EN 
انطلقت أعياد الربيع وشم النسيم ، والذى يتم الاحتفال به فى 17 إبريل 2023 ، من خلال قيام الأسر الأسوانية بالتنزه بالحدائق العامة والمتنزهات، وهم يصطحبون معهم الفسيخ الأسوانى ذو المذاق الفريد من نوعه .
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر " صدى البلد " على آلية الاحتفال بعيد الربيع وشم النسيم وسط تناول وجبة الفسيخ الأسوانى، على الرغم من أن شم النسيم هذا العام جاء في أيام شهر رمضان وسط أجواء الصيام.
الفسيخ الأسوانى
ولكن رغم هذه الأجواء المسيطرة علي عدم الاحتفال بشم النسيم إلا إننا نجد الفسيخ الاسواني يستمر في الطلب عليه حيث يعتبر مواطنو أسوان تناول وجبة الملوحة أو الفسيخ من طقوس الاحتفال بشم النسيم وأعياد الربيع ، ولا يكون الاحتفال بهذه المناسبة إلا بوجود وأكل الفسيخ.
وكما هو متعارف بأن الفسيخ أو الملوحة الأسوانى تتميز بأن أسماكها يتم تربيتها فى المياه العذبة بنهر النيل بعكس فسيخ محافظات الوجه البحرى والذى تربى أسماكه فى المياه المالحة، وذلك يفرق فى طعمه وجودته.
ويشير تجار وأصحاب محلات بيع الفسيخ بأن الاهتمام بتناول الفسيخ في أعياد الربيع وشم النسيم ، والملوحة الأسوانى هي في الأصل تعتبر أكلة فرعونية ، متوارثة من أجدادنا الفراعنة ، وهى أكله جميلة جداً جداً ، وهناك إقبال في موسم شم النسيم على شراء الفسيخ والملوحة الأسوانى ، على الرغم من شهر رمضان ، وبرده الإقبال بيزيد مع قرب عيد الفطر المبارك ، والإقبال متواصل معنا في فصل الشتاء .
كما يؤكد تجار وبائعو الملوحة في أسوان أن سوق الأسماك والملوحة تنتعش في أعياد الربيع وشم النسيم وفي الإجازات يزداد الإقبال عليها، حيث يأتي الزوار من أنحاء الجمهورية لأسوان لقضاء الإجازة وفي عودتهم يشترون الهدايا والملوحة التي تشتهر بها المحافظة.
ويحرص معظم زوار أسوان على شراء الفسيخ أو الملوحة لذلك يستخدم البائع صفائح لحفظ الفسيخ بها، وتوضع الكمية داخل كيس بلاستيك للعزل بين خامة الصفيح والملح ثم تغلق بلحام نارى ويساعد ذلك على عدم نفاذ رائحته لأن أغلب الزبائن يتجهون به إلى محافظات أخرى بالإضافة إلى أن تلك الصفائح تحفظه لمدة 60 يوماً من شرائه.
وعن مراحل تصنيع الفسيخ قال الحاج عبد الصبور، صاحب محل فسخاني السد العالي بأسوان، بأنها تبدأ بصيد الأسماك من بحيرة ناصر ويستلمها الفسخانى من الصياد، ومن أفضل الأنواع التى يحرص عليها البائع والزبون سمك كلب البحر، وهناك سمك بلطى أخضر أو سمك بورى لا يصلح للأكل مثل باقى أنواع الأسماك ولا يصلح إلا للتمليح ليصبح "فسيخ" أو ملوحة.
أما المرحلة الثانية، ففيها يتم فتح السمك وتنظيف بطنه جيدا ثم يملح جيدا بكميات كبيرة من الملح ويوضع فى صفائح فى فترة تتراوح بين 10 و15 يوما ثم يصبح جاهزا للبيع.
مذاق خاص
وأن أسوان من المحافظات التى تشتهر بجودة الفسيخ خاصة أن الأسماك التى يعتمد عليها فى الملوحة هى أسماك نيلية تعيش فى مياه عذبة ببحيرة السد العالى، مثل سمكة كلب البحر والراية والرنجة، وغيرهم ولكن هذه الأنواع هى أجود الأنواع الموجودة فى السوق، وتتميز بأحجامها الكبيرة والمتوسطة والغنية باللحم ونظافتها من الفضلات ، وأن السمكة الطازجة تتميز بملمس لحمها، ولونها الوردى، ورائحتها الجميلة .
كما أن بحيرة ناصر تعيش فيها أسماك كلب البحر وأيضاً الراية، بمختلف أحجامها الكبير والوسط والصغير، ويصل وزن السمك الكلابى إلى 4 كيلو جرام، ويكون الإقبال عليه أكثر من أي نوع أخر من أنواع الملوحة، وسمك الراية تزن الثلث كيلو ونادرا ما يصل وزن السمكة إلى نصف كيلو، وأسماك البحيرة تتميز بأنها أسماك منزوعة الأحشاء ويفتح جسم السمكة ويحشو فيها كمية كبيرة من الملح لقتل البكتيريا ويساعد الملح على عمل تعقيم وطهارة كاملة للسمكة، والملوحة سمك معين يتم اصطياده من بحيرة ناصر فى أسوان ويقوم الصياد بنزع أحشاء السمكة، وسمك الراية يأتي بعد سمك كلب البحر في الجودة.
هذا فيما تقول رضا فوزى بأننا نحرص علي شراء الفسيخ وخاصة في شم النسيم حيث أن الأسر الاسوانية تتفنن في إعداد وجبة الفسيخ ليكون له مذاق خاص يتم الاستمتاع بطعمه عند تناوله، فهناك من يقوم بتقطيع الفسيخ لقطع، ويضاف عليه التوابل وقطع من الطماطم والشطة والفلفل مع البصل، ويتم تناول مشروبات غازية لنهضم الأكل، وهناك من يقوم بخلط قطع الفسيخ بالخلاط ووضع الطحينة والتوابل المختلفة عليه ليكون له نكهة ومذاق خاص.
