EN 
شهدت مدينة ممفيس الأمريكية واقعة مؤسفة تعيد للأذهان واقعة مقتل المواطن الأمريكي ذو الأصول السوداء أو الإفريقية "جورج فلويد" على يد مجموعة من رجال الشرطة قبل عامين ونصف.
ونشرت سلطات ممفيس الأمريكية مقطع فيديو يظهر تعرض شاب يدعى تاير نيكولز، أسود البشرة يبلغ من العمر 29 عاما، للضرب على أيدي خمسة من ضباط الشرطة الذين أوقفوه وضربوه مرارا بقبضاتهم وأحذيتهم وهراواتهم.
وتسببت تلك الصور المروعة لرجل أسود يتعرض للموت على أيدي الشرطة في احتجاجات متفرقة بالولايات المتحدة الأمريكية اعتراضا على ثقافة الشرطة الأمريكية.
ووجهت السلطات الأمريكية إلى رجال الشرطة تهمة القتل إثر وفاة أمريكي أسود مطلع يناير الجاري، بعد أيام من توقيفه والاعتداء عليه من قوات الأمن، في حين أعلن النائب العام الأمريكي ستيف مولروي في مؤتمر صحفي، السبت، أن العناصر الخمسة وهم من شرطة ممفيس، كبرى مدن ولاية تينيسي، وجميعهم أمريكيون سود، اتهموا بالقتل والاعتداء بالضرب، والخطف.
عنف الشرطة الأمريكية لن يتراجع
فيديو الواقعة المتداول أثار موجة من الغضب وأدى إلى اتخاذ عمده مدينة ممفيس قرارا بحل الوحدة التي اعتدت على الشاب وتدعى العقرب وكلمة "عقرب" في هذا الإطار هي اختصار باللغة الإنجليزية لـ"عملية جرائم الشوارع لاستعادة السلام في أحياء المدينة".
والوحدة مكونة من 50 شخصاً ومهمتها خفض مستويات الجريمة في مناطق معينة، ولكن الآن تم إلغاؤها بعدما شوهد ضباطها يضربون نيكولز 29 عاما في مقاطع فيديو يعود إلى 7 يناير الجاري.
وقالت إدارة شرطة ممفيس في بيان: "من مصلحة الجميع إلغاء نشاط الوحدة بشكل دائم"، في حين أن الأعمال الشنيعة التي قام بها عدد قليل تخيم بسحابة من العار على لقب العقرب، فمن الضروري أن نتخذ نحن، قسم شرطة ممفيس، خطوات استباقية في عملية الشفاء لجميع المتضررين".
ورحبت عائلة نيكولز بالقرار في بيان صادر عن محاميهم، ووصفوه بأنه "مناسب ومتناسب مع الوفاة المأساوية لتاير نيكولز، وهو أيضاً قرار لائق وعادل لجميع مواطني ممفيس".
وتم إطلاق الوحدة في أكتوبر 2021 مع التركيز على الجرائم عالية التأثير، مثل سرقة السيارات والجرائم المتعلقة بالعصابات.
وفصل الضباط الخمسة الأسبوع الماضي، وهم: تاداريوس بين وديميتريوس هالي وديزموند ميلز جونيور وإيميت مارتن الثالث وجاستين سميث.
حل وحدة العقرب بممفيس الأمريكية
وجرى حجز الضباط الخمسة يوم الخميس الماضي، حيث يواجه كل منهم اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية والاعتداء المشدد والاختطاف المشدد وسوء السلوك الرسمي والقمع الرسمي.
وأفرج عن أربعة من الخمسة بكفالة بحلول صباح الجمعة الماضية، وفقاً لسجلات السجن، وقال محامو مارتن وميلز إن موكليهما سيدفعان ببراءتهما.
والوحدة التي قتلت تاير تم حلّها بشكل دائم، حسبما صرخ أحد المتظاهرين في مكبر صوت في ممفيس قبل أن ينفجر الحشد في الهتاف.
وعلى الرغم من هطول الأمطار، تجمعت المجموعة المكونة من أقل من مئة محتج في الساحة أمام مقر شرطة ممفيس للمطالبة بتغيير نظام الشرطة الذي قالوا إنه يجعل من العادي معاملة السود بوحشية في ممفيس وفي جميع أنحاء البلاد.
وقال كاسيو مونتيز، أحد منظمي الاحتجاج، إن "ممفيس تتخذ موقفاً"، مضيفا "هذا يعني أننا نفعل شيئاً صحيحاً".
وتعهد مونتيز بأنه وغيره من المنظمين في المجتمع سيواصلون الضغط على قائد شرطة ممفيس سي جيه ديفيس ومسؤولي المدينة حتى "يتم تلبية مطالب المجتمع"، بما في ذلك إصلاح وحدة الجريمة المنظمة في الإدارة.
وحدة العقرب تم إنشاؤها للعنف فقط
يشار إلى أن وحدة العقرب تم إنشاؤها لتكون "أكثر استجابة"، و"أكثر استباقية" للعنف المسلح في المدينة، لكن الضباط الذين ضربوا تاير نيكولز بوحشية "قرروا الخروج عن المسار".
وتجري ممفيس تقييماً فردياً لجميع الوحدات وهذه خطوة ضرورية حتى يكونوا شفافين تماماً أمام المجتمع"، لكن بالنسبة للبعض، فإن مشكلة عنف الشرطة متجذرة أكثر مما يمكن لأي إصلاح معالجته.
وقالت الشرطة في البداية، إن نيكولز أوقف للاشتباه في قيادته المتهورة، وهو ما لم يتم إثباته، وتوفي في المستشفى بعد ثلاثة أيام، في 10 يناير، ونيكولز أسود البشرة من أصول أفريقية، وكذلك جميع الضباط الخمسة المتهمين في القضية.
ونشرت إدارة شرطة ممفيس 4 مقاطع فيديو مصورة لعملية إيقافه وما تلاها من عنف يوم الجمعة وتجاوز إجمالي الفترة الزمنية للمقاطع ساعة من الزمن.
وقد أشاد عمدة ممفيس جيم ستريكلاند ببرنامج العقرب في خطاب ألقاه قبل عام، قائلا إن المدينة استخدمت بيانات عن الجريمة "لتحديد المكان الذي ستقوم فيه الوحدة بأنشطة إنفاذ القانون في المدينة".
وقال إنه منذ أكتوبر 2021 حتى يناير 2022 اعتقلت الوحدة 566 شخصاً كما صادروا أكثر من 100 ألف دولار نقداً و270 مركبة و253 قطعة سلاح.
وقال أحد السكان المحليين، في أعقاب وفاة نيكولز، إنه دخل في مواجهة مع الوحدة في 3 يناير قبل أيام فقط من الحادث الذي تورط فيه نيكولز.
وأشار إلى أن الضباط الذين كانوا في سيارات لا تحمل علامات هددوا "بتفجير رأسه" ووجهوا سلاحاً إلى رأسه واتهموه بحيازة مخدرات، واشتكى إلى إدارة شرطة ممفيس بعد الحادث، لكنه يقول إنه لم يسمع منهم أي شيء.
وكان أحد الضباط الذين اعتقلوا نيكولز قد رفعت دعوى قضائية ضده من قبل رجل اتهمه بضربه عندما كان سجيناً قبل 8 سنوات.
تركيا تحذر رعاياها من السفر لأمريكا
أصدرت الخارجية التركية تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت الخارجية التركية، أن تحذر من السفر إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية على خلفية الهجمات المعادية للأجانب والعنصرية والتعصب الديني.
وهذه التحذيرات جاءت بعدما نشرت سلطات ممفيس الأمريكية مقطع فيديو يظهر تعرض تاير نيكولز، أسود البشرة، للضرب على أيدي خمسة من ضباط الشرطة الذين أوقفوه وضربوه مرارًا بقبضاتهم وأحذيتهم وهراواتهم.
وتسببت تلك الصور المروعة لرجل أسود يتعرض للموت على أيدي الشرطة في احتجاجات متفرقة بالولايات المتحدة الأمريكية اعتراضًا على ثقافة الشرطة الأمريكية.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان سابق له الخميس، إلى إجراء تحقيق سريع وكامل في تلك الواقعة، فيما قالت قوات الأمن الأمريكية في بيان لها أنه حين كان الشرطيون يقتربون من تاير نيكولز، نشبت مشاجرة بينهم أسفرت عن هروب الشاب أسود البشرة، إلا أن رجال الشرطة أوقفوه، واشتكى من أنه يواجه صعوبة في التنفس وبدخوله المستشفى لتلقي العلاج اللازم لفظ أنفاسه الأخيرة.
كشفت الحقيقة خلال كاميرا مثبتة
والجدير بالذكر، ظهر من فيديو التقطته كاميرا مثبتة على الجسم الأمريكي تاير نيكولز، البالغ من العمر 29 عاما، بينما كان ينادي والدته أثناء تعرضه للضرب من قبل رجال شرطة في ممفيس.
وفارق نيكولز الحياة في المستشفى بعد ثلاثة أيام من إيقاف سيارته بادعاء القيادة بغير حرص.
وقد تعرض نيكولز للرش برذاذ الفلفل والرفس واللكم من قبل خمسة رجال شرطة، فقدوا وظيفتهم وقدمت ضدهم لائحة اتهام بقتله.
وقد كُشف النقاب عن أربع لقطات فيديو التقطتها كاميرات مثبتة على الجسم وعلى أعمدة الكهرباء في المنطقة الجمعة.
وقد كان عام 2016 شاهدا على أكبر عدد الحوادث العنصرية التي راح ضحيتها مواطنون سود يقدر عددهم بحوالي مئة وستة وثلاثين شخصا على أيدي رجال الشرطة.
ولا ننسى يعد مالكوم إكس ومارتن لوثر واحد من رموز النضال الأسود في الولايات المتحدة الأمريكية، كان كل واحد منهما خطيبًا ملهمًا لا تنقصه الشجاعة ولا الحجة والفصاحة، كانا متقاربين في السن يراوحان على نفس المدن ويحفهما أتباع كُثر ومخاطر أكثر، وقد اغتيلا في النهاية في فترة متقاربة.
