الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس| مقترح جديد يثير الجدل.. وخبير تعليم: خطوة صعبة التنفيذ ولها بدائل أفضل.. وأولياء أمور: «ولادنا مش ناقصين أعباء»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
  • رئيس الاعلى للأعلام: نهدف لتوعية أبناءنا بمخاطر السوشيال ميديا 
  • خبير تعليم يقترح دمج موضوعات عن “السوشيال ميديا” في المقررات الموجودة بدلا من استحداث مقرر جديد

 

حالة من الجدل أثيرت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ بعدما اقترح الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تدريس مادة “السوشيال ميديا” في المدارس، للأطفال، بداية من الحضانة، وتوزع على كل المراحل السنية، لتوعية أطفالنا ضد كل ما يحدث على مواقع السوشيال ميديا، من ألعاب إلكترونية خطرة، ومنصات أجنبية، وغيرها.

 

وحول هذا الأمر.. أكد الدكتور تامر شوقي خبير التعليم والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، لـ«صدى البلد»: أن مقترح  تدريس مادة “السوشيال ميديا” في المدارس للأطفال، بداية من الحضانة وتوزع على كل المراحل السنية؛ سيواجه العديد من العقبات، منها: أن الصفوف الدراسية تتضمن العديد من المقررات الدراسية المختلفة، والتي تتناسب مع السعة المعرفية للطلاب في كل المراحل التعليمية، وبالتالي إضافة مقررات جديدة؛ سيزيد من العبء المعرفي عليهم.

وأضاف الدكتور تامر شوقي: أنه لو تمت إضافة مادة السوشيال ميديا لطلاب المدارس، دون إضافتها للمجموع؛ فلن يهتم بها الطلاب.

وأشار تامر شوقي، إلى أن هناك بالفعل مادة تدرس للطلاب حاليا، تدور حول تكنولوجيا المعلومات، يمكن من خلالها تعليم كل ما يتصل بـ السوشيال ميديا للطلاب. 

وقال الدكتور تامر شوقي : بدلا من تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس؛ فمن الأفضل في السنوات الأولي من حياة الطفل مثل الحضانة والصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، أن تقوم الأسرة بالدور الأكبر في توعية الطفل بمخاطر السوشيال ميديا، كما يمكن دمج موضوعات تتناول “السوشيال ميديا” في الدروس المختلفة بالمواد الدراسية الأساسية، مثل “التربية الدينية، اللغة العربية، اللغات الأجنبية”، بحيث يتم عبر سنوات الدراسة المختلفة، تغطية كل الجوانب المتصلة بالسوشيال ميديا؛ بما يضمن حرص الطلاب على تعلم تلك الامور.
 

السوشيال ميديا

أما عن آراء أولياء الأمور حول مقترح تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس؛ فقالت “شيماء علي ماهر”- مؤسس ائتلاف “نبني بلدنا بتعليم ولادنا”، لـ “صدى البلد”: لا أؤيد فكرة تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس؛ لأننا بذلك سنثقل على أبنائنا بمناهج ونجاح ورسوب وعبء بلا داعٍ. 

واقترحت مؤسس الائتلاف، أن يتم توعية طلاب المدارس بـ السوشيال ميديا، في شكل حملات توعية مستمرة، أو ندوات، أو حتى مناظرات في المدارس.

 

كما رفضت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف “أولياء أمور مصر”، هذا المقترح تماما، مؤكدةً أن إضافة مادة “السوشيال ميديا” في المدارس، كمادة جديدة للطلاب؛ قد تشكل عبئًا إضافيًّا عليهم.

وأشارت مؤسس ائتلاف “أولياء أمور مصر”، إلى أن هناك عجز صارخ في عدد المعلمين، وبالتالي لا مجال لإضافة مواد جديدة، مثل مادة “السوشيال ميديا” في المدارس.  

وقالت: بدلاً من إضافة مادة “السوشيال ميديا” في المدارس، أقترح تنظيم ندوات للطلاب عن السوشيال ميديا، دون إقرارها كمادة أساسية، أو يمكن إضافتها في دروس القراءة، في مناهج اللغة العربية، دون تدريسها كمادة منفصلة.

 

ومن جهتها، قالت منى أبو غالي، مؤسس ائتلاف “تحيا مصر بالتعليم”، لـ"صدى البلد": إن موضوع تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس، أمرغير مهم، وغير مهني؛ لأن الأطفال حاليا، وقبل دخولهم المدرسة، أصبحوا يستخدمون الإنترنت، بشكل أفضل من أولياء أمورهم؛ بحكم أنهم “جيل التكنولوجيا”.

وأضافت مؤسس ائتلاف “تحيا مصر بالتعليم”، أنه يمكن توعية الطلاب بمخاطر السوشيال ميديا، من خلال البيت أولا؛ عن طريق التربية على اختيارالابتعاد عن كل ما هو مضر، أو حرام، أو مؤذٍ.
 

وواصلت مؤسس ائتلاف “تحيا مصر بالتعليم”، تصريحاتها، قائلة: من الممكن إضافة دروس عن السوشيال ميديا لـ مادة الأخلاق، أو مادة الكمبيوتر؛ لتعريف الطلاب على مخاطر السوشيال ميديا، مشددة على أنه من الصعب اللجوء إلى إضافة مادة جديدة لطلاب المدارس، تدعى مادة السوشيال ميديا.

السوشيال ميديا

كواليس إعلان مقترح تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس

أكد رئيس المجلس الأعلى للإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن ملف الألعاب الإلكترونية من القضايا الهامة، التي لها تأثير خطير على الأسر المصرية لأنها تدخل جميع المنازل من خلال الهاتف المحمول الموجود مع كل الأطفال، وشاهدنا الكثير من الجرائم التي قام بتنفيذها أطفال خلال محاكاتهم للألعاب التي يلعبونها.


وأضاف «جبر»، في بيان صادر أمس عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بعد استكمال مناقشة الدراسة المقدمة من النائب حسانين توفيق بشأن "الألعاب الإلكترونية واقتصادياتها وصناعتها والمخاطر والتحديات والفرص المتعلقة بها"، فإن قضية الألعاب الإلكترونية لا يجب النظر إليها من بعد مصري فقط، بل هناك بعد عربي ودولي، وتأتي في سياق مجموعة من الأشياء التي تهدد الأسرة المصرية فيما يسمى بالثورة التكنولوجية الرابعة والتي دخلت فيها الخامسة.

وأشار إلى أن المنصات الأجنبية التي تبث محتوى ضار بالقيم والعادات المصرية، هي إحدى القضايا الخطرة، لافتا إلى أن عدد المشتركين فيها، حوالي 8.5 مليون مشترك - والاشتراك الواحد يستطيع تشغيل 4 أجهزة.

وأوضح أن المجلس بصدد إعداد وإصدار تشريع قانوني، ينص على عدم السماح لأي منصة أجنبية بالبث في الأراضي المصرية إلا بعد الحصول على الترخيص من المجلس، والتشريع سيعمل على تنظيم عملية البث ويمكننا من مراقبة المحتوى، مضيفًا أن المحتوى الذي يبث عبر هذه المنصات، يركز في معظم الأحيان على 3 قضايا، وهي «المثلية والتطرف والإلحاد»، وعلينا مواجهة هذا المحتوى من خلال التوعية.

وأشار إلى أن الأمر ليس شأنا مصريا فقط؛ وإنما هناك تعاون مع الدول العربية وجامعة الدول العربية؛ باعتبار أن مصر تترأس مجلس وزراء الإعلام العرب ممثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهناك مشروعات مقدمة من الإمارات والسعودية والأردن وفلسطين لتنظيم التعامل مع هذه الأمور، وفي صدارتها “الألعاب الإلكترونية”، مضيفًا: «نعمل على وجود تشريعات عربية لمواجهة هذه المنصات وشركات السوشيال ميديا الكبرى؛ لأن الأمر يستلزم التعاون بين كل الدول العربية، مثل ما يتم في الاتحاد الأوروبي».


واقترح «جبر»، تدريس مادة عن السوشيال ميديا للأطفال بداية من الحضانة وتوزع على كل المراحل السنية، لتوعية الأطفال ضد كل ما يحدث على مواقع السوشيال ميديا من ألعاب إلكترونية خطرة والمنصات الأجنبية وغيرها، ويجب أن تتعاون كل الجهات مع بعضها؛ لأن هذا الخطر يهدد الأمن القومي.

كما أكد أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، دشَّن مبادرة «التحكم الأبوي»، وهي مبادرة تمكن الأسرة- من خلال بعض الأكواد التي يتم وضعها على أجهزة الأطفال- من التحكم فيما يشاهدونه، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أن المنع وحدة ليس كافيا لذلك يجب العمل لملء فراغ الأطفال حال منعهم من التعامل مع الألعاب الالكترونية الخطرة، مشيرا إلى ضرورة وجود محتوى هادف للأطفال يعوضهم عن الألعاب الإلكترونية، مع تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس، وتكون متدرجه بداية من الحضانة، حيث أن هناك بعض الدول بدأت بالفعل في تدريس مادة السوشيال ميديا في المدارس، للوصول إلى الوعي المرجو في الأطفال.