واصل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، حديثه الرمضاني عن أعلام دولة التلاوة المصرية، حيث تضمنت الحلقة الـ 25 لبرنامج “مصر دولة التلاوة”، المذاع على فضائية "الحياة"، الشيخ شعبان الصياد.
شعبان الصياد
وقال علي جمعة، إن الشيخ شعبان الصياد تأسس في أصول الدين ودعم موهبة القراءة، لأن في البعثات خارج مصر دائماً ما يتم إرسال عالم وقارئ لأن القراءة فن أولاً وتدعم بعلم، والعلم يدعم بالموهبة والملكات.
وأضاف "جمعة" خلال البرنامج، أن الشيخ شعبان الصياد بذل مجهودًا كبيراً جداً، وكان يسهر الليل يذاكر في المسجد، وروى موقفاً جمع الشيخ شعبان الصياد، وعملاق التلاوة المصرية الشيخ مصطفي إسماعيل، وقتما كان الأخير قارئا لجامع الأزهر، إذ وجد الشيخ شعبان الصياد نائما داخل المسجد قبيل صلاة الفجر، وفي يده كتابه الذي سيمتحن فيه صباحا، فقال الشيخ مصطفى إسماعيل هذا سيكون "قارئ مصر".
وتابع عضو هيئة كبار العلماء، أن الشيخ شعبان الصياد هو صاحب أشهر تلاوة للآية الكريمة {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} في الإذاعة المصرية.
ملك الفجر
ولد الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد فى 20 سبتمبر 1940م وبناء على رغبة بعض القراء وتلاميذ ومحبى الشيخ الصياد نتطرق إلى بعض الجوانب المشرقة فى حياة الشيخ.. حيث إنه كان مجاملا لمحبيه فى المناسبات يذهب إليهم لتلاوة القرآن الكريم وكان متميزا عن أقرانه القراء بأنه كان عالما بالأزهر الشريف - حيث حصل على العالمية فى 31 يوليو عام 1966م.
وعرفته الإذاعة المصرية منذ العام الميلادى 1975م بعد أن عشقت طريقته الملايين واستطاع أن يجتاز امتحان الإذاعة ليدخل على البرنامج العام مباشرة دون المرور على البرامج القصيرة كما جرت العادة.. واستطاع أن يصنع لنفسه مكانة بين أكبر القراء وذلك بفضل صوته العذب ونفسه الطويل ومهارته فى التنوع بين مقامات الصوت والنغمات العامة.
فأصبح اسم الشيخ شعبان الصياد عالقا فى قلوب وآذان مستمعيه ومحبيه.
وقد أُطلق عليه بعض الألقاب مثل : قارىء العالم الإسلامي، صوت من السماء، فارس القراء، ونجم الأمسيات.
سخر حياته كلها لتلاوة القرآن الكريم - لدرجة أنه ضحى بمستقبله فى جامعة الأزهر الذى رشحته جامعة الأزهر ولكى يقوم بالتدريس بها كمعيد، ثم مدرس، ثم دكتور وآثر أن يبقى وسط محبيه ومستمعيه من أهل القرآن.. لأنه وجد حياته ومستقبله وسط القرآن وأهله وكما أن فضيلته حصل على أعلى النياشين والأوسمة المحلية والدولية والعالمية.. وفى العام الميلادى 1998م يرحل القارىء العبقرى والعالم الأزهرى والذى طالما ومازال يسمع الملايين آيات القرآن الكريم.
وفاضت روحه الطاهرة يوم 29 يناير عام 1998م الأول من شهر شوال مع تكبيرات أول يوم من عيد الفطر المبارك رحم الله القارىء الكبير الشيخ شعبان الصياد لما قدم من تلاوات خدمت العالم أجمع.. ومازال صوته معنا - نسمعه من الحين للآخر.