الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقتحام المسجد الأقصى.. هل يدفع الفلسطينيون فاتورة أخطاء حكومة نتنياهو الداخلية؟

اقتحام المسجد الاقصى
اقتحام المسجد الاقصى

يبدو أن فشل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع أزماتها الداخلية سيدفع ثمنه الفلسطينيون، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها العدائية ضدهم وكان آخرها فجر اليوم، عندما اقتحمت باحات المسجد الأقصى من جديد وروعت المصلين داخله والمرابطين ونكلت بهم أشر تنكيلا في مشهد أحزن وأجج مشاعر الملايين من المسلمين حول عالم وداخل الوطن العربي.

اقتحام المسجد الاقصى 

اقتحام المسجد الأقصى من جديد

وأسفرت الأعمال العدائية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرابطين داخل باحات المسجد الأقصى عن إصابة أكثر من 80 شخصا بينهم إصابات خطرة، وذلك خلال محاولة لإخراج المعتكفين من باحات المسجد، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، وذبح قرابين الفصح.

وأصيب عشرات المصلين المعتكفين داخل المصلي القبلي بالاختناق، اليوم الأربعاء، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وإطلاقها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، والصوت صوبهم.

وأفادت مصادر بالقدس بأن قوات الاحتلال حطمت أحد نوافذ المصلى القبلي واعتلت سطحه، وأطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المعتكفين، قبل أن تقتحم المصلى القبلي من جهة العيادة، وتعتدي على المعتكفين.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حاصرت المعتكفين وأطلقت وابلا من قنابل الغاز السام، والصوت، صوبهم في محاولة لإخراجهم عنوة.

وأظهرت مقاطع فيديو، اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين، بالضرب المبرح باستخدام العصي وأعقاب البنادق، قبل أن تعتقل عددا منهم.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بأن طواقمها توجهت إلى المسجد الأقصى المبارك لإسعاف المصابين.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي طريق الواد في البلدة القديمة، وكثفت من تواجدها في أحياء البلدة.

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.

وانطلقت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المتطرفين الإسرائيليين، ودعواتهم لذبح القرابين بالمسجد خلال عيد "الفصح العبري"، الذي يبدأ اعتبارا من غروب شمس اليوم الأربعاء، ويستمر حتى 12 من شهر ابريل الجاري.

اقتحام المسجد الاقصى 

انتهاك للقوانين والأعراف الدولية

وكانت حركة "عائدون لجبل الهيكل" المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيكل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي.

كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيكل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي، ودعت الحركة المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.

وأدانت وزارة الخارجية المصرية اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمعتكفين داخله، ما أدى إلى وقوع إصابات عديدة بينهم.

وقالت في بيان صادر عنها فجر اليوم الأربعاء: "اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما "صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية".

واعتبرت أن مثل هذه المشاهد "البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية"، مطالبة بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات "التى تروع المصلين".

وحملت الخارجية إسرائيل، مسؤولية التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين.

وبدورها، أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية بأشد العبارات إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبة إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، أن اقتحام المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين يعد انتهاكاً صارخاً، وتصرفاً مداناً ومرفوضاً، مطالباً إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.

وحذر الناطق الرسمي باسم الوزارة من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمل إسرائيل مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك.

الخارجية المصرية 

إسرائيل ومسؤولية سلامة الأقصى 

وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.

ومن جانبهما، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من المواطنين الفلسطينيين.

وقالت الخارجية السعودية -في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم الأربعاء إن: "المملكة إذ تدين هذه الاقتحام السافر، لتعبر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، مجددة التأكيد على موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وقال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، اليوم الأربعاء، إن بريطانيا مصدومة من دهم قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.

وأضاف الدبلوماسي البريطاني، أن العنف يؤجج العنف ويجب احترام الأماكن المقدسة.

وأعلنت وزارة الأسرى في فلسطين، أنها تستنكر اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 500 مواطن فلسطيني من المسجد الأقصى ومحيطه في غضون ساعاتٍ عدة.

ومن جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية عن مسؤول إسرائيلي، أن هناك مساع دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في الحرم القدسي.

كما أدانت دائرة الأوقاف الإسلامية، اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وتدنيس حرمته والاعتداء على المعتكفين، مناشدة الأردن والعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لوقف الاعتداءات على الأقصى.

الخارجية الأردنية 

تحركات دولية لإيقاف إسرائيل

وقال القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس جهاد الحرازين، إن اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة تتمثل بالمزيد من الاقتحامات والتهويد والاستيطان وعمليات القتل والإعدامات بدم بارد.

وأوضح الحرازين، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ما يحدث من اعتداءات يفرض الهيمنة الإسرائيلية كما حدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل، وهذا الأمر ليس بالجديد على عصابات التطرف والارهاب الصهيوني والتي يعد بن غفير أحد أركانها ومموليها.

وتابع: "ووفقا لهذا الأمر، فإن حكومة نتنياهو اليمينية والمتطرفة تريد اختبار ردة الفعل الدولية والعربية والإسلامية والفلسطينية، كون المسجد الأقصى يمثل رمزية دينية للمسلمين، والعالم أقر بذلك عبر منظمة اليونسكو، وتاريخيا فهو مكان خاص بالمسلمين، ولكن أيدلوجيا التطرف والتعصب والإرهاب التي يقودها غلاة المتطرفين، تريد الانقضاض على جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية وتدميرها.

وأضاف أنه على المجتمع الدولي التحرك السريع والفاعل لوقف جنون هذه الحكومة المتطرفة ولجم وزرائها ومحاسبة قادتها على تلك الجرائم التي ارتكبت والمستمرة، حتى تدرك أنها ليست دولة فوق القانون الدولي.

واختتم تصريحاته قائلا: “وعلى الدول العربية والإسلامية البدء بإجراءات فاعلة وسريعة بالتحرك على جميع الأصعدة الدولية والإقليمية وعلى المسارات السياسية، واستخدام الأدوات الفاعلة في وقف تلك الممارسات، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة تلك العصابة الإرهابية، مع استمرارية الفعل على الأرض من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، ومواجهة إجراءات هذا الاحتلال”.

والجدير بالذكر، أن أعمال العنف تصاعدت في الضفة الغربية المحتلة والقدس خلال العام الماضي وهناك مخاوف من تصاعد التوتر هذا الشهر عندما يتزامن شهر رمضان مع عيد الفصح عند اليهود، وأسفرت أعمال العنف عن سقوط نحو 110 قتلى منذ مطلع السنة.

الدكتور جهاد الحرازين