الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى ميلاد زكي رستم.. لقب برائد مدرسة الاندماج ودخوله الفن أصاب والدته بالشلل

زكي رستم
زكي رستم

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل زكي رستم الذي يعد وحدا من عمالقة الفن.

ونرصد أبرز معلومات عنه ومشواره.

ولد في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي، كان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني، وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.

في عام 1920 نال شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي، وكانت أمنية والده أن يلحقه بكلية الحقوق، إلا أنه اختار هواية فن التمثيل.

في عام 1924 كانت رياضة حمل الأثقال هوايته المفضلة، وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.

التقى بالفنان "عبد الوارث عسر" الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية وكانت هذه نقطة التحول في حياته.

وبعد وفاة الأب تمرد على تقاليد الأسرة العريقة معلناً انضمامه إلى فرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا لأنه مثل سيئ لإخوته، بعدما خيرته بين الفن والتحاقه بكلية الحقوق، فاختار المسرح حتي أصيبت بالشلل.

انضم إلى فرقة "عزيز عيد" ثم تركه بعد شهور لينضم إلى فرقة "اتحاد الممثلين" وكانت أول فرقة تقرر لها الحكومة إعانة ثابتة لكن لم يستمر فيها طويلاً فتركها.

بعد ذلك انضم إلى "الفرقة القومية" وكان يرأسها في ذلك الوقت الفنان "خليل مطران" وظل فيها عشرة أعوام كاملة.

اختاره المخرج محمد كريم ليشترك في بطولة فيلم "زينب" الصامت تأليف الدكتور "حسين هيكل" وإنتاج يوسف وهبى وكان أمام الفنانة بهيجة حافظ.

بلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلماً ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلماً فقدم على سبيل المثال "العزيمة" 1939 و"زليخة تحب عاشور" 1939 و"إلى الأبد" 1941 و"الشرير" 1942 و"عدو المرأة" 1946 و"خاتم سليمان" و"ياسمين" و"معلش يا زهر" 1947 و"بائعة الخبز" 1953 و"الفتوة" 1957 و"امرأة على الطريق" 1958 وآخر أفلامه "أجازة صيف" 1967. 

كتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي إنه فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويلز بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة واختارته مجلة «بارى ماتش» الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين.

أطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، فكان نموذجاً رائعاً للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة، فكان لا يكاد ينتهى من أداء موقف من المواقف أمام الكاميرا حتى تتصاعد موجة من التصفيق من كل الحاضرين في البلاتوه بمن فيهم من شاركوه تمثيل الموقف، فاتن حمامة كانت تخاف من اندماجه عندما يستولى عليه فتقول "يندمج لدرجة أنه لما يزقنى كنت ألاقى نفسى طايرة في الهواء".

والده زكي رستم:

رفض الفنان زكي رستم استكمال مشواره التعليمي، الأمر الذي أصاب والدته بحزن شديد، لأنها كانت تتمنى التحاقه بكلية الحقوق مثل أغلب أبناء العائلة.

وغضبت منه وحاولت إقناع ابنها بالعدول عن هذه الفكرة، ولكنه رفض التراجع، وكان هذا الموقف سببا رئيسيا في إصابة أمه بالشلل وتدهور حالتها الصحية.


وفاة زكي رستم:

ساءت الحالة النفسية للفنان زكي رستم عندما أصيب بضعف شديد في السمع، وبات غير قادر على سماع أصوات زملائه الفنانين أثناء التصوير، لذا وقع في العديد من المواقف المحرجة، وفي 1968 قرر الاعتزال والابتعاد عن الأضواء

عاش زكي رستم أيامه الأخيرة مع رجل عجوز كان يتولى خدمته ويرعى شؤونه، وكلب كان يحبه ويرافقه دائماً، وفي 15 فبراير 1972 رحل الفنان زكي رستم عن عالمنا إثر أزمة قلبية، ومات وحيدا في منزله، وشيع جثمانه 4 أشخاص فقط، من بينهم الخادم الذي لازمه طول رحلة حياته.