الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال الشرقاوي تكتب: الفجوة بين المشاعر والكلمات

منال الشرقاوي
منال الشرقاوي

العواطف هي جزء أساسي من تجربة الإنسان.. فهي تشكل أفكارنا وسلوكنا وعلاقاتنا ومع ذلك، فإن التعبير عن العواطف للآخرين يمكن أن يكون تحدّيًا كبيرًا. 
فالفجوة الشاسعة بين ما يشعر به الإنسان وبين ما يستطيع التعبير عنه هي فجوة عميقة تتطلب جهدًا كبيرًا لتجاوزها.
وأحد أسباب هذه الفجوة هو أن العواطف معقدة ومتعددة الأبعاد، ويمكن أن تتأثر بالتجارب الشخصية والخلفيات الثقافية والقيم الاجتماعية.
وعلى سبيل المثال، قد يشعر الإنسان بمزيج من المشاعر مثل الحزن والغضب والإحباط بعد فقدان أحد أفراد العائلة. 
ومع ذلك، فإن التعبير عن هذه العواطف قد يكون صعبًا بسبب التوقعات الاجتماعية التي تفرض علينا أن نظهر قوتنا ولا نظهر الضعف.

وتصبح مهمة التعبير عن المشاعر هي مهمة صعبة تتطلب الكثير من الجهد والممارسة.
فالتعبير عن العواطف بشكل فعال يتطلب العمل على توسيع مجال الكلمات والمصطلحات التي يمكن استخدامها للتعبير عن كل ما يدور بداخلنا ولا نستطيع قوله.

ولكن يبقى السؤال ، هل تؤثر هذه الفجوة على حياتنا المستقبلية وقدرتنا على اتخاذ القرارات الصائبة؟
للأسف، نعم "فما بين كلام لم ينطق ومواقف لم تحسم ،تبقى مشاعرنا تائهة" !
لذا يجب علينا أن نتذكر أنه من المهم ترك العنان لمشاعرنا وعواطفنا، حتى وإن كان ذلك صعباً في بعض الأحيان.
فالسماح لأنفسنا بالشعور بالحزن أو الفرح أو الغضب، يمكن أن يساعدنا على التعامل بشكل أفضل مع الصعوبات التي تواجهنا في الحياة.
ومن الأشياء التي يمكن فعلها لترك العنان لمشاعرنا هي العمل على التعرف على مشاعرنا وتسميتها، فتقول لنفسك انا سعيد أو انا حزين ،ضع مسمى لحالتك.
وعندما نتمكن من تسمية مشاعرنا، يمكننا التعامل معها بشكل أفضل.

إضافةً إلى ذلك، يجب أن نتذكر أنه لا يوجد شيء مثالي للتعبير عن المشاعر. 
كل شخص يختلف في الطريقة التي يتعامل بها مع المشاعر، ويمكن أن يكون الحل الأمثل هو العثور على الطريقة التي تناسبنا.

ويجب علينا أن نتذكر أن ترك العنان لمشاعرنا يعني أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، وهذا هو أساس العلاقات الصحية والقوية.
فلنتحدث بصراحة وصدق حتى وإن كان ذلك صعباً في بعض الأحيان، ولنعمل على تطوير قدرتنا على التعبير عن المشاعر بطريقة صحية وإيجابية.
دعونا نستمع لمشاعرنا ونتحدى الجانب السلبي لعواطفنا، ونبحث فيما وراء الكلمات عن كل ما نود التعبير عنه. 
ونكون على يقين بأن صراحة المشاعر تمكننا من الوصول إلى مستوى أعمق من التواصل، وتشكل ركيزة لبناء علاقات أكثر صدقاً ومتانة.
دعونا نتجاوز الخوف من التعبير عن مشاعرنا ونتحدث بكل صراحة وشفافية، لنخلق تواصلاً إنسانياً حقيقياً يسمو بنا إلى الأفضل.
"إن صراحة المشاعر.. قوة تنتج تواصلاً أعمق وعلاقات أكثر صدقا".