الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكومة متطرفة.. إسرائيل تخشي صعود اليمين وتزايد الشقاق مع يهود أمريكا

إسرائيل تخشي صعود
إسرائيل تخشي صعود اليمين وتزايد الشقاق مع يهود أمريكا

يشكل اليهود بالولايات المتحدة ما يقارب نحو نصف يهود العالم ورغم أن لديهم ثقلاً سياسياً فإن سياسات الحكومات الإسرائيلية ليست مقبولة تماماً لديهم، بخاصة مع قدوم حكومة يمينية برئاسة نتنياهو قد تعمّق الفجوة بينهم وبين إسرائيل.

على مدى سنوات طويلة كانت العلاقة معقدة بين الحكومات الإسرائيلية واليهود الأمريكيين، لكن محللين يقولون إن تشكيل حكومة يمينية متشددة في تل أبيب ينذر بجعل العلاقة أشد تعقيداً.

واستناداً إلى معطيات رسمية فإن أكثر من 6 ملايين يهودي يعيشون في الولايات المتحدة، فيما ينتشر بضع مئات الآلاف في دول عدة حول العالم.

ولطالما انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب دعم اليهود الأمريكيين لمنافسه في الحزب الديمقراطي، رغم كل ما قدّمه لإسرائيل بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

من جهته أوضح المحلل الإسرائيلي أنشيل بيففر أن "العلاقة بين بنيامين نتنياهو واليهود الأمريكيين الليبراليين كانت متوترة في كثير من الأحيان، لكنه لم يسعَ قط إلى قطع العلاقات، ومع ذلك فإن شركاءه بالتحالف لديهم أفكار أخرى، وقد يكون عاجزاً عن وقفهم".

وكتب في مقال بصحيفة هآرتس" الإسرائيلية: "لأول مرة على الإطلاق يبدو أن إسرائيل على وشك أن تكون لديها حكومة فيها غالبية مستعدة لا فقط للمخاطرة بالعلاقات بين أكبر مجتمعين يهوديين في التاريخ، بل سيكونون في الواقع سعداء للغاية بقطع هذه الروابط تماماً".

وأضاف: "النغمة السائدة للائتلاف الحاكم الإسرائيلي القادم هي: اللعنة عليكم، لليهود الأمريكيين وفي الشتات بشكل عام".

وتابع: "توجد موجة تقودها شخصيات مثل زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش والنائب من حزب الليكود ذي النفوذ المتزايد شلومو كرهي الذين قدموا اقتراحين لإلغاء البند الذي يسمح لأحفاد الجدّ اليهودي بالهجرة إلى إسرائيل".

وأشار بيففر إلى أن "مطالب شركاء نتنياهو في الائتلاف بالقفز على حكم محكمة العدل الإسرائيلية الذي اعترف بالإصلاح والتحولات المحافظة إلى اليهودية وإلغاء بند الحفيد جزء من تحرّك أوسع لإنهاء العلاقات الرسمية لإسرائيل مع أيّ مجتمع أو فرد يهوديّ غير أرثوذكسي، وبعبارة أخرى غالبية اليهود الأمريكيين وبقية الشتات".

كما ستجد الحكومة الإسرائيلية القادمة نفسها في خلاف مع منظمات يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ومن بين هذه المنظمات "جي ستريت" و"أمريكيون من أجل السلام الآن" وغيرهما عشرات.

وعشية الانتخابات الإسرائيلية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم قالت جمعية "أمريكيون من أجل السلام الآن" في تغريدات على تويتر: "نعم أجرت إسرائيل انتخابات ديمقراطية، لكن هذا لا يعني أن هذه الحكومة مثل أي حكومة سابقة، إنها ليست كذلك".

وأضافت أن "الحكومة القادمة تشمل أحزاباً وقادة (يكاد يكون مؤكداً أنهم سيحصلون على حقائب وزارية رئيسية) عنصريين بلا خجل ومعادين للمثليين ويكنّون الكراهية للأجانب وعنيفين".

وتابعت: "لن نلتقي بن غفير، لن نلتقي سموتريتش، لن نلتقي ممثلي الحكومة التي يخدمون فيها، نحن نقولها بصوتٍ عالٍ وواضح، لأن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للتظاهر بأنّ كل شيء على ما يرام وأن هذه الحكومة ستكون على ما يرام".

وكان زعيم "القوة اليهودية" اليميني المتشدد إيتمار بن غفير توصّل إلى اتفاق مع "الليكود" بزعامة نتنياهو لتولّي حقيبة الأمن القومي في الحكومة القادمة.

كما يطالب زعيم "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالحصول على حقيبة الدفاع أو المالية في الحكومة القادمة.