الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الدول العربية وأوروبا.. مستشفيات أمريكا تقف عاجزة أمام الفيروس المخلوي وتلجأ لنصب الخيام لاستقبال المرضى لعدم كفاية الغرف

أرشيفية
أرشيفية

"أطفال العالم في خطر .. الفيروسات التنفسية تضرب مناطق الشرق الأوسط ثم أوروبا، والآن جاء الدور على الولايات المتحدة الأمريكية" .. هكذا يرى أي متابع لخريطة انتشار الأمراض الفيروسية المتعلقة بالجهاز التنفسي حول العالم، وتداعيات تلك الأزمة من ضغوط كبيرة على المستشفيات ليصبح الأمر أزمة كبيرة في توفير أماكن حجز للأطفال.

وبعد أن كانت البداية في الوطن العربي عبر مصر وتونس وعدد آخر من الدول، ثم الانتقال إلى أوروبا والانتشار الكبير في أراضي ألمانيا، وإعلان حالة التأهب القصوى، جاء الدور على الولايات المتحدة الأمريكية، والتي رغم إمكانيتها الضخمة، إلا أن هناك أزمة كبيرة في إيجاد سرير لآلاف الأطفال الذي يعانون من انتشار الفيروسات.

الآباء يكافحون للحصول على أسرة في مستشفيات الأطفال

"بعد 10 ساعات بلا نوم في غرفة طوارئ بإحدى مستشفيات هيوستن مع طفلى الذي لم يبلغ من عمره سوى 3 شهور، يتم توفير مروحية طبية لنقلي لولاية أخرى على بعد 200 ميل لعدم توفر سرير داخل المدينة بالكامل لطفل آخر بعد امتلاء المستشفيات بالأطفال رغم أن المدينة مشهورة بنظامها الصحي ذي المستوى العالمي" .. هكذا تحدث أم أمريكية عن معاناتها مع طفلها خلال الأسبوع الماضي، وفقا لصحيفة الوشنطن بوست الأمريكية.

وتقول الأم، أنه وبعد عدة أيام في المستشفى مطالبة الآن بالذهاب إلى تلك الولاية البعيدة للمتابعة الصحية لطفلي، ووصغت ذلك قائلة: "من الجنون أن تضطر إلى الذهاب إلى مدينة أخرى لرعاية طفلك".

خيام خارج المستشفيات 

ووفقا لما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية، فقد انتشرت قصص كثيرة مثل تلك القصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا الموسم حيث توترت المستشفيات تحت وطأة عدوى الفيروس المخلوي التنفسي، ومؤخراً، الإنفلونزا وفيروس كورونا، حيث تم نقل الرضع والأطفال من مدنهم الأصلية وحتى إلى ولايات أخرى للحصول على الرعاية.

ومع الضغط الكبير بغرف الطوارئن لجأت المستشفيات الأمريكية لإقامة خيام فرز بالخارج لمرضى فيروس RSV، مع معاناة العائلات بفترات الانتظار المؤلمة - لعدة ساعات وحتى أيام - حتى يتم وضع الأطفال في أسرة مستشفى الأطفال.

وأنشأ مستشفى جامعة نيو مكسيكو للأطفال في البوكيرك وحدة فائض تحتوي على 12 سريرًا مؤقتًا مفصولة بستائر للتعامل مع حجم المرضى الصغار القادمين من جميع أنحاء الولاية.

البحث عن المكاسب يقلل من غرف الأطفال 

ومع ذلك ، فإن نقص الأسرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة ليس مجرد نتيجة لطوفان من الأطفال المرضى، فعلى مدى العقدين الماضيين، قللت أنظمة المستشفيات في جميع أنحاء البلاد من المعروض من أسرة الأطفال، مما أدى إلى خسارة الأموال لأنها غالبًا ما تكون غير مشغولة. 

ويقول الخبراء الطبيون إنه حتى عندما يشغلها أطفال مرضى ، فإن أسرّة الأطفال تدر عائدات أقل للمستشفيات مقارنة بأسرة البالغين، حيث انخفض عدد المستشفيات التي تقدم خدمات طب الأطفال في الولايات المتحدة بنحو الثلث من عام 2000 إلى عام 2022 ، حسبما وجدت صحيفة واشنطن بوست في مراجعة لسجلات الصحة الفيدرالية.

"هناك أكثر من 3500 مستشفى قدمت أخصائيين في طب الأطفال في عام 2000، ولكن هذا العام ، قال 2412 فقط إنهم يفعلون ذلك ، بانخفاض قدره 32% " .. ذلك وفقًا لتحليل واشنطن بوست للبيانات التي جمعتها المراكز الأمريكية للرعاية الصحية والخدمات الطبية. تشمل البيانات المستشفيات التي ألغت خدمات طب الأطفال والمستشفيات التي توقفت عن العمل تمامًا.

رحلة قاسية لطفلة 8 سنوات تبحث عن علاج في كبرى دول العالم 

"عندما ارتفعت حمى فالنتينا بيلون البالغة من العمر 8 سنوات إلى 104 درجة في منتصف نوفمبر، بدأ والداها يشعران بالقلق، وتم تشخيص إصابتها بالأنفلونزا في وقت سابق من ذلك اليوم، ولم يتمكن والديها من خفض الحمى باستخدام الإيبوبروفين أو الحمام الدافئ، فانتقلت فالنتينا من السعال إلى القيء، ووصل الامر أنها لم تستطع حتى من التحدث" .. هكذا تروي والدتها عن الحالة.

وتكمل رحلتها المؤلمة قائلة : "حوالي الساعة 9:30 مساءً، نقلها والدها لمستشفى لوري للأطفال في شيكاغو، على بعد نصف ساعة من منزل العائلة في الجانب الشمالي من شيكاغو، وهناك انتظروا طوال الليل حتى حوالي الساعة السادسة صباحًا، فقط من اجل توفير طبيب لرؤيتها وكتابة وصفة طبية لعقار تاميفلو".

وبعد مغادرة الأسرة المستشفى انتظر بعد أن فشل في إيجاد سرير لفالنتينا، استمرت معاناة الطفلة لأسبوعين حتى وصل الأمر منذ أسبوع لحجز فالنتينا إلى غرفة الطوارئ بسبب نوبة ربو، كانت غرفة الطوارئ تعج بالأطفال المرضى، من الأطفال الرضع إلى المراهقين.

وتذكر الأم شعورها بالعجز على مدار أسابيع لتوفير رعاية صحية لطفلتها وقالت: "فتاة صغيرة تعاني من آلام في المعدة تتلوى من الألم على الأرض. لم تكن هناك غرف مستشفى ، ولا مكان للجلوس"

وقالت والدة الطفلة: "لقد شعرت بالحزن لرؤية هذا العدد الكبير من الأطفال المرضى الذين لم تتم العناية بهم". "لم أتخيل أبدًا أننا سنذهب إلى المستشفى وسيكون المكان ممتلئًا لدرجة أننا لا نستطيع رؤيتنا لساعات."