قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: كل قبيلة فيها هبيلة

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

من المفارقات الغريبة أن تعترف لعدوك بديمقراطيته وبسماحه للآخر ان يعارض ويتعارض رأيه مع الأغلبية وذلك ماأتحدث عنه مما شاهدته من سجال فى الكنيست الاسرائيلي. 

فى اجتماعه الأقرب وككل الاجتماعات هناك دائما عضوة فى هذا الكيان المغتصب تظهر كراهيتها للعرب وبغضها لهم بكافة الطرق من استهزاء وصراخ وتنديد ، هى مراية اسرائيل ونظرتها لكل ماهو عربى ، وفى الشق الاخر يظهر عضو الكنيست العربى أو إن شئت الدقة الفلسطينى أو مايعرف بعرب ٤٨ هؤلاء الذين رفضوا تركوا اراضيهم ورضوا بأن يتجنسوا بالجنسية الاسرائيلية مع احتفاظهم بجذورهم وانتماءاتهم الفلسطينية والتى أرى ان سلوكهم هذا كان من أفضل ماتم حدوثه على الاراضى المحتلة منذ اغتصابها والاعلان عن قيام دولة بنو صهيون عام ٤٨. 

المهم هذا العضو العربى تحدث عما يدار من اجتثاث الثوابت الفلسطينية وتفريغ كل ماهو فلسطينى والسطو المبرمج على الممتلكات الفلسطينية وبخاصة ماتقوم به تل ابيب بواسطة مستوطنيها وبرعاية الجيش والشرطة الاسرائيليين فى يهودا وسمراء والخليل والنقب ، النائب البرلماني قال وبكل فخر لن تنجحوا فى تغيير جلودنا ولا اجتثاث جذورنا فنحن باقين بقاء الزيتون والزعتر وهنا صالت هذه المرأة وجالت وشتمت وتوعدت وكان رده عليها جميلا رائعا فقد قال لها جملة قاطعة مانعة وهى " فى كل قبيلة هبيلة " وياله من وصف فقد جمع ومنع بكلمات قليلة ورد عليها وعلى كل المتفذلكين المتربصين بأن كل مكان فيه الطيب والشرير ، الصالح والطالح ، أو كما يقال فى كل عيلة كيلة .. وهذا السجال سبقه كثير من سجالات اكثر النواب العرب فى الكنيست مشاكسة وهو النائب أحمد الطيبي الذى لاينفك فى كل جلسة عن تذكيرهم بأنهم مغتصبين وان هذه البلاد لاتمت لهم بصلة وان اهلها راجعون لامحالة مهما طال الزمان وبعدت الاماكن .. وهنا المفارقة التى تجعل من اسرائيل كيان مميز فى التعامل ويجعلنا نقر بذلك فهو فى عقر داره يسمح بالرأى الاخر وبظهور قامات تتحدث وتتكلم وتنتقد أو تشيد ، المنظومة الفكرية هناك هى التى تفرض نفسها وتجعلك تقول " والله مهم ناس زى الفل اهوه ". 

وأعتقد ان هذا هو هدف اسرائيل الاسمى التباهى بأنها كيان ديمقراطى وسط عالم رافض للديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية. وبعيدا عن أية تفسيرات يرفضها بالعقل كل ماتقوم بها الافعال الجنونية الاسرائيلية من قتل الاطفال والابرياء وكبار السن والاغتصاب والسجن الفلسطنيين  والتنكيل بهم عيانا جهارا ، ومحاولات تمدد فى دول الجوار وتعدى على سيادة هذه الدول والتلويح بمبدأ نحن نحمى بلادنا ولنا الحق فى ذلك بأى طريقة نراها ونقوم بها، وبالطبع مايقومون به مدعوم امريكيا ومرضى عنه غربيا ودوليا بل وحتى بعض اقليميا ؛ بغض النظر عن كل ذلك فمقولة فى كل قبيلة هبيلة تصف الحال والواقع الذى يعيشه عالمنا ومايمر به واقعنا المؤسف من خروج بعضا من بنى جلدتنا علينا وسبابهم ولعناتهم النابعة من حقد وغل دفين نتغاضى عنه اتفاقا وامتثالا لهذه المقولة " فى كل قبيلة هبيلة ".