان اجتاز مرحلة الميزان . 

وعن آثار الملك حورس اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الألمانية برئاسة الدكتورة هوريج سوروزيان تمثالا ضخما للإله حورس وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري للبعثة داخل بقايا صالة الأعمدة بمعبد ملايين السنين الخاص بالملك أمنحتب الثالث بمنطقة كوم الحيتان بالبر الغربي بالأقصر التمثال المكتشف مصنوع من الجرانيت الأسود ويبلغ طوله 1.85 متر، ويصور الإله حورس في هيئة صقر واقفا مرتديا النقبة فاقد الأرجل والأذرع مكسورة.

وهناك  تمثال أخر لحورس المصنوع من الفضة الصلبة والذهب والكريستال، واحدًا من أكثر الآثار النادرة، ويوجد حاليًّا فى متحف ميهو باليابان، ويبلغ وزنه ٣٦ كجم .