الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد رائد الواقعية| صلاح أبو سيف يوثّق الفيلم المصري في تاريخ السينما العالمية

صلاح أبو سيف
صلاح أبو سيف

يوافق اليوم العاشر من مايو ذكرى ميلاد رائد الواقعية في السينما المصرية، المخرج صلاح أبو سيف، الذي استطاع أن يدخل الفيلم المصري في نطاق تاريخ الفن السينمائي العالمي.


وُلد صلاح أبو سيف في عام 1915،  في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف. وبعد وفاة والده؛ قامت والدته على تربيته بشكل صارم. أنهى دراسته الإبتدائية والتحق بمدرسة التجارة المتوسطة،و عمل  في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى، كما  اشتغل صلاح أبو سيف بالصحافة الفنية، ثم اتجه إلى دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها كالموسيقى وعلم النفس والمنطق.

 

رحلته الفنية 


عمل صلاح أبو سيف لمدة ثلاث سنوات في المحلة من 1933 إلى 1936، وكانت فترة تحصيل مهمة في حياته وقام بهذه الفترة بإخراج بعض المسرحيات لفريق مكون من هواة العاملين بالشركة، وأتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج "نيازي مصطفى" الذي ذهب للمحلة ليوثق فيلمًا تسجيليًا عن الشركة، ودهش من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائي، ووعده بأن يعمل على نقله إلى ستوديو مصر، وقد كان.

استوديو مصر 

بدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في ستوديو مصر، وأصبح رئيس قسم المونتاج بالإستوديو لمدة عشر سنوات، حيث تتلمذ على يده الكثيرون في فن المونتاج. كذلك التقى في استوديو مصر بزوجته فيما بعد "رفيقة أبو جبل".

مساعد مخرج أول 


عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج "كمال سليم" في فيلم «العزيمة»، وذلك قبل سفره إلى فرنسا  لدراسة السينما، في بداية عام 1939،  وترجع أهمية هذا الفيلم كونه يُعَدُّ الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. فيما  عاد أبو سيف من فرنسا أواخر عام 1939؛ بسبب الحرب العالمية الثانية.

تجربة الإخراج الأولى 

في العام 1946 قام صلاح أبو سيف بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو «دايما في قلبي» المقتبس عن الفيلم الأجنبي «جسر ووترلو»، وكان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي ودولت أبيض.

وفي العام 1950 عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم «الصقر»، بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي كان قد تأثر بتيار «الواقعية الجديدة» في السينما الإيطالية، وأصرَّ على تنفيذ هذه التجربة في السينما المصرية. وأخرج للسينما العراقية فيلم «القادسية» عام 1982، والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف أقطار الوطن العربي.

اشترك صلاح أبو سيف في كتابة السيناريو لمعظم أفلامه، فهو يُعِدُّ كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم، فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيء، ولكن العكس غير ممكن لذا فهو يشارك في كتابة السيناريو لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقًا مع لغته السينمائية.

وعُين صلاح أبو سيف رئيسًا لأول شركة سينمائية قطاع عام «فيلمنتاج»، منذ عام 1961 وحتى 1965.


وفاته 

رحل صلاح أبو سيف في الثاني والعشرين من يونيو عام 1996. 

رأي نقدي 

قالت عنه الناقدة الألمانية «اريكا ريشتر»: صلاح أبو سيف هو أستاذ الأفلام الواقعية في مصر، وتعتبر أفلامه بمثابة العمود الفقري لهذا الاتجاه، تلك الأفلام التي تستطيع من خلالها دراسة أهم المواضيع والأساليب والحلول الفنية التي يلجأ إليها الفيلم الواقعي في مصر للقضايا التي يواجهها ويتصدى لها.

 ولقد استطاع أبو سيف أن يواجه الأفلام اللاواقعية التي تنتجها «هوليود الشرق» بأفلام ذات مضمون شعبي وإنساني  اشتراكي، وأصبح بذلك سنداً و محرضاً و ممهداً للسينما المصرية التقدمية، مساهماً بذلك مع كل الجهود الجدية في هذا المجال. ويُعَدُّ الشباب الممثل الثاني للسينما المصرية بعد «كمال سليم».

وأضافت: كذلك استطاع أن يدخل الفيلم المصري في نطاق تاريخ الفن السينمائي العالمي. ولقد عرضت أفلامه في مهرجانات كان، البندقية، موسكو، كارلوفي - فاري وبرلين.

 

أفلام سينمائية شهيرة 

قدّم صلاح أبو سيف 40 فيلمًا خلال حياته الفنية الممتدة إلى 50 عامًا، منها: «بداية ونهاية» عام 1960،  «الأسطى حسن» عام 1952، «شباب إمرأة» عام 1956، «بين السما والأرض» عام 1960، «القاهرة 30» عام 1966، «الزوجة الثانية» عام 1967، «المواطن مصري» عام 1991.