الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنوات من العزلة والمعاناة.. سوريا تستغيث لرفع العقوبات الدولية بعد زلزال مميت

زلزال سوريا
زلزال سوريا

جاء زلزال سوريا، الذي وقع فجر الإثنين 6 فبراير الجاري، مخلفا آلاف الضحايا والمصابين بعيدا عن تدمير أجزاء شاسعة من مناطق الشمال السوري؛ ليجدد معاناة تجاوزت عقدا من الزمان يعيشها الشعب العربي الشقيق.

فلم يلتئم جرح سوريا وشعبها قط منذ بدأت الحرب السورية، وتأزمت الأوضاع كثيراً في المشهد السوري مما أدى لفرض العديد من العقوبات الدولية والاقتصادية عليها لتضييق الحصار، وأبرز تلك العقوبات قانون قيصر.

مشاهد تفطر القلوب من تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر | سكاي نيوز عربية
زلزال سوريا

العقوبات الدولية ضد سوريا

وفرضت الولايات المتحدة قانون قيصر على النظام السوري وكل من يتعامل معه على أساس قانوني في 17 يونيو 2020، حيث شهد وضع السوريين المدنيين الاقتصادي والمعيشي تدهورًا غير مسبوق، ما أثار الجدل حول قضية العقوبات المفروضة على النظام.

وخرجت أصوات كثيرة تطالب برفع العقوبات المفروضة على السوريين، مستندة إلى أثرها المحدود أو "المعدوم" أحيانًا على النظام ورجاله، مقابل أثرها المضاعف على المدنيين المقيمين داخل وخارج سوريا أيضًا.

وبرزت الأثار السلبية لقانون قيصر مع زلزال سوريا، الذي وقع فجر الإثنين 6 فبراير الجاري، مخلفا آلاف الضحايا والمصابين بعيدا عن تدمير أجزاء شاسعة من مناطق الشمال السوري.

ويعيق هذا القانون وصول المساعدات للشعب السوري، حيث طالب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي خلال مؤتمر صحفي المجتمع الأوروبي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر.

وأضاف حبوباتي: "نطالب برفع الحصار والعقوبات وأناشد الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ويكفي مذلة وآن الأوان بعد هذا الزلزال لرفع العقوبات".

وأكد حبوباتي، أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على صعوبة الوضع الإنساني، وعمليات الإنقاذ صعبة ولا يوجد وقود حتى لإرسال القوافل وهذا بسبب الحصار والعقوبات.

من جهة أخرى لفت حبوباتي إلى أن عملية الإنقاذ تتعرض للعديد من المعوقات أولها نقص الآليات الخاصة بإنقاذ الأشخاص تحت الأنقاض والعقوبات تشكل العائق الأساسي لوصول هذه الآليات.

وتابع حبوباتي، قائلا: "نريد الحصول على المعدات وسيارات الإسعاف اللازمة لمساعدة متضرري الزلزال والعقوبات تمنع حصولنا على هذه المعدات"، مضيفا "نتعاون بقدر الاستطاعة ومتطوعونا تواجدوا مباشرة بعد الزلزال، لكن لا يوجد لدينا إمكانيات كافية لمساعدة المناطق المتضررة من الزلزال"، منوها بأن الكارثة كبيرة وبحاجة مساعدة إلى كل الدول في هذه المحنة.

وأكد حبوباتي، أن "الهلال الأحمر لا دخل له بالسياسة هو منظمة إنسانية ومتطوعويه متواجدون في كل المناطق السورية ومستعدون للتعاون وإيصال المعونات لمستحقيها بأمان وثقة كاملة".

وأضاف حبوباتي، أن الهلال الأحمر الكويتي كان أول المتبرعين لمساعدة المتضررين من الزلزال، و"تواصل معنا الهلال الأحمر الإماراتي ووصلت طائرة مساعدات من الهلال الأحمر العراقي، وتصل الآن مساعدات من الهلال الأحمر الجزائري".

مصر تساند سوريا في أزمتها
زلزال سوريا

هل ترفع العقوبات الأمريكية

وتابع قائلا: "تلقينا عدة اتصالات من سوريين مغتربين في دول غربية و أوروبية لتقديم المساعدات للهلال الأحمر العربي السوري وهناك توجه لفتح حساب في البنوك السورية لتلقي المساعدات من السوريين خارج سوريا"، مشددا على أن الجهات المانحة قادرة على إرسال المعدات الثقيلة، "ومن يرغب بإرسالها فنحن مستعدون لاستلامها".

كما لفت حبوباتي إلى أن "عدد الضحايا مرشح للارتفاع وهناك عدد من الأبنية ما زال مهددا بالانهيار، نتائج الزلزال كارثية ومتطوعونا في حالة جاهزية ولكن نفتقد للمعدات".

وأضاف حبوباتي، أن "الحكومة خصصت 126 مركز إيواء في حلب و23 في اللاذقية و5 في حماة و3 في حمص و3 في طرطوس لمساعدة المتضررين".

ومن جانبه قال المحلل السياسي، وخبير العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، إن قانون قيصر من أقوى القوانين العقوبية التي فرضت على سوريا، وبالتالي هذا القانون لا بد ألا يطبق في ظل هذه الأوضاع المأساوية الحالية، ويجب أن يتم رفع هذه العقوبات عن الدولة السورية، حتى ولو كان هذا الرفع جزئياً نتيجة هذا الزلزال.

وأضاف فارس - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الدولة السورية تحتاج أن يكون هناك دعما حقيقياً للشعب السوري الشقيق الذي يعاني معاناة شديدة جداً نتيجة هذه الأوضاع الكارثية التي أودت بحياة الكثيرين في ظل البنية التحتية للدولة السورية المنهارة من الأساس نتيجة توقيع قانون قيصر الجائر.

ولفت: لا بد أن يتم رفع العقوبات، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية ستاخذ البعد الإنساني في عدم تطبيق القانون على الدول التي تتعاون مع الحكومة السورية الحالية من أجل رفع المعاناة من على الشعب السوري.

وتابع فارس، أن الولايات المتحدة الأمريكية، في حال أقدمت على رفع العقوبات أو تحجيمها مؤقتاً ستكون خطوة هامة لرفع القانون نهائياً من على كاهل الشعب السوري، لأن عدم وصول المساعدات للكثير من الأماكن السورية جعل الأوضاع الإنسانية في سوريا في حالة يرثى لها، وحتى من قبل هذا الزلزال كانت الأوضاع الإنسانية صعبة ومعقدة في سوريا في ظل معاناة العالم كله من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ما بالك بالشعب السوري الذي يعاني من قبل الحرب.

وحول التأثير السياسي للزلزال على سوريا قال فارس، إنه سيكون هناك تقارب كبير نتيجة للأزمة التي تمر بها سوريا نتيجة للزلزال؛ لأن الأوضاع بدأت في التحسن من قبل الزلزال، وكان هناك تقاربا بين سوريا وتركيا برعاية روسية.

وأكد المحلل السياسي، أن هناك محاولات عربية لعقد لقاء جماعي مع الأشقاء في سوريا، مختتما: بعض الدول ترغب في عودة سوريا للحاضنة العربية وللجامعة العربية، وبعضها يرفض، ولكن بعد الحدث الكارثي قد يكون هناك تغير في سياسة بعض الدول العربية لعودة سوريا لحاضنتها العربية، باعتبار أن هذه الأزمات ومنها الزلزال تحتاج لتكاتف عربي بشكل أعمق وأكبر.