EN
قال الدكتور القس إندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر إنه حينما نحتفل بعيد القيامة كثيرًا ما ننتقل سريعًا للقيامة دون التركيز على ما حدث يوم الجمعة العظيمة حينما مات السيد المسيح على الصليب، كذلك ننسى سريعًا ظلام وسكون يوم السبت، وكيف مر على محبِّي السيد المسيح وتلاميذه وأتباعه.
وأضاف زكي - في كلمته خلال احتفال الطائفة الإنجيلية في مصر بعيد القيامة المجيد بالكنيسة بمصر الجديدة - أنه في كثير من الأحيان نظن أن قيامة السيد المسيح حدثٌ وقع في الماضي منفصلًا عن عصرنا الراهن، لكن في حقيقة الأمر توجد حولنا أشكال متعددة ومختلفة من الموت، وتوجد أيضًا فترات من الصمت المرعب تجتاح حياتنا تماثل الطريقة التي عاش بها أتباع السيد المسيح يوم السبت.
وأوضح أن الموت الجسدي، هو أبرز صور الموت التي نراها من حولنا، والموت الجسدي يفصلنا عن من نحبهم ومن نريد أن نبقى بالقرب منهم، كما أنه يسبب حزنًا وخوفًا كبيرين؛ لأننا لا نعرف متى سنموت أيضًا. ولقد عشنا هذه الخبرة المؤلمة بشكل خاص في أثناء انتشار وباء كورونا، إلى جانب الموت الداخلي ولكن معنى الموت لا ينحصر في مفهومه الجسدي فقط، بل نموت حينما نتوقف عن الرغبة بالحياة بداخلنا، وحينما نشعر بانعدام الهدف وفقدان الأمل واليأس من الحياة. وهذا الموت صعب للغاية، ويجتاح البعض من شبابنا بشكل خاص اليوم، كذلك يوجد الموت الاقتصادي، فحالة التضخم والكساد والركود الاقتصادي التي تجتاح العالم بالكامل نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتي لا يعلم مداها إلا الله وحده، تسببت في حالة من الموت الاقتصادي، وحركة التجارة العالمية تأثرت، ورأس المال بطبيعته يخاف المخاطرة فينسحب، وأصبحنا نسمع عن بنوك عالمية في كبرى عواصم العالم تفلس.
وتابع قائلا، إن القيامة جاءت لتعطي حياة جديدة، فالقيامة حرية ورجاء، إننا نحتفل في القيامة بحب جديد ورجاء جديد وتوجهات جديدة، فالقيامة حرية من عبودية الخطية والتمركز حول الذات والأنانية، ودعوة إلى مراجعة الذات والعبور إلى الآخر، والقيامة حرية من الخصومات والعداوات ودعوة إلى المصالحة والمحبة التي تخدم الإنسانية فتجعل الأرض مكانًا أفضل، والقيامة حرية من الخوف واليأس ودافع للأمل في غدٍ أفضل، حتى لو كان ما يبدو أمامنا هو طريق آلام وموت.
ترأس الدكتور القس إندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر احتفالات عيد القيامة المجيد من الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، بحضور قيادات الطائفة وعدد من رجال الدولة والوزراء والشخصيات العامة والدبلوماسيين.
