EN 
حالة من القلق اجتاحت العالم بسبب تفشي فيروس ماربورج الأفريقي المشابه في أعراضه لفيروس الإيبولا الأفريقى الشهير.
يأتي انتشار هذا الفيروس في توقيت غاية في الصعوبة خاصة وأن العالم لايزال يعاني من تداعيات فيروس كورونا الذي اجتاح العالم منذ 3 سنوات والذي تسبب في أكبر نسبة وفيات حول العالم منذ عقود.
اجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية
وعقدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء اجتماعا لمناقشة احتمالات تفشي فيروس ماربورج MARVAC، وذلك عقب إعلان غينيا الاستوائية رصد تفشي فيروس ماربورج، ووفاة ما لا يقل عن 9 أشخاص في إقليم كي نتيم.
يأتي هذا الاجتماع الطارئ في ظل مخاوف وتحذيرات متزايدة من أن العالم قد يفاجأ بالمرض غير القابل للعلاج.
ووصفت منظمة الصحة العالمية، الفيروس بـ"المرض الفتاك"، لأنه يقتل نحو 90% من المصابين به، وحذرت من أن "العالم قد يفاجأ بمرض غير قابل للعلاج".
حضر الاجتماع خبراء الصحة من مختلف دول العالم لمناقشة سبل تطوير لقاحات أو علاجات لفيروس "ماربورج".
وحدد فريق (MARVAC)، حتى الآن، 28 لقاحا مرشحا لأن يكون فعالا ضد "ماربورج"، سيتم التركيز على 5 منها لمعرفة فعاليتها، وفقاً لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في بيان الاثنين الماضي، تفشي الوباء بعد إرسال عينات من غينيا الاستوائية إلى مختبر في السنغال، لتحديد سبب المرض بعد تحذير من مسؤول صحي محلي الأسبوع الماضي، مضيفة أن هناك تسع حالات وفاة في الوقت الحالي وست عشرة حالة اشتباه في إصابتها بالفيروس، حيث ظهرت عليها أعراض تشمل الحمى والتعب والإسهال والقيء.
معلومات عن فيروس ماربورج الفتاك
فيروس ماربورج من عائلة فيروس إيبولا الفتاك، يظهر أولا في الخفافيش على غرار فيروس إيبولا، وينتشر بين المواطنين عن طريق الاتصال الوثيق بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين أو الأسطح.
ظهر لأول مرة عام 1967، كما أنه أدى إلى ظهور بؤر تفش بشكل متزامن في المختبرات في ماربورغ بألمانيا وبلغراد بصربيا.
وهناك تشابه تام، من الناحية السريرية، بين حمى “ماربورج” وحمى “الإيبولا” النزفية على الرغم من اختلاف الفيروسين المسببين لهما، وفي حال عدم علاج المريض، قد يصبح فيروس ماربورغ قاتلاً لنسبة تصل إلى 88 % من المصابين.
ويتسبب فيروس ماربورج في حدوث حمى نزفية مشابهة لحمى الإيبولا النزفية.
يظهر الفيروسان، تحت المجهر الإلكتروني، في شكل خيوط ممتدة تلتف لتشكّل أجساما غريبة في بعض الأحيان، وتلك الخيوط هي التي استُلهم منها اسم "فصيلة الفيروسات الخيطية"، ولا يوجد لقاح أو علاج محدّد لمكافحة هذا المرض.
أبرز أعراض فيروس ماربورج الفتاك
توجد مجموعة من الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بالفيروس من بينها:
- صداع حاد ووعكة شديدة.
- الأوجاع والآلام العضلية.
- يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأول من إصابته.
- يُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وقيء في اليوم الثالث، يمكن أن يدوم الإسهال أسبوعا كاملا.
- المريض في هذه المرحلة، يكون بعينين غائرتين.
- أعراضاً نزفية خطيرة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع.
- وجود دم في القيء والبراز يصحبه، في كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة والمهبل.
- إصابة الجهاز العصبي المركزي بحالات من التهيّج والعدوانية.
- في بعض الحالات اشتكى المصابون من التهاب الخصية في المراحل المتأخرة من المرض (اليوم الخامس عشر).
- في الحالات المميتة تحدث الوفاة في الفترة بين اليومين الثامن والتاسع.
ينتقل الفيروس من القردة وخفافيش الفاكهة إلى الإنسان، أو عن طريق سوائل الجسم وأغطية الفراش الملوثة، و حتى الان يوجد لقاح أو علاج محدد للفيروس، وتتم مراقبة المرضى وعلاجهم بالسوائل.
وتقوم الدراسات حاليًا بتجربة علاجات الأجسام المضادة والأدوية المضادة للفيروسات، ولكن لا يمكن إعطاؤها إلا كجزء من التجارب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
الوقاية من الإصابة بفيروس ماربورج
وتوجد مجموعة من التعليمات والإجراءات، التي يجب اتخاذها لتجنب الإصابة بالفيروس، ومنها:
- تجنب المخالطة الجسدية الوثيقة مع المرضى المصابين.
- لا ينبغي تدبير علاج أي حالة مشتبه بها في المنزل، بل نقلها فورا للمستشفى لتخضع للعلاج والعزل.
- غسل اليدين بانتظام.
- ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة في الأحياء البرية.
- طهي المنتجات الحيوانية، جيدا قبل الاستهلاك.
- تجنب استهلاك اللحوم النيئة.
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن الفيروس صعب الانتشار، فأعلى موجة له أصابت نحو 230 شخصًا، وحتى عام 2022، تم اكتشاف حالتين في غرب إفريقيا، والتي تم اكتشاف حالة بها أيضًا العام الماضي.
وأكد الدكتور إسلام عنان خلال تصريحات إعلامية، أن فيروس ماربوبرج لم يظهر في شمال إفريقيا ومصر، إذ ينتقل من نوع معين من الخفافيش، وشدد على وقف التعامل مع الحيوانات البرية.
