الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرها 102عام وشاركت فى الثورة ضد الاحتلال.. معمرة جزائرية تحتفظ بذاكرة حديدية

صدى البلد

تختلف قصص المعمرين وتتعدد بما يحملونه في جعبتهم من قصص خزنتها ذاكرتهم ومنهم من لا يقوى على سردها وآخرون يثرون الذاكرة الإنسانية بما عايشوها لعقود، وهو حال المعمرة الجزائرية، الحاجة بوقاموم تكفة نث قاسي، ابنة ولاية البويرة شرقي العاصمة، التي تحتفظ بذاكرة قوية وبحركة سريعة لا تعكس سنها.

ووفق ما أودرته صحيفة الشروق الجزائرية فقد أطفأت الحاجة بوقاموم تكفة نث قاسي الشمعة رقم الـ101، يوم 25 أكتوبر الماضي، لتكون بذلك أكبر معمرة في ولاية البويرة، لم تنل السنين من ذاكرتها شيئا، ولم تعرف أمراض الشيخوخة لجسدها طريقا.

50 حفيدا تتذكرهم جيدا
لدى الجدة بوقاموم أكثر من 50 حفيدا تتذكرهم جيدا، وللمعمرة حكايات مع الزمن تراوحت بين الأفراح والأتراح، ولو أنها كما روت اقترنت في بداية حياتها بتعاقب الأحزان بفقدانها زوجها المرحوم المسبّل في ثورة التحرير حموش أوقاسي، ورغم كبر سنها، إلا أنها ما تزال تتحدث بطلاقة ولا ترتدي نظارات، وتحتفظ الحاجة تكفة ناث قاسي، بذاكراتها القوية بقصص عن شخصيات الثورة التحريرية على غرار العقيد أوعمران، الشهيد عبان رمضان، عميروش ايت حمودة وغيرهم.

تتذكر كل مواقيت الصلاة وتصوم رمضان
وربما تعتبر الحاجة تكفة ناث قاسي، من النساء القلائل اللاوتي تعدت أعمارهن القرن، وهن بحالة صحية جيدة جدّا، بل وتحتفظ بكامل مداركها العقلية، حيث تتمتع المسنة بذاكرة قوية، وتتذكر كل مواقيت الصلاة، وعدد الركعات لكل صلاة، إضافة إلى تلاوة سور الفاتحة والنصر وغيرها، وهي إلى غاية يومنا هذا تؤدي الصلوات الخمس، ولم تفطر خلال شهر رمضان، بل أكثر من ذلك تصوم أيام شوال، وفق ما أوردته الشروق.

تزوجت معمرة البويرة مرة واحدة في حياتها، وهي أم لذكرين و ست إناث، وما زالت ذاكرتها زاخرة بعبق الماضي وتفاصيله وتختزن عديد المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر، ولا تكاد تغفل عن أدق تفاصيل حياتها، طفولتها وشبابها وزواجها، كل من يزورها ببيتها بحي أول نوفمبر بالأسنام، تروي له كيف قام المستعمر الفرنسي الغاشم بحرق بيتها وبيوت الجيران.

تبيع البيض والعنب ليكمل ابنها دراسته
كما تروي المعمرة بأدق التفاصيل الحادثة المأساوية التي تعرض لها زوجها أواخر الستينات عندما كان يشتغل في كسر الحجارة بالطريق الرابط بين تيكجدة وعين الحمام، ما سبب له إعاقة كلية جعلته يعجز عن العمل، فشمرت عن ساعديها لضمان لقمة العيش لعائلتها الكبيرة، وكانت تبيع البيض والعنب لتساعد ابنها محمد ليكمل دراسته، وبالفعل شرفها، وأصبح مهندس دولة في الفلاحة إذ تخرج عام 1979 من جامعة مستغانم، كما تتحدث بإسهاب لكل من يزورها عن نجاحها في التغلب على ظروف الحياة الصعبة التي عاشتها خلال الثورة، حيث تستحضر من فينة إلى أخرى، ذكريات مضت عليها عدة سنوات، إبان الاستعمار وإيواء مسكنها للمجاهدين الذين خدمتهم، وهي مشاهد تاريخية صعبة وأخرى سارة، تختزنها ذاكرتها القوية.