الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يودع أردوغان كرسي الرئاسة؟.. 7 شواهد تؤكد صعوبة المنافسة بجولة الإعادة

انتخابات تركيا
انتخابات تركيا

يمتلئ الشارع السياسي في تركيا بالحماس مع اقتراب جولة الإعادة الحاسمة بين الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومنافسه زعيم حزب المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو خاصة مع التقارب الشديد بين المرشحين خلال الجولة الأولى من السباق الانتخابي.

إنفوغرافيك.. مرشحو انتخابات الرئاسة التركية 2023 | سكاي نيوز عربية
انتخابات تركيا

حملات تشويه انتخابية

وحسب تقرير لـ “دويتشه فيله”، اعتمد حزبا أردوغان وكيليتشدار أوغلو على أساليب تعرضت لانتقادات سواء داخل البلاد أو خارجها، فعلى سبيل المثال سعى الحزب الحاكم بزعامة أردوغان إلى استخدام كافة الوسائل الممكنة لتشويه سمعة المعارضة وزعيمها من خلال وصفه "خائنا".

وفي المقابل، اتجه كيليتشدار أوغلو إلى الهجوم على أردوغان إذ قال أمام حشد من أنصاره: "أردوغان! أنت تتفاوض مع الإرهابيين خلف الأبواب المغلقة، من الذي منحك الحق للتشكيك في وطنيتي؟".

ويقول مراقبون إن أنصار  أردوغان يبدو أنهم يعتمدون على الأخبار الكاذبة إذ جرى نشر عبر الإنترنت عدد كبير من الملصقات الانتخابية معدلة  لتشويه سمعة  حزب الشعب الجمهوري  الذي يعد أكبر كيان سياسي معارض في البلاد بزعامة كيلتشدار أوغلو.

ويشار إلى أنه قبل بدء الانتخابات التركية في 14 مايو، انتشرت أخبار كاذبة عن المعارضة التركية، فيما قال مراقبون، إن ظاهرة المعلومات المضللة تزايدت وباتت تتسم بمنهجية في الفترة التي سبقت جولة الإعادة.

ويأمل كيليتشدار أوغلو في استدعاء العداء ضد اللاجئين في تركيا لصالحه حيث غيرت المعارضة استراتيجيتها منذ الجولة الأولى للانتخابات، وكشف تقرير اعمتد على تحليل الحملة الانتخابية للحزب عن أن إصرار كيليتشدار أوغلو على التمسك بنبرة تصالحية رغم عدوانية أردوغان ضده يعد بمثابة علامة ضعف.

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية-ما دلالات نتائج الانتخابات التركية 2023؟
انتخابات تركيا

حشد العداء ضد أردوغان

وإزاء ذلك، قررت المعارضة اللجوء إلى نهج جديد حيث سعى كيليتشدار أوغلو إلى كسب ود الناخبين عن طريق استعداء العداء تجاه اللاجئين في محاولة لحشد دعم الناخبين القوميين الذين ينتقدون الحكومة.

وهاجم كيليتشدار الرئيس الحالي، زاعما أن أردوغان "جلب عشرة ملايين لاجئ إلى البلاد. وإذا ظل في السلطة فسوف يجلب عشرة ملايين آخرين إلى البلاد ومن ثم سوف تقع المدن التركية تحت سيطرة اللاجئين وعناصر المافيا وتجار المخدرات".

يشار إلى أن كيليتشدار أوغلو أعلن في عدة مناسبات أنه سيعيد جميع اللاجئين في حالة فوزه في الانتخابات ووصوله إلى سدة الحكم في البلاد، وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تستضيف تركيا ما يقرب من 4 ملايين لاجئ.

من جانبه قال كمال بوزاي، الخبير في "مركز أبحاث التطرف والوقاية" بالجامعة الدولية للعلوم التطبيقية في كولونيا، في تصريحات صحفية، إن التغيير الذي طرأ على استراتيجية كيلتشدار أوغلو الانتخابية يعد "جذريا"، مضيفاً أن شعار مرشح تحالف المعارضة البالغ من العمر 73 عاما مازال "كل شيء سيكون على ما يرام".

وتزامن هذا مع ما اتسمت به حملته "بعدوانية بشكل ملحوظ" فيما حذر بوزاي ان هذا النهج محفوف بالخطر، مضيفًا أن "كيلتشدار أوغلو لا ينبغي أن ينسى أن المدن الكبرى والمناطق الحضرية ومعاقل الكراد صوتت له بما في ذلك أصوات الناخبين اليساريين والتقدميين".

وأشار إلى أنه من المرجح ألا يصوت هؤلاء الناخبون لصالح كيلتشدار أوغلو مرة أخرى لرفضهم نهجه المناهض للاجئين ما قد يدفعهم إلى عدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع خلال جولة الإعادة.

قضايا وأحداث …. الانتخابات التركية ودرس جديد للعالم في الديمقراطية - جريدة  الراية
انتخابات تركيا

إحباط بصفوف المعارضة

وفي الوقت الذي استحدثت المعارضة استراتيجيات جديدة، يبدو أن أردوغان يشعر بالطمأنينة حيال اعتماده على ثقة الناخبين وهو ما عبر عنه جليا في تغريدة كتب فيها: "أيها الرفقاء، نشهد اليوم أهم انتخابات في تاريخنا، وأنا أثق بكم".

وكانت المعارضة تطمح في 14 مايو في أن تضع نهاية لحكم أردوغان الذي استمر لأكثر من 20 عاماً خاصة بعد أن كانت استطلاعات الرأي قد أظهرت تقدم كيلتشدار أوغلو، بيد أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أثارت شعوراً بالإحباط بين صفوف المعارضة.

والجدير بالذكر أنه خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لم يحصل أيًا من المرشحين على الأغلبية المطلقة من الأصوات إذ حصل  كيلتشدار أوغلو  على ما يقرب من 45٪ من الأصوات فيما حصل "تحالف الوطن" المعارض على 35٪ وبات حزبه يمتلك الآن 213 مقعدا في البرلمان وهو ما يفوق توقعات ما قبل الانتخابات.

أما أردوغان فقد حصل 49.5٪ من الأصوات فيما حصل تحالف "الشعب" بزعامة حزبه على 322 مقعدا من أصل 600 مقعد في البرلمان  مما يعني ضمان الأغلبية خلال السنوات الخمس المقبلة.

وعلى وقع ذلك، بات أردوغان في موقف قوي قبيل جولة الإعادة التي ستجري غدا الأحد (28 مايو 2023).

وكانت عملية التصويت في  جولة الإعادة لأكثر من ثلاثة ملايين تركي يعيشون خارج البلاد  قد جرت هذا الأسبوع، وناشد أردوغان الأتراك في المهجر قبل التصويت الثاني "بالدفاع عن القيادة التركية".

الجدير بالذكر أن أداء أردوغان الانتخابي خارج تركيا كان أفضل من داخلها، حيث صوت له 57.5٪ من الأتراك المقيمين في الخارج في الجولة الأولى من الانتخابات. وفي ذلك، قال بوزاي "يمكن للأتراك  الذين يعيشون في بلدان أخرى أن يلعبوا دورا رئيسيا في ترجيح كفة أردوغان، لذا فهو في حاجة إلى أصواتهم خلال جولة الإعادة".