EN 
لم تكن سرقة الآثار حديثة الساعة، فهي منتشرة من عهد الأسرة العشرين، إلى حد بعيد، فهناك تحقيقات ومحاكمات أجريت في عصر رمسيس التاسع، مع لصوص، بعدما قاموا بسرقة مقابر ملوك الأسرات الثامنة عشرة، والتاسعة عشرة في وادي الملوك، وتعتبر أول وأقدم سرقة آثار في التاريخ.
أول سرقة آثار في التاريخ
وأثبتت التحقيقات التي أجريت وقتها من اللجنة التي شكلت لذلك الأمر، أن ما تم سرقته مقبرة ملكية تم نهبها كاملة، وكما تم سرقة جميع مقابر الأفراد في ذلك الحين، وبعد مرور عام من اكتشاف السرقة الأولى تفاجأ المسؤولون، بسرقات جديدة لعدة مقابر ملكية، واكتشفوا أن هناك عصابة مكونة من ثماني أفراد، يقوموا بسرقة الآثار، والمقابر الملكية، وتم الإمساك بهم، واعترفوا بالسرقة.
نص اعتراف أول سارق آثار في التاريخ والأدوات المستخدمة
وجاء نص اعتراف أول سارق آثار في التاريخ حسب ما جاء في مقال منشور سنة 1942 في مجلة الهلال بعنوان «سرقات الآثار في عصور الفراعنة»: « فتحنا التوابيت فوجدنا مومياء الملك.. وحولها التمائم والتعاويذ المصنوعة من الذهب حول العنق وفوق رأسها "رأس المومياء" قناع من الذهب وتحيط بها الأشرطة الذهبية، وقد استخرجنا الذهب ونزعنا التمائم والجواهر المحيطة بالرقبة ووجدنا الملكة كزوجها تزدان بالجواهر فنزعناها وسرقنا الأثاث الجنائزى الذى وجدناه في المقبرة والأواني الذهبية والفضية واقتسمناها، وقسمنا الذهب الذي سلبناه من المقبرة والتمائم والتعاويذ والحلى إلى ثمانية أجزاء».
محاكمة أول عصابة لسرقة الآثار
وقد انتهت محاكمة هؤلاء اللصوص بالإدانة ثم رفعت النتيجة إلى فرعون ليقرر نوع العقوبة التي تنزل بهم، وعلى الرغم من هذه المحاكمات استمرت السرقات في وادي الملوك وساءت حالة الوادى.
وتحدث اللصوص عن سرقة مقبرة وامنحتب الثالث و سيتى الأول، و رمسيس الثاني، ولما تفاقمت الحالة نقلت الموميات الملكية من مقبرة إلى أخرى تضليلا للصوص وصوناً لها من عبثهم فمومياء رمسيس الثاني مثلا نقلت ثلاث مرات على الأقل في عهد الأسرة الحادية والعشرين، وكذلك نقلت مومياء أحمس، وأمنحتب الأول، وتحتمس الثاني.
وللتحف الأثرية في كل مكان وزمان قوة إغراء توثر بها على فريق من ضعاف النفوس اللذين يثرون الحصول على الغني والثروة من أي طريق كان حتى ولو كان طريق الجريمة ومن ثم فقد انتشرت سرقات الآثار في جميع العصور.
