الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرق المنازل وإصابة العشرات.. مستوطنون إسرائيليون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على أهلها.. والولايات المتحدة وبريطانيا تدخلان على خط المواجهات

المواجهات في نابلس
المواجهات في نابلس - أرشيفية

لا تكف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب جرائمها والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تشتعل الأوضاع بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بعد الاقتحامات المستمرة لجيش الاحتلال والمستوطنين وقتل أبنائها وإصابة العشرات منهم.

وآخر هذه الانتهاكات، كان اقتحام مستوطنين إسرائيليين مدرسة اللبن الشرقية الثانوية للبنات جنوب نابلس، وأزالت العلم الفلسطيني، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.

الاعتداءات الإسرائيلية في نابلس

وقالت مديرة المدرسة عائشة نوباني، إن جنود الاحتلال اقتحموا المدرسة، وازالوا العلم الفلسطيني عن سارية الطابور الصباحي، مضيفه أن الهيئة التدريسية تصدت لجنود الاحتلال وطردتهم من ساحة المدرسة.

كما قام المستوطنين باحتجاز عائلة فلسطينية في جنوب نابلس، حيث قال رئيس مجلس قروي، يانون راشد مرار، إن عددا من المستوطنين يحتجزون عائلة فلسطينية من بلدة عقربا بأراضي يانون، ومنعت قوات الاحتلال وصول المواطنين إليهم، لإغاثتهم.

حرق منازل الفلسطينيين

وعلى جانب آخر، اعتدى مُستوطنون إسرائيليون، اليوم الأحد، على مواطنين فلسطينين في "رام الله" وأحرقوا منازل في "نابلس"، فيما اندلعت اشتباكات جراء اقتحام جيش الاحتلال لبلدة "تقوع" جنوب شرق محافظة "بيت لحم" الواقعة إلى الجنوب من القدس المُحتلة.

وقال سكان من قرية "النبي صالح" القريبة من مُستوطنة "حلميش"، إن مستوطنين من المستوطنة المذكورة اعتدوا عليهم، فيما قامت قوات الاحتلال باعتقال ثلاثة شبان على مدخل القرية، الواقعة غرب رام الله بوسط الضفة الغربية، وأغلق جنود الاحتلال بوابة مُقامة على مدخل القرية سالفة الذكر واحتجزوا عشرات السيارات.

وفي "نابلس" شمالًا، هاجم عشرات المستوطنين الجهة الجنوبية من قرية "عصيرة القبلية"، بحماية جيش الاحتلال، فيما أحرق مُستوطنون آخرون منازل في بلدة "حوارة" الجنوبية، التي وقع بها إطلاق النار، ظهر اليوم، وأدى إلى مقتل مُستوطنين إسرائيليين.

مقتل فلسطيني وإصابة العشرات

وكانت قد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مستوطنون الإسرائليون شنوا مساء الأحد، هجوما واسعا على بلدة حوارة والقرى المجاورة لها، جنوب نابلس، في تكامل للأدوار بينهم.

وأغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت المواطنين من المرورعبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، كما أغلقت مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الاسمنتية، ووفرت الحماية الكاملة للمستوطنين.

وأسفر هجوم المستوطنين عن استشهاد مواطن فلسطيني وإصابة أكثر من 100 شخص بجروح خطيرة، وإحراق عدة منازل ومنشآت ومركبات، وترويع المواطنين.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد الشاب سامح حمد الله محمود أقطش متأثراً إصابته بالرصاص الحي في البطن، خلال اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال على قرية زعترة، جنوب نابلس.

بيان عاجل من الخارجية الفلسطينية

ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الأحد، اعتداءات المستوطنين وهجماتهم الإرهابية المنظمة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وبلداتهم ومنازلهم ومقدساتهم، والتي تأخذ طابعًا جماعيًا منظمًا كما حصل في هجومهم على منازل المواطنين في بلدة بورين جنوب نابلس.

كما أدانت الوزارة، في بيان صحفي، استيلاء سلطات الاحتلال على أراضٍ فلسطينية في بلدة العوجا وتخصيصها لصالح تعميق الاستيطان وتوسيع المستوطنات والبؤر العشوائية وتكثيف قواعد الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية المحتلة.

واعتبرت هذه الجرائم الاستيطانية جزءًا من عمليات الضم التدريجي الصامت للضفة الغربية المحتلة، وتقويضًا ممنهجًا لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، خاصة في ظل إقدام الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة ورصد المزيد من الأموال لصالح الاستيطان.

وتضامنا مع أهالي نابلس، تظاهر مئات من الفلسطينيين، في قطاع غزة، اليوم الإثنين، وذلك تنديدا بجرائم الاحتلال والمستوطنين المتصاعدة بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وندد المتظاهرون بالهجوم الإرهابي للمستوطنين المسلحين، وقوات الاحتلال، والتي أدت إلى استشهاد شاب وإصابة.

الولايات المتحدة تدخل على الخط

وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأثنين، عن قلقها من تصاعد أعمال العنف في دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين خاصة في الضفة الغربية.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها: "ندين بشدة موجة التصعيد التي تجري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وأضافت: "نتوقع من الحكومة الإسرائيلية ضمان المساءلة الكاملة لمرتكبي الهجمات على الفلسطينيين"، كما أدانت واشنطن حرق منازل الفلسطينيين على يد المستوطنين في الضفة الغربية.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن الهجمات التي أدت لمقتل فلسطيني وإصابة المئات وإحراق الممتلكات غير مقبولة إطلاقا.

وتابعت: "ندين عنف المستوطنين العشوائي والواسع ضد المدنيين الفلسطينيين".

بريطانيا تندد بأفعال المستوطنين

ومن جانبها، أدانت المملكة المتحدة، اليوم الاثنين، أيضا عنف المستوطنين في بلدة حوارة الليلة الماضية الذي أسفر عن مقتل مواطن فلسطيني، وإصابة المئات، وتدمير عشرات المنازل وإحراقها.

وذكرت القنصلية البريطانية في إسرائيل، في بيان صحفي، أن مشاهد مروعة لعنف المستوطنين في حوارة والقرى المجاورة أمس، أسفرت عن إصابة مئات الفلسطينيين وإحراق عشرات المنازل والشركات والمركبات، يجب تقديم المستوطنين المسؤولين عن هذا العنف إلى العدالة.

كما أدانت القنصلية البريطانية -في بيانها- مقتل الشاب سامح أقطش (37 عاما) خلال الهجمات التي نفذها المستوطنون، وقالت: "كان سامح عامل إغاثة فلسطيني خاطر بحياته لإنقاذ ضحايا الزلزال في تركيا، نحث إسرائيل على محاسبة مرتكبي هذه الجريمة المروعة".