الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيتاجر مع ربنا.. بيتر يتطوع مجاناً لنقل مرضى الأورام بسيارته لمستشفيات قنا والأقصر|شاهد

بيتر ثابت
بيتر ثابت

متاعب وآلام مرضى الأورام، التى ترسم معالمها على وجوههم ذهاباً وإياباً، كانت دافعاً قوياً للشاب القنائى بيتر ثابت، لكى يقتطع أوقاتا ثمينة من حياته وراحته، لخدمتهم وتوصيلهم بسيارته الملاكى من منازلهم لمركز أورام قنا  أو مستشفى الأورمان بالأقصر، فى مبادرة إنسانية لوجه الله تعالى، ودون تحميل المرضى أى أعباء مالية، ودون أن تقتصر على فئة معينة.

المبادرة الإنسانية التى بدأها الشاب بيتر ثابت، ويتمنى أن ينضم لها أكبر عدد ممكن من المتطوعين، لم تكن وليدة اللحظة، فقد سبقتها أعمال تطوعية وخدمية، بدأت فى الكنيسة الأرثوذكسية، لخدمة المرضى الذين يحتاجون لمساعدات طبية ودعم نفسى، والمدرجة أسماؤهم ضمن كشوف مخصصة لهذا الغرض.

إصابة زوجته بالسرطان كانت الدافع الأكبر

إصابة زوجته فى سن مبكرة من عمرها بمرض السرطان، ووصول الورم لمرحلة خطرة، قبل أن يمن الله عليها بالشفاء، ورؤيته اليومية لمدى المعاناة التى تعيشها خلال جلسات العلاج، كان محركاً لأن يبذل ما فى وسعه لتخفيف ولو جزء بسيط من معاناة مرضى السرطان بقنا، خاصة التنقلات التى تمثل عقبة كبيرة أمام المرضى مادياً وبدنياً ونفسياً.

المبادرة الإنسانية التى تعد الأولى من نوعها بمحافظة قنا، كانت لفترة قريبة متداولة فقط بين الأصدقاء وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لكن حتى تكون الخدمة التطوعية متاحة للجميع ودون أى معرفة سابقة، وضع صاحب المبادرة، ملصقا على السيارة، يوضح أنها مخصصة لنقل مرضى الأورام من أماكن إقامتهم إلى مراكز ومستشفيات الأورام بمحافظتى قنا والأقصر مجاناً.

بدأت العمل التطوعى فى الكنيسة

قال بيتر ثابت: “أعمل بالمحاماة وفتحت أكثر من نشاط تجارى خلال الفترة الماضية، كما عملت لفترة فى شركة تركت العمل فيها بعدما خيرونى ما بين خدمة مرضى كورونا أو الاستمرار فى العمل، فكان اختيارى خدمة مرضى كورونا والتطوع مع آخرين فى أعمال التطهير والتعقيم التى كانت تتم كإجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا، لكن البداية الحقيقية فى العمل التطوعى بدأت من الكنيسة، حيث كنت أشارك مع آخرين فى خدمة المرضى ودعمهم نفسياً”.

وأضاف: “تعلمت خلال تطوعى فى الكنيسة قياس الضغط وضرب الحقن والإسعافات الأولية بشكل عام، دون تدخل فى الأمور الطبية، وكنا نتوجه للمرضى التابعين للكنيسة، كما تطوعت لخدمة مصابى حوادث السيارات وإنهاء الإجراءات اللازمة، لكن بعد إصابة زوجتى وهى بعمر 27 عاما بمرض السرطان، كان لا بد أن أركز مع زوجتى و أمنحها وقتى لدعمها فى أزمتها، وبعد فترة من العلاج كنا نذهب خلالها إلى مستشفى الأورام بالأقصر، تم استئصال الورم، وشعرت بمدى معاناة المرضى، وبعدما تماثلت زوجتى للشفاء، نذرت أن أساعد الجميع وأقدم لهم الدعم والمساندة قدر استطاعتى”.

المبادرة لنقل المرضى المسلمين والمسيحيين

وأوضح ثابت أن “المبادرة التطوعية لنقل مرضى الأورام لا تقتصر على المسيحيين، بل تشمل الجميع ولله الحمد الأمور تسير بشكل طبيعى، وتربطنى علاقات ود قوبة بمعظم المرضى، لأننى أسعى دائماً لإرضائهم بقدر استطاعى، حيث أتولى نقلهم من أماكن إقامتهم بمدينة قنا، للمستشفى أو المركز الذى يتعاملون معه سواء بالأقصر أو قنا، وأنتظرهم لحين انتهاء جلساتهم العلاجية، كما أننى أتابع مع الكثير منهم لخبرتى فى العامة فى المجال الطبى، خاصة الأورام”.

وأشار إلى أنه خصص يومين فى الأسبوع لخدمة ونقل المرضى من و إلى مستشفيات الأورام، بمجرد الاتصال من أى رقم أو التواصل معه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى أو بشكل مباشر، يتوجه إلى مكان المريض، ويتولى توصيله للمكان المحدد وينتظره حتى ينتهى من الحصول على جرعة العلاج المقررة.

بيتر ثابت

ويأمل ثابت أن يكون هناك عدد أكبر من المتطوعين خلال الفترة القادمة، لتلبية الاحتياجات المتزايدة من مرضى الأورام، وتخفيف معاناتهم، خاصة من يضطرون إلى الذهاب لمستشفى الأورمان بالأقصر، كما يأمل أن يكون هناك تفهم ودعم معنوى من قبل المسئولين بدور المتطوعين فى خدمة المرضى، لضمان استمرارية الخدمة.

الشاب بيتر ثابت بسيارته المخصصة لنقل المرضى