الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بداخلها كنوز العالم.. ماذا نعرف عن كشف سقارة الأخير؟

سقارة
سقارة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط بمنطقة آثار سقارة، إحداهما آدمية والأخرى للحيوانات، بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية. 

تعود ورشتي التحنيط المكتشفتين إلى أواخر عصر الأسرة الثلاثين وبداية العصر البطلمي، بينما تعود المقبرتان إلى عصري الدولتين القديمة والحديثة. 

 

ورشة التحنيط الآدمي 

 

وأوضح مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ورشة التحنيط الآدمي عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن، مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي على سريرين للتحنيط، مضيفًا أنه تم العثور بداخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية، وكمية كبيرة من الكتان، ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط. 

 

ورشة تحنيط الحيوانات 

 

أما ورشة تحنيط الحيوانات، فهي عبارة عن مبنى مستطيل من الطوب اللبن له مدخل من الحجر الجيري ومقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات، عثر بداخلها على بعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأحجام، إلى جانب بعض الأدوات الخاصة بتحنيط الحيوانات.

وتحتوي الورشة على خمسة أسرة من الحجر الجيري غائرة في الأرضية ومختلفة نسبياً عن الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمي. 

 

المقبرتين 

 

كما نجحت البعثة كذلك في الكشف عن مقبرتين، الأولى لشخص يُدعى "ني حسوت با" وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة، وتتكون مقبرته من مسطبة مستطيلة، يقع مدخل غرفة الدفن في الركن الجنوبي الشرقي منها، ويبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته “تب ام نفرت”، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمي على جانبيه مناظر جنائزية وقوائم قرابين وذبح الأضاحي.

 

أما المقبرة الثانية فهى لشخص يدعى "من خبر" من عصر الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة،  ويحمل لقب كاهن الإلهة "قادش"المعبودة الخاصة بالخصوبة، وهى من أصل كنعاني من منطقة سوريا، كانت تُعبد في مدينة قادش وعُبدت في مصر خلال عصر الأسرة الثامنة عشر، .

والمقبرة صخرية أغلبها منحوت في الحافة الصخرية، وبها جزء مبني من الحجر الجيري، وتتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم وألقاب لصاحب المقبرة وزوجته وابنه، يلي ذلك صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من “الألباستر” مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين. 

 

وعثرت البعثة الأثرية على “نيشة” في الجدار الغربي من الناحية الشمالية، بداخلها تمثال من “الألباستر” بحجم كبير يصور صاحب المقبرة وهو جالس على كرسي، ويمسك بزهرة اللوتس في يده اليسرى، كما تم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة. 

 

وعثرت البعثة الأثرية على مجموعة من اللقى منها مجموعة تماثيل حجرية لشخص يدعى “ني سو حنو” وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى “شبسس كا” من عصر الأسرة الخامسة، وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبيين لسيدة تدعى “شبسسكا”. 

التابوت الخشبي

 

بالإضافة إلى ماسبق، تضمنت الكشوفات  تابوتًا من الخشب الملون على هيئة آدمية، من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الانتقال الثالث، ومجموعة من موائد القرابين، ومجموعة من التمائم والتماثيل و الأواني الفخارية، وتماثيل خشبية للمعبود “بتاح سوكر أوزير”، و “نواويس” خشبية ملونة، كما تم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة. 

 

وتشهد منطقة سقارة جبانة مدينة منف أول عاصمة لمصر العديد من الاكتشافات الآثرية، ويقول  مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن سقارة لم تفقد قيمتها طوال التاريخ المصري، برغم انتقال العاصمة منف بعد ذلك عدة مدن أخرى أبرزها الأقصر والشرقية والغربية وغيرها. ولكن ظلت منطقة سقارة مهمة جدًا، حيث يوجد بها حوالي 16 هرم، أشهرها هرم سقارة المدرج.

ومازالت سقارة تبوح بأسرارها تبعًا، وتكشف أرضها عن كنوزها الأثرية.