الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكوليرا والطاعون | نذر سنوي في قنا عمره 82 عامًا .. اِعرف قصته

قرية النزلة بنجع
قرية النزلة بنجع حمادى

 كعادة كل عام فى الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، يخرج أهالى قرية نزلة الشرقى بهجورة بنجع حمادى شمال قنا ، حاملين الأطعمة على " طبلية" ووضعها فى الشوارع و أمام المساجد، لإطعام عابرى السبيل و الفقراء، شكراً للمولى عز وجل، على شفائهم من مرضى الطاعون والكوليرا  فى منتصف القرن الماضى.

العادة الكريمة التى أصبحت نذراً سنوياً بقرية النزلة، عمرها الآن ٨٢ عاماً، حدثت بعد فترة من الإصابة بمرضى الطاعون والكوليرا ، اللذين تفشيا فى مصر قبل منتصف القرن الماضى، ونذر الأهالى وقتها إقامة موائد طعام للفقراء وعابرى السبيل والأيتام، حال نجاتهم من الوباءين الفتاكين.

 

 

يعتبر أهالى قرية النزلة، أن وفاءهم بالنذر طوال العقود الماضية وحتى الآن، بمثابة صدقة جارية تحميهم من الأوبئة و تحافظ على أبنائهم من الأمراض، و تأمل الأجيال الحالية، أن يحافظ أبنائهم و الأجيال القادمة على هذه العادة كونها نذر مستحق إلى يوم الدين.

اختيار يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، ارتبط بموسم الزراعة و الحصاد فى القرية، حيث ينتهى الأهالى من حصد محصولى السمسم و الكركديه، و يستعدون لكسر محصول القصب، وبدء زراعة محاصيل جديدة.

وقال أحمد سيد، مزارع، تعرضت قريتنا " النزلة" التابعة لقرية الشرقى بهجورة بـ نجع حمادى، لإصابة المئات من أبنائها بمرض الطاعون خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضى، وانتهى بموت العشرات، ما دفع أجدادنا و آبائنا وقتها للتضرع إلى الله بأن يرفع الوباء متعهدين بتقديم الطعام للفقراء والمساكين إذا من الله عليهم بالشفاء والنجاة من وباء الطاعون و الكوليرا.

و تابع سيد، و أمام تضرع الأهالى للمولى عز وجل تحقق الشفاء لأهالى القرية، وهو ما دعا الأهالى إلى تنفيذ نذرهم بإطعام الطعام، ومن وقتها وأصبح هذا الأمر عادة سنوية لم تنقطع طوال السنوات الماضية والتى تزيد عن ثمانين عاماً ، نحرص عليها فى الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، كما نغرس فى أبنائنا الحرص على هذه العادة من خلال مشاركتهم فى التجهيز  لمراسم هذا اليوم.

و أضاف على حمدالله، موظف، مع حلول يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، يجتمع أهالى القرية لتجهيز موائد الطعام، و دعوة الأصدقاء و أهالى القرى المجاورة، و بعد انتهاء صلاة الجمعة يتوافد أبناء القرية بـ " صوانى" عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، أمام المسجد الكبير، ليأكل منها الجميع الفقراء و المساكين و عابرى السبيل، فى مشهد بديع ينتظره الجميع كل عام.

و أشار حمدالله، إلى أن هذا اليوم من كل عام يشبه يوم العيد، حيث يتصافح الجميع فى فرح وسرور، مع تقديم التهانى لبعضهم البعض ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة التى كانت بالنسبة للقرية بمثابة يوم النجاة من وباء الطاعون و الكوليرا، لافتاً إلى أن مشهد الاحتفالات خلال اليوم يشعر الأطفال بأن هناك شىء مختلف، ما يساعد فى الحفاظ على هذا الموروث الشعبى الذى توارثناه من آبائنا و أجدادنا. 

قرية النزلة بنجع حمادى

IMG-20221125-WA0042
IMG-20221125-WA0042
IMG-20221125-WA0041
IMG-20221125-WA0041
IMG-20221125-WA0039
IMG-20221125-WA0039
IMG-20221125-WA0040
IMG-20221125-WA0040