الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الخارجية السوري في مصر.. دمشق تستعين بالقاهرة مجدد |تفاصيل مهمة

وزير الخارجية السوري
وزير الخارجية السوري يزور مصر غداً

بدأت سوريا تتخطى أزمتها السياسية شيئاً فشيء والعودة لمحيطها العربي، وظهر ذلك جلياً من خلال الزيارات التي يقوم بها المسؤولون السوريون إلى للدول العربية، كان أخرها زيارة الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أيام.

وعادت سوريا لاستئناف دورها المؤثر في محيطها العربي بعد سنوات طوال من الغياب جراء التقلبات السياسية التي عاشتها، وذلك بدعم كبير من الأشقاء على رأسهم مصر الشقيقة الكبرى إضافة إلى الإمارات والأردن وقطر والجزائر وباقي الأشقاء، برز ذلك بعد زلزال 6 فبراير المدمر.

وزير الخارجية السوري يزور مصر غدا ...مصر
وزير الخارجية السوري يزور مصر غداً

عودة سوريا للحاضنة العربية

ودفعت مصر بقوة إلى مساندة ودعم سوريا لتجاوز منحتها السياسية من خلال التأكيد في أكثر من مناسبة على ضرورة الوقوف بجانب دمشق وتمثل ذلك في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري إلى الأراضي السورية من أجل تقديم الدعم والمساندة بعد زلزال عاصف ضرب البلاد 6 فبراير الماضي.

واستمرارا لدور مصر في مساندة الشقيقة سوريا أعلن أن القاهرة ستستقبل غداً السبت 1 فبراير، وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لعقد مباحثات مع نظيره المصري، سامح شكري بمقر وزارة الخارجية.

وتعد زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد هي الأولى له منذ توليه منصبه كوزير خارجية جمهورية سوريا. 

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، إن الزيارة تحمل أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلازل تعد نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثابة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية؛ وبين الدول العربية وسوريا.

وأضاف فارس في تصريحات لـ صدى البلد"، أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية؛ في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.

وأكد فارس أن موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية؛ وأن يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.

وأعرب أستاذ العلاقات الدولية عن توقعه بأن تشهد القمة العربية المقبلة اتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الحضن العربي مرة أخرى وأن تشغل مقعدها بالجامعة؛ مستبعدًا في الوقت نفسه مشاركة سوريا في القمة المقبلة؛ حيث أن هذا القرار يتطلب موافقة قادة الدول العربية بالإجماع على عودة سوريا؛ وهذا ما قد تشهده القمة العربية المقبلة لتكون المشاركة السورية في القمة التي تليها.

وقدمت مصر الدعم لسوريا خلال الأحداث المؤسفة الأخيرة التي عاشتها وخلال زيارة وزير الخارجية سامح شكري أواخر فبراير الماضي إلى سوريا، نقل رسالة للرئيس السوري بشار الأسد، من الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال.

وزير الخارجية السوري يزور مصر غدا - جريدة البشاير
وزير الخارجية سوريا

مصر دائمأً تؤازر شقيقاتها

كما أبلغ تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين مصر وسوريا وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين، وأكد شكري أن العلاقة المصرية السورية هي ركن أساسي في حماية الدول العربية، مؤكدًا أن مصر ستكون دائمًا مع كلّ ما يمكن أن يساعد سوريا، وستسير قُدمًا في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري.

كما أشار شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين المصري والسوري، ولفت إلى أن السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحًا كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.

ومن جانبه، شكر الرئيس السوري بشار الأسد، مصر، لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، مؤكدا أن دمشق حريصة على العلاقات التي تربطها مع القاهرة.

وأكد الأسد أنه يجب النظر دائماً إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات، معتبرًا أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.

وأكد الرئيس السوري أن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد عن تقدير بلاده لدور مصر الكبير في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، مؤكداً أن المساعدات التي قدمتها تعبر عن التحام الشعبين الشقيقين المصري والسوري.

ورحب المقداد بزيارة الوزير سامح شكري، قائلا: عندما يأتي إلى دمشق يأتي إلى بيته وأهله وبلده، لافتاً إلى أن لقاء شكري مع الرئيس بشار الأسد تركز على آثار الزلزال، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين. وأشار المقداد إلى دور مصر الكبير قيادة وشعباً في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، موضحاً في الوقت ذاته أنه لا يمكن تجاهل استقبال الشعب المصري والقيادة المصرية للمواطنين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة بلدهم بسبب الحرب الإرهابية.

وخلال لقاء المقداد، قال الوزير سامح شكري إن الشعب السوري يحظى بمكانة كبيرة لدى الشعب المصري الذي شعر بالألم والحزن لما أصاب سوريا جراء الزلزال، حيث سارعت مصر لتقديم المساعدات لسوريا لتجاوز آثار الكارثة وقدمت ما يزيد على 1500 طن من المساعدات، وستستمر بمؤازرة الأشقاء في وتقديم ما يحتاجونه من دعم إنساني، لافتاً إلى أن بلاده تنسق مع الحكومة السورية في هذا المجال منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال.

وشدد شكري على أن العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري أخوية وقوية وراسخة، وأن مصر متضامنة مع سوريا وتدعمها بمواجهة التحديات التي تواجه شعبها، معرباً عن أمل بلاده في أن تتجاوز سوريا الآثار المترتبة على الزلزال بأسرع وقت.