الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشال اليدوي.. حرفة توارثتها الأجيال عن الأجداد الفراعنة وثمنه 12 قرشا| شاهد

صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى

"الشال اليدوى" منتج يدوى عريق خرج من رحم الفركة النقادية التي انتشرت وترعرعت على مدار قرون طويلة من الزمن.

 وأكدت نقوش وجدران المعابد فى قنا و الأقصر عراقتها مصريتها، يأبى أن يندثر أو يتلاشى، مثل الكثير من الحرف اليدوية التى أصبحت فى عداد الموتى، بعدما استسلم صناعها للعقبات التى واجهتهم وتراجع الطلب على منتجاتهم نتيجة التطور الطبيعى للحياة فى مختلف المجالات.

شال نقادة كان من مصادر الدخل القومى

الشال اليدوى، كان ومازال لمركز نقادة جنوب محافظة قنا، الدور الريادى والأشهر فى هذه الحرفة التى كانت فى بدايات القرن السابق، ضمن مصادر الدخل القومى، حيث لا زالت الأنوال اليدوية تحتل مساحات مميزة داخل البيوت النقادية، حتى و إن كانت متوقفة عن العمل، لكنها بمثابة قيمة عريقة تمثل أهمية كبيرة لكل من عمل أو مازال يعمل فى هذه الحرفة.

حرص أبناء نقادة على حرفتهم التاريخية التى تميزوا فيها على مدار قرون بعيدة، دفعهم لتطوير الحرفة و إضفاء رسومات و أشكال متنوعة على الشال، لكى يتماشى مع مطالب المستهلكين، خاصة السياح الأجانب، الذين يرون فيها دقة و إبداع لا يتوافر فى المنتجات الجاهزة التى تمتلىء بها البازارات ومنافذ البيع.

سعر الشال كان 12 قرشاً

قال حمزه سيد عبدالعال" مدرس بالمعاش- حرفى شال يدوى" عملت فى صناعة الشال اليدوى عندما كان سعره لا يتجاوز 12 قرشاً ، وكنت وقتها فى المرحلة الابتدائية، مثل مئات الأطفال الذين يجيدون صناعة الشال اليدوى فى عمر صغير، فقد كانت بيوت ومنازل مركز نقادة والقرى التابعة له وخاصة قرية الخطارة لا تخلوا من النول اليدوى الذى يصنع من خلاله الشال اليدوى أو الفركة السودانى كما كانت تلقب من قبل.

و تابع عبدالعال، الشال اليدوى أو الفركة حرفة تاريخية عريقة توارثها الأجيال منذ سنوات بعيدة، ومازالت صامدة تواجه كل عوامل الانهيار والإندثار، لكن طبيعة المصريين التى لا تعرف اليأس أو الاستسلام، بدأت فى الفترة الأخيرة، تستثمر الأوضاع المحيطة فى تطوير هذه الحرفة التراثية، و عمل أشكال و منتجات مختلفة تتماشى مع مطالب السياح الذين يقبلون بإعجاب شديد على الشال اليدوى.

صناعة الشال تقبل العمل بجميع الخامات

و أضاف حرفى شال يدوى ، بأن صناعة الفركة والشال اليدوى مرت بمراحل عديدة سواء فى الخامة أو طريقة الشغل أو الأدوات، فقد اعتمدت فى بدايتها على الحرير الطبيعى ثم الحرير صناعى، وفى الفترة الأخيرة يتم العمل بخامات طبيعية متنوعة" قطن، صوف، كتان، فبران"، أو حسب طلب المشترى، لكى نتماشى مع مطالب السوق التى تغيرت كثيراً عن السابق، والتى تضمن بقاء الحرفة كما كانت فى السابق.

وأشار عبدالعال، إلى أن الشال اليدوى المصنوع فى مركز نقادة يختلف عن الشال المصنوع فى أخميم بسوهاج أو أى مكان آخر، فنقادة تميزت منذ عقود طويلة فى صناعة الفركة، ما جعل صناعها يجيدون التعامل بالمكوك والدقة فى الرسم على الشال، بعكس الأماكن الأخرى التى تعتمد فى صناعة الشال على الدواسة، و فى الفترة الأخيرة أبدع الكثير من صناع الشال بنقادة فى رسم أشكال و مناظر طبيعية على الشال.

كان لدينا 6000 حرفى يصنعون الشال

و أشار حرفى شال يدوى ، إلى أن الفترة التى عملنا فيها مع السودان، كان فى نقادة ما لا يقل عن 6000 حرفى فى مركز نقادة بخلاف أسرهم و من يعمل معهم، حيث كان أهال السودان و افريقيا لهم معتقدات وتقاليد مرتبطة بالفركة و الشال النقادى، ما كان يجعل إقبالهم على شراء هذه المنتجات لا ينقطع فى الفترة من 50 إلى 200 عام سابقين، وكانت فى وقتها الفركة ضمن مصادر الدخل القومى لمحافظة قنا.

وأوضح عبدالعال، بأن الشال اليدوى يبلغ مقاسه ما بين 45 أو 50 سم ، بطول 60 سم أو حسب طلب المستهلك، ويستغرق صناعة و إنهاء هذا النوع ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف، لكن الشال المرسوم منه بنفس المقاس أو أكبر قليلاً يستغرق ما بين يوم كامل إلى ثلاثة أيام، حسب نوعية الشكل المطلوب.

و تمنى عبدالعال، أن تحظى حرفة الشال اليدوى، باهتمام حقيقى من قبل الدولة، و أن يسوق لها جيداً فى مصر وكل دول العالم، خاصة أن الحرفة بدأت تتطور فى الفترة الأخيرة، ولم تتوقف عند نقطة معينة مثل حرف كثيرة اندثرت، لضمان بقاء الحرفة و بما يضمن توفير فرص عمل للشباب، تساهم فى إنعاش الحالة الاقتصادية للأهالى سواء رجال أو سيدات.

 

صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى
صناعة الشال اليدوى