الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملحمة إنسانية.. جهود مصر لاستقبال اللاجئين ورعايا الدول الأخرى العائدين من السودان

العائدون من السودان
العائدون من السودان

تتواصل عمليات القتال داخل السودان الشقيق على الرغم من الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين طرفي النزاع، وهما الجيش الوطني السوداني وميلشيا الدعم السريع، فيما تستمر الدعوات المتكررة لوقف العمليات والانخراط في مفاوضات مباشرة وسريعة لإنهاء الأزمة بالبلاد.

إجلاء المصررين من السودان 

مصر تستقبل 16 ألف شخص

من جانبها تواصل مصر جهودها من أجل الوساطة والتهدئة بين الطرفين، بجانب جهودها لإجلاء مواطنيها من مناطق النزاع، إضافة لاستقبال مواطني ورعايا الدول الأخرى، الذين قرروا مغادرة السودان على خلفية الأحداث السياسية المتوترة.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت، عن استقبال 16 ألف شخص من المواطنين غير المصريين عبر المنافذ الحدودية مع السودان حتى الآن.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، بأن الجهود المصرية لتسهيل عبور النازحين من الأراضي السودانية خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن نجاح تسهيل عبور أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل جمهورية مصر.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن "أعداد العابرين من الأشقاء السودانيين تجاوزت 14 ألف مواطن، كما بلغ عدد العابرين إلى مصر ما يزيد عن ألفي مواطن أجنبي من 50 دولة و6 منظمات دولية".

وأضاف بيان الوزارة، "تستمر الجهود المصرية على مدار الساعة في تسهيل استقبال المواطنين الفارين من الاشتباكات العسكرية في السودان، والعمل على تخفيف معاناتهم الناجمة عنها وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم".

وتستمر خطة إجلاء المواطنين من الأراضي السودانية، كما أعلنت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تشرف على تنفيذها لجنة وطنية مشكلة من جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة حرصًا على سلامة أبنائنا، من خلال تنفيذ جسر جوى نفذ 23 طلعة جوية، إضافة لاستقبال المئات عبر المنافذ البرية، وتوفير عشرات الحافلات لنقلهم، ليصل إجمالي المواطنين الذين تم إجلاؤهم منذ بداية الأزمة إلي الأيام القليلة الماضية 5327 مواطنًا عبر المنافذ الجوية والبرية.

وقالت سها جندى، وزيرة الهجرة، إن الوزارة حريصة على متابعة الأزمة على مدار الساعة، مشيرة إلى أن هناك نحو 10 طائرات أجلت المصريين من وادى سيدنا، على مدار 3 أيام، إضافة للطائرات التي تجلى المواطنين من بورتسودان، ودنقلة.

وتواصل السفارة المصرية في الخرطوم وكل من قنصليات مصر في الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا، يواصلون جهودهم على مدار الساعة فى عملية إجلاء المواطنين، حيث وصل عدد من تم إجلاؤهم حتى الآن 1539 مواطنا، بحسب أحدث بيان صادر عن السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية.

وأعلن نيكوس ديندياس، وزير الخارجية اليوناني، أن بلاده تقوم بالتنسيق مع مصر لإجلاء المواطنين اليونانيين والقبارصة من السودان.

ومن جهته تلقى وزير الخارجية سامح شكري سلسلة اتصالات هاتفية من نظيره اليوناني حول تطورات الوضع في السودان، وملفات التعاون بين مصر واليونان.

سها جندى، وزيرة الهجرة

تنسيق مستمر بين مصر والدول 

في سياق متصل، كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، داعية إلى إنهاء الأزمة في السودان وضرورة بدء مفاوضات لإنهاء الأزمة الراهنة.

من جانبه ذكر وزير الخارجية الإيطالي، أنه يجري إجلاء نحو 140 مواطنا إيطاليا من السودان، فضلا عن نحو 60 شخصا من دول أخرى.

وفي الوقت ذاته شكر رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، مصر على جهودها المبذولة لمساعدة بلاده في إجلاء الرعايا الباكستانيين من السودان، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني بيانًا، يشرح خطة الطوارئ الحكومية الموجودة من أجل تحقيق الإجلاء الآمن لمواطني باكستان بعد تطورات الوضع في السودان.

وأكدت السلطات الأوكرانية اتخاذ خطوات لإجلاء رعاياها من السودان، في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة الأوكرانية الروسية للشهر الرابع عشر.

كما أن وزارة الخارجية وسفارة أوكرانيا في مصر ووكالات أخرى عملت على إجراءات فعالة لإجلاء الأوكرانيين الذين وجدوا أنفسهم في منطقة الاشتباكات بالسودان، كما تم التنسيق والعمل على إجلاء مواطنين من جورجيا وبيرو في نفس عملية إجلاء المواطنين الأوكرانيين.

وأوضح أوليج نيكولينكو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، أنه تم العمل على إجلاء نحو 138 مواطنا من السودان، بينهم 35 سيدة و12 طفلًا.

وأجلت قوات خاصة أمريكية جميع الموظفين الحكوميين الأمريكيين وعائلاتهم، إلى جانب عدد قليل من الدبلوماسيين من بعض الدول الأخرى، من سفارتها بالخرطوم باستخدام طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة في جيبوتي وتزودت بالوقود في إثيوبيا، ولم تتعرض تلك الطائرات لأي إطلاق نار أثناء الإجلاء.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك ، إن القوات المسلحة البريطانية نفذت عملية إجلاء معقدة وسريعة لجميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، إجلاء 388 شخصا من العاصمة السودانية الخرطوم، إلى جيبوتي، وسط أعمال عنف تشهدها البلاد وخلفت أكثر من 420 قتيلا و3700 مصاب.  

وقالت الهند إنها أرسلت سفينة تابعة للقوات البحرية إلى بورتسودان وطائرتين عسكريتين إلى جدة في إطار استعداداتها، ونصحت مواطنيها بتفادي المخاطر غير الضرورية.

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، تبلغها من سفيرة لبنان في السودان إجلاء 52 شخصا، من مدينة بورتسودان السودانية على متن سفينة للبحرية الملكية السعودية.

سامح شكري 

مصر وجهود إجلاء المواطنين 

وأشاد الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين بالجهود المصرية لإجلاء الرعايا من السودان، مضيفا أن الدولة المصرية تبذل مجهودا كبيرا فى هذا الاتجاه، وأن الخارجية المصرية تلعب دورا كبيرا بالتنسيق مع جهات مصرية أخرى.

وأوضح سعدة ـ في تصريحات خاصة له، إن هذا التنسيق والتخطيط الدقيق لنقل الرعايا لإجلاء الرعايا المصريين الموجودين بالسودان، لابد أن يكون وفق خطة محكمة تضمن السلامة للعودة وتضمن الراحة في العودة والتنسيق مع السفارة المصرية في السودان، والقنصليات الموجودة هناك.

وتابع: "نثق في القيادة المصرية و في المؤسسات المصرية العاملة فى هذا الاتجاه بأنها تبذل قصارى جهدها لعودة المصريين، المهام كبيرة وتحتاج لتخطيط وتنفيذ جيد لسلامة العودة لكل الرعايا والمصريين الموجودين فى كل السودان الشقيق، نعلم جيدا أن السودان الشقيق بها جالية مصرية كبيرة يعملون في مجالات مختلفة وأنشطة مختلفة، الموضوع ليس سهلا ولكن يحتاج لخطة محكمة ودقيقة، تلك الجهود أثمرت عن عودة المئات من المصريين سالمين الى أرض الوطن وأيضا مازال تنفيذ خطة اجلاء المصريين مستمرا".

ووجه الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، الشكر للقيادة المصرية ولمؤسسات الدولة على ما يبذلونه، وعلى حكمتها في التعامل، داعيا الله أن يحفظ السودان وشعبها الطيب، التاريخ الممتد والعلاقة الممتدة بيننا.

ومن جانبه، تحدث السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، عن الأشقاء السودانيين واستقبالهم داخل مصر، مضيفا: مصر لا تعامل الأشقاء من الدول العربية كلاجئين وتعاملهم كمصريين.

وأوضح سعد ـ في تصريحات له، لم نتاجر بأزمة اللاجئين ولدينا خطط للتعامل مع الأشقاء القادمين من السودان كضيوف ومواطنين مصريين وليسوا كلاجئين.

وقال الدكتور أحمد سيد، خبير علاقات دولية، إن الدولة المصرية قدمت جهودا جبارة وقوية لعودة المصريين من السودان بتوجيهات من الرئيس السيسي.

وأوضح سيد ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القيادة السياسية كان هدفها الأول المواطن المصري وهو خط أحمر، مؤكدا: من ثوابت الدولة المصرية إعطاء الأولوية القصوى لتوفير الأمن لمواطنيها سواء في الداخل أو في الخارج وأيضا لغير مواطنيها فهي مصر الأم.

وأكد أن مصر تحركت منذ اللحظات الأولى للأزمة في السودان في ظل أن دول العالم كانت تترقب الموقف من بعيد، حيث أعادت مصر أبناءها من السودان بكافة الأشكال عن طريق معبر أرقين أو بالجو أو بالبحر ما يعكس قدرات الدولة المصرية في التنظيم والتناغم بين كافة أجهزة الدولة.

الدكتور أحمد سيد أحمد 

عودة المصريين من السودان

ولفت: مصر دولة قوية لديها قدرات هائلة تساعدها على التحرك الفوري وقت الأزمات وهذا ما رأيناه في الموقف المصري مع الأزمة السودانية واجلاء راعيا الدول الأخرى.  

وترأس أول أمس الموافق 28 إبريل، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء اجتماع الحكومة بمقرها الجديد من العاصمة الإدارية، وتم التعليق على تطورات الأوضاع في السودان، وأكد "مدبولي" أن الدولة تتابع بقلق بالغ تطورات ما يجرى في السودان الشقيق، وتبذل قصارى جهدها على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي لدعم الجهود الدولية لوقف العنف والصراع الدائر، معربًا عن أمله في أن يستعيد السودان الشقيق استقراره وأمنه في أقرب وقت ممكن.

وأشار "مدبولي" إلى أن مؤسسات الدولة تحركت منذ اليوم الأول للأزمة تنفيذًا لتكليفات الرئيس السيسي لتسهيل وتأمين عودة أبناء مصر المتواجدين في السودان، حيث تم تشكيل خلية أزمة تضم الوزارات وجهات الدولة المعنية لتنظيم عمليات الإجلاء، متوجهًا بالشكر في هذا الصدد إلى أعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية في السودان وملحقية الدفاع وباقي المكاتب الفنية، الذين يؤدون أعمالهم في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد من أجل تأمين عودة المصريين المتواجدين في مناطق الاشتباكات.

الدكتور مصطفي مدبولي