قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أعُطينا ستاً وفُضلنا بسبع..زين العابدين "السجاد" في مولده..إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‏

مسجد الإمام زين العابدين
مسجد الإمام زين العابدين

تحتفي الطرق الصوفية، على مدار أسبوع واحد، يختتم السبت، بذكرى مولد الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه، بمسجده، بحي زين العابدين بمدينة القاهرة.

مولد الإمام علي زين العابدين

حيث تشارك الطرق الصوفية وأتباعها في أول الاحتفالات الرسمية منذ مارس 2020، والتي تم تعطيلها لمنع تفشي جائحة كورونا.

الإمام علي زين العابدين هو أبو الحسن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف أيضًا بلقب زين العابدين، (ولد يوم 5 شعبان 38 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في 25 محرم من سنة 95 هـ) هو رابع أئمة الشيعة بكل طوائفهم.

وقد شهدت الفترة التي عاشها علي بن الحسين كثيرا من الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي، ومنها معركة كربلاء حيث كان حاضرا فيها والتي قتل خلالها أبوه الحسين بن علي ورجال أهل بيته، ولكن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة في القتال، وكذلك واقعة الحرة وثورة التوابين وثورة المختار الثقفي. هناك مجموعة من الآثار التي نُسبت لعلي بن الحسين، وهي: الصحيفة السجادية التي تحتوي على عبارات عبادية، وتأتي في المرتبة الثانية عند المذهب الشيعي بعد كتاب نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب. ورسالة الحقوق والمناجاة الخمسة عشر ودعاء أبي حمزة الثمالي وقصيدة ليس الغريب إضافة إلى: كتاب علي بن الحسين، وديوان منسوب لعلي بن الحسين، ومصحف بخطه.

والإمام زين العابدين حسبما ذكر الإمام الراحل عبدالحليم محمود في كتابه "سيدنا زين العابدين": هو أكبر أولاد الإمام الحسين و بذلك يكون حفيداً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمه السيدة شهر بانو، الإمام زين العابدين هو الإمام الرابع من الأئمة الاثنا عشر، أشهر ألقابه السجاد وزين العابدين لأنه كان يُعرف بطول سجوده وعبادته لله سبحانه وتعالى. كُنيتُهُ أبو الحسن.

مولده ونسبه وألقابه

وُلد الإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام في الخامس من شعبان في السنة ٣٨ للهجرة في المدينة المنورة و حسب روايات أُخرى في الخامس عشر من جُمادى الآخرة في نفس السنة أو في السنة ٣٧ للهجرة حسب روايات أُخرى. عايش الإمام السجاد عصور إمامة جده الإمام علي بن أبي طالب سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن عشر سنوات و إمامة والده الإمام الحسين إحدى عشر سنة، وقد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة.

وجاء في بعض المصادر القديمة يسمى الإمام زين العابدين علي الأكبر، و لكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه وبين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الذي استشهد في يوم عاشوراء، بحسب الشيخ المفيد خصص له باباً في كتابه "كتاب الإرشاد".

كما أن الإمام زين العابدين لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلى جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به ومنعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين و الذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر وعلي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين.

وكان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الإمام السجاد علي ابن الحسين بين الأسرى الذين جيئ بهم من كربلاء. عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه و لكن عمته زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب حالت بينهم وبينه. كل ذلك والمرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة وأعرض عن قتله. وبذلك استمر نسل الإمامة ولم يستطع يزيد محو هذا الخط الإلهي خط الأئمة الاثني عشر كما كان يتمنى.

وفي ذلك الموقف وقف الإمام علي ابن الحسين متحدياً وقال يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات ‏للَّه فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب قال فأبى يزيد عليه ‏ذلك، فقال الناس: يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع‏منه شيئاً فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي ‏سفيان فقيل له: يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل ‏بيت قد زقوا العلم زقاً. فلم يزالوا به حتى أذن له.

فصعد المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب، ثم قال: أيها الناس أعُطينا ستاً وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ‏وفضلنا بأن منا النبي المختار محمداً ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد اللَّه وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

وبعد وفاة الخليفة الرّاشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه بالتنازل عن حقه في الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان، فاستقرّ الأمر إلى معاوية الذي أصبح خليفةً للمسلمين حتى سنة 60 للهجرة، وبعد ذلك تولّى ابنه يزيد الخلافة فلم يبايعه عدد من كبار الصحابة ومنهم الحسين بن علي رضي الله عنه الذي توجّه إلى العراق بعد أن راسله أهلها معلنين استعدادهم لنصرة آل البيت.

تشرّب العلم والفقه صغيراً، فأبوه هو الحسين بن علي رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله، وجده هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أفضل الصحابة على الإطلاق وأكثرهم علماً وفقهاً وشجاعة.

وقد ساهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا، العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن عينة، ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمى الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه .

قال فيه الفرزدق الشاعر:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‏ ** والبيت يعرفه والحل والحرم‏

هذا ابن خير عباد اللّه كلهم‏ ** هذا التقي النقي الطاهر العلم‏

إذا رأته قريش قال قائلها: ** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‏

يرقى إلى ذروة المجد التي قصرت ** عن نيلها عرب الإسلام والعجم‏

يكاد يمسكه عرفان راحته‏ ** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‏

يغضي حياء ويغضى من مهابته‏ ** فلا يكلم إلا حين يبتسم‏

بكفه خيزران ريحها عبق‏ ** من كف أروع في عرنينه شمم‏

من جده دان فضل الأنبياء له‏ ** و فضل أمته دانت له الأمم‏

ينشق نور الهدى عن نور غرته‏ ** كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم‏

مشتقة من رسول اللّه نبعته‏ ** طابت عناصرها والخيم والشيم‏

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله‏ ** بجده أنبياء اللّه قد ختموا

اللّه شرفه قدما وفضله ** جرى بذاك له في لوحه القلم‏