الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراه|محطات متنوعة من حياة الأديب الأسترالي باتريك وايت الحاصل على نوبل

باتريك وايت
باتريك وايت

يصادف اليوم الثامن والعشرون من شهر مايو ذكرى ميلاد الأديب الأسترالي باتريك وايت، أحد أبرز أدباء أستراليا في القرن الـعشرين، والذي اهتم بإبراز الجوانب الإنسانية في أعماله الروائية، كما حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1973؛ لأسلوبه الرائع والمؤثر نفسيا في فن السرد  والذي قدم محتوى جديد للأدب.

ولد باتريك وايت في لندن في أثناء زيارة والديه لها،  عمل في مزرعة أبيه  بتربية الأغنام، ثم عاد إلى إنجلترا في فترات متعاقبة للدراسة، فدرس اللغات الحديثة في جامعة كمبردج.

 

الخدمة العسكرية

 

خدم في أثناء الحرب العالمية الثانية في سلاح الجو الملكي، واستقر بعدها في أستراليا، وتخللت ذلك فترات إقامة متقطعة في كل من إنجلترا والولايات المتحدة.

 

أستراليا رمز البهاء 

 

بدأ وايت بكتابة الشعر، ثم التفت إلى النثر، وكانت رواية «الوادي السعيد» عام 1939، أولى رواياته التي ظهر فيها تأثره الواضح بديفيد هربرت لورنس وتوماس هاردي، وعاد في كتاباته اللاحقة إلى بيئة بلاده الأصلية، فصار الكاتب الأسترالي الأبرز بامتياز. ويمكن تشبيه هذا التطور لديه بحال الروائيين الأمريكيين اللاتينيين الذين جعلوا من قارتهم رمزًا للغموض والروعة، فجعل وايت من أستراليا رمزًا للبهاء والعظمة، بيد أنه لم يتغاض عن تطفل المدنية وتعديها على طبيعة القارة البدائية المتوحشة لتخل بتوازنها. 

ويمكن تشبيهه أيضاً بكونراد الذي جعل من قارة أخرى رمزًا للولوج إلى قلب العتمة لكشف خفايا النفس البشرية. وقد تجلى كل هذا في أول رواياته المهمة «قصة العمة»  عام1948، وهي دراسة لحياة إمرأة عادية، وتتجلى المفارقة حين يؤدي نجاحها الشخصي إلى جنونها، وكذلك في روايات: «شجرة الإنسان» عام1955، وهي  الأهم، و«فوس» عام 1957، و«راكبو العربة» عام 1961، و«دائرة الكون» عام 1966، و«قضية توايبورن» عام 1979، والتي تستمد كلها موضوعاتها من أستراليا التي تجسد ثيمتها المركزية. 

 

المعادل الموضوعي


وجد وايت في شخصية المستكشف الألماني فوس المعادل الموضوعي له، فهو مهرج وحكيم، عبقري وأحمق في آن واحد، ويسقط في النهاية ضحية لفضوله للقارة البكر التي يحاول استكشافها. 

تناقض 

 

ويقدم الكاتب في «دائرة الكون» التناقض حتى في التوأم، فأحدهما «مجنون» والآخر «عاقل» وتكمن المفارقة في أن تمييز أحدهما من الآخر يبدو مستحيلًا. 

 

المسرح 

 

كتب وايت في المسرح أيضاً، فعرض مسرحية «الموسم في سارسابَرِيلاّ»  عام 1962، التي نشرت لاحقاً ضمن مجموعة «أربع مسرحيات» عام1965، و«ليلة على الجبل الأقرع»  التي عرضت عام 1964، وغيرها. وكتب أيضاً القصة القصيرة، وسيرته الذاتية بعنوان «صدع في الزجاج» عام 1981. 

 

عصية على القراء 

 

تحفل مؤلفات وايت بالأساطير والرموز، وقد عالج فيها مسائل الغربة والبحث عن معنى للوجود، كل ذلك بأسلوب تيار الوعي الذي جعل مؤلفاته عصية على بعض القرّاء، وهي على ما يشوبها من تشاؤم إيجابية ومفعمة بفكره الناقد وخياله الشعري. 

 

وفاته 

 

رحل باتريك وايت في 30 سبتمبر عام 1990، عن عمر ناهز 78 عامًا.