الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

5 شروط روسية تهدد الملايين بالجوع.. هل يلغي الغرب عقوباته لحماية اتفاقية الحبوب؟

ناقلات الحبوب بالبحر
ناقلات الحبوب بالبحر الأسود

في ظل اشتعال الموقف العسكري في العمق الأوكراني شرقا، هناك موقف جنوبا بالبحر الأسود، يتأزم يوميا بشكل تدريجي، ولكن هذا الموقف لن تنعكس تداعياته على الداخل الأوكراني وشرق أوروبا فقط، وإنما تؤثر بشكل مباشر على العالم أجمع، نظرا لأن هذه الأزمة متعلقة بـ اتفاقية الحبوب المهددة بالإلغاء الفعلي خلال 60 يوما، خاصة بعد تحديد روسيا لـ 5 شروط لقبول تمديد اتفاقية الحبوب، وكان الدول الغربية رفضت هذه الشروط من قبل.

ناقلات الحبوب بالبحر الأسود

5 شروط روسية لتمديد اتفاقية الحبوب

شروط روسيا لتمديد اتفاقية الحبوب، كانت قد حددتها وزارة الخارجية الروسية، مهددة بعدم الموافقة على تمديد الاتفاقية حال لم يتم قبول ما يلي:

  • إعادة ربط نظام البنوك الروسية "روسلخوزبانك" بنظام سويفت الدولي.
  • استئناف توريد قطع الغيار والصيانة والإمدادات للآلات الزراعية الروسية .
  • رفع الحظر المفروض على وصول السفن الروسية إلى الموانئ الأوروبية.
  • رفع الحظر عن الأصول الأجنبية وحسابات الشركات الروسية المتعلقة بالمواد الغذائية والأسمدة.
  • إعادة ترميم خط أنابيب الأمونيا "تولياتي" أوديسا واستئناف العمل به.

ماذا يعني انسحاب روسيا من الاتفاقية؟

تضع روسيا الغرب في مأزق كبير، نظرا لأن عدم الموافقة على شروطها يعني إلغاء اتفاقية الحبوب، وتفاقم الأزمة الغذائية العالمية، وحال الموافقة على الشروط الروسية، فإن الغرب بهذه الخطوة يلغي كل العقوبات المفروضة على روسيا، وبالتالي تعتبر موافقة غير مباشرة على السماح باستمرار الحرب بأوكرانيا.

اتفاقية الحبوب منذ انطلاقها، سمحت بتمرير حوالي 20 مليون طن من الحبوب، وفي حال انسحاب روسيا منها والعودة لوقف التصدير "قد يسبب مجاعة في عام 2023"، فحسب البيانات الروسية، فإن الحبوب الأوكرانية التي خرجت تم تصرفيها كالتالي:

  • يذهب 87٪ من الحبوب للبلدان المتقدمة.
  • تم توريد المنتجات الأوكرانية إلى إسبانيا 10.8٪ ورومانيا 13.6٪ بأسعار إغراق كحبوب علفية.
  • وصل سعر القمح عام 2022 إلى 1200 دولار، يتم تداوله الآن عند 700 دولار.

كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعد الاثنين دول أفريقيا، بالإمداد بالحبوب مجانا، حال لم يتم تجديد الاتفاق حول صادرات الحبوب الأوكرانية خلال شهرين في ختام التمديد، والذي أعلن عنه السبت الماضي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أخطرت موسكو جميع أطراف اتفاقية تصديرالحبوب، السبت الماضي، بتمديد الاتفاق 60 يوما وأكدت أنها لن تنظر في تمديد آخر إلا بشروط التي تم ذكرها.

ناقلات الحبوب بالبحر الأسود

الغرب لن يوافق على شروط روسيا

في هذا الصدد، قال الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن قرار روسيا الأخير كان مدة اتفاقية الحبوب لمدة 60 يوما، في حين كانت تريد أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة أن يكون على الأقل لمدة 120 يوما، لكن روسيا تحاول الضغط على المجتمع الدولي، والدول الأوروبية، والولايات المتحدة من خلال تصدير الحبوب، وفي نفس الوقت، أكد الرئيس بوتين مع في لقاء مع الدول الأفريقية أن روسيا يمكنها مد بعض الدول الأفريقية بالحبوب دون مقابلن حال انهارت اتفاقية تصدير حبوب البحر الأسود.

وأوضح عفيفي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن روسيا تحاول استخدام الغذاء كسلاح ضد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أمريكا غير متأثر بأزمة الحبوب بالفعل، لكن المجتمع الدولي بشكل عام متأثر بشكل كبير لأن روسيا وأوكرانيا، أكبر مصدري الحبوب في العالم، مشيرا إلى أن الشروط التي فرضتها روسيا ما هي إلا محاولة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي حاصرتها نتيجة العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وتوقع عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن الضغط الروسي، وشروط مد اتفاقية حبوب البحر الأسود، لن يتم تنفيذها، وقد يكون هناك مباحثات في تنفيذ بعض منها، لكن محاولة روسيا الخروج من هذه العزلة لن تتم إلا في حال الوصول إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، خاصة أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية مصممين على أن يكون هناك حل سلمي لهذه المأساة ولن تسمح لروسيا باستخدام الحبوب كسلاح ضد الدول الأخرى.

الشروط أكبر دليل على حصار روسيا 

وأشار عفيفي إلى أن الشروط الروسية هي أكبر دليل على زيادة الخناق على روسيا، وأن محاولات الاستمرار بهذا الشكل لن تنجح خاصة وأن هذه الأزمة أشارت لاحتياج روسيا للمنظومة البنكية الدولية والمعدات الخاصة بالزراعية لكي تستمر في إنتاج الحبوب، واحتياجاها أيضا للمجتمع الدولي سواء شركات الشحن وشركات التأمين، لذلك يعتقد أن المجتمع الدولي مؤثر بشكل كبير في ما يحدث في روسيا، وحال استمرار التعنت فالمجتمع الدولي سيكون له موقف اخر.

ولفت إلى أنه صحيح تعتمد هناك دول تعتمد على استيراد الحبوب بشكل رئيسي، وتتأثر بشكل كبير، لكن الواقع يقول أن الأسعار انخفضت في العالم نتيجة التوافر ونتيجة ان روسيا اه لم تستطيع أن تؤثر على هذا السوق بشكل كبير، مؤكدا أن الولايات المتحدة الامريكية الدول الأوروبية لن تخضع للضغوط الروسية.

ناقلات الحبوب بالبحر الأسود

تفاصيل اتفاقية حبوب البحر الأسود

اتفاقية حبوب البحر الأسود، هي اتفاقية خاصة لصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وأبرمت في 22 يوليو الماضي، بين روسيا والامم المتحدة وأوكرانيا وتركيا، وساعدت في التخفيف من وطأة أزمة الغذاء العالمية، وتم تجديدخا من منتصف نوفمبر الماضي لـ 4 أشهر جديدة تنتهي شهر مارس الجاري.

وبموجب اتفاقية حبوب البحر الأسود، يجري تفتيش السفن المتجهة إلى أوكرانيا والقادمة منها في المياه التركية، وتعمل الأطراف الأربعة معاً للموافقة على السفن التي تبحر بموجب الاتفاقية وتفتيشها.