الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سميت "منيا الفولي" تخليدا لذكرى الشيخ العالم الجليل ومسجده قبلة للمصلين في رمضان

مسجد سيدي أحمد الفولي
مسجد سيدي أحمد الفولي

يشهد مسجد العارف بالله سيدي الامام أحمد الفولي بمدينة المنيا إقبالا كبيرا من المصلين في شهر رمضان الكريم وصلاة التراويح حيث يستمتع المصلون بروحانيات الشهر الكريم.


فمسجد " الفولي" شيد قبل نحو 358 عاما من الآن وتحديدا عام 1086 هجريا بعد أن توفيّ صاحب الضريح وهو الشيخ العالم الجليل علي بن محمد بن علي والشهير بسيدي " أحمد الفولي" عن عمر ناهز الـ85 عاما ولد في 27 من شهر رجب عام 990 هجريا، وجاء إلى مصر قادما من اليمن، وعاش في المنيا نحو 57 عاما، اشتهر خلالها بالتصوف والتبحر في العلوم الشرعية وتزوج من أهل المنيا وعرف بالمدينة بـ "أبي أحمد الفولي" وتلقى العلوم بالأزهر وسار على المذهب الشافعي على يد الشيخ سيدي محمدين يحيى الجركسي وعمل بالتدريس وسميت المنيا بمنيا الفولي نظرا لمكانته الكبيرة في قلوب أبناء المحافظة.


وبعد وفاة العالم الجليل  "الفولي" توجهت الأنظار إلى الضريح الذي دُفن داخله وأصبح مقصدا لآلاف المُريدين من الطرق الصوفية والمُحبين له، وعقب مرور نحو 211 عاما، تحوّل الضريح إلى مسجد كبير على الطراز الأندلسي يقع داخله الضريح، أمر بإنشائه الخديوي إسماعيل عام 1875، بعد أن شاهد الإقبال الكبير من المُريدين على الضريح قاصدين التبرك.

وتحول المسجد والضريح إلى مقصدا لأبناء الطرق الصوفية، والمُريدين، الذين يترددون عليه يوميا على مدار العام، حتى يتحول المسجد وساحته الكبيرة إلى سرادق كبير لاستقبال المصلين.

وبدا إنشاء مسجد الإمام أحمد الفولي بمدينة المنيا بتوجيهات الخديوي إسماعيل عند قدومه من القاهرة إلى أسوان في رحله نيلية لصعيد مصر حيث شاهد مقام العارف بالله الإمام أحمد الفولى بالقرب من ضفاف نهر النيل وعلى الفور امر بتشييد المسجد لمكانة العالم الجليل بين أبناء المحافظة.

ولقب الشيخ أحمد الفولي " بالأستاذ" لكونه عالماً بالأزهر الشريف وله العديد من المؤلفات العلمية وله تلاميذه ودفن فى ضريح خاص بزاويته التى انشأها فى حياته على شاطىء النيل الغربى على الطراز الاندلسى وهو طراز فريد فى مصر ليس له مثيل.


فجميع حوائط مسجد الفولي مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعى وأسقفه من الخرسانة المسلحة وسلالم المدخل وأرضيته من الموزايكو والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية.

ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزايكو، فيما صنعت الأبواب الرئيسية للمسجد من الخشب على الطراز العربى بحشوات بسيطة من وجه ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر، والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى، وبالضريح شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، أما المنبر وكرسى السورة فمصنوعان من خشب نقى معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية، ويضم المسجد مصلى للسيدات ومكتبة كبيرة واستراحة لكبار الزوار وقد شهد المسجد تطورا كبيرا حفاظا على القيمية الأثرية للمسجد، وقد أشرفت وزارة الأوقاف على أعمال التطوير والتجديد بالمسجد وجعلته تحفة معمارية إسلامية.