EN 
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ"، هكذا فضل المولى عز وجل الرجل عن المرأة وجعله قوامًا عليها، والطلاق فرع عن جعل القوامة للرجل لذلك اختص الله الرجال به عن النساء لكن هناك من آراء أخرى ترى أن للمرأة حق في أن تكون العصمة بيديها، وأن تشترط ذلك عن عقد قرانها.
واليوم نرصد لكم من خلال كاميرا موقع صدى البلد، آراء أبناء محافظة سوهاج، عن حق العصمة وهل يقبل أحد الشباب بأن تكون العصمة بيدي زوجته؟ وهل تشترط إحدى الفتيات أن تكون العصمة بيديها عند زواجها؟ وما رأي القانون المصري في حق العصمة؟ وكيف يمكن أن تستخدم المرأة حقها في تطليق زوجها قانونيًا؟ كل هذا وأكثر من خلال سطورنا التالية والفيديو الخاص بالتقرير مُرفق بنهاية سطور التقرير.
تعظيم الزواج بالمودة والرحمة
"ربنا عز وجل عظم علاقة الزوج والزوجة وخلاها دون اشتراطات لماذا نجعلها نحن بشروط سواء عن العصمة أو غيرها"، بهذه الكلمات بدأ الشاب العشريني محمد حماده، أمين الشباب بحزب حُماة الوطن أمانة محافظة سوهاج، ورئيس اتحاد طلاب جامعة سوهاج عام 2021م، حديثه مع موقع صدى البلد عن "حق العصمة".
وأوضح "حماده" أن الله عظم علاقة الزوج والزوجة وجعلها دون اشتراطات، ويجب أن تقوم علاقة الزوجين على المودة والرحمة والإحترام؛ حتى يستطع الزوجين أن يُخرجا جيلًا صالحًا سويًا، مُشيرًا إلى أن القانون المصري يُعطي المرأة كافة حقوقها عندما يكون الزوج غير صالح لهذه الحياة الأسرية المُقدسة.
ليأتي رأي أحد طلاب المعهد العالي للعلوم الإدارية بمحافظة سوهاج، يوسف شوقي عبداللطيف، صارمًا حاسمًا مستشهدًا بالآية 231 من سورة البقرة، " وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
واستكمل الشاب حديثه، قائلا: "هنا ربنا عز وجل أعطى حق الطلاق للرجال فقط لأنه قال وإذا طلقتم النساء حدد يعني النساء اللي بتطلق نيجي احنا نعارض امر الله والعياذ بالله ونقول لأ عادي الست تطلق الراجل.. مقبلش بأي شئ يعارض حكم ربنا وطبيعي مقبلش العصمة تكون في ايد مراتي لان ده أمر يُخالف إرادة الله".
بين الحكم بالفشل والعاطفة.. فتيات سوهاج يرفضن اشتراط حق العصمة
وهنا وبين هذه السطور، يعلو صوت الأنثى وخاصة فتيات محافظة سوهاج، لتعلن رفضها أن تكون العصمة بيدهن وعدم جرأتهن على شرط هذا قبيل قعد قرانهن، لما لهن من اندفاع وعواطف يتحكمن بها ويتحكن بعقولهن في أكثرية الأمور التي تختص بالأسرة وشركاء حياتهن.
لنسمع كلمات نورهان الجنايني، صحفية في بداية العقد الثالث من العُمر، ترد على موضوعنا بابتسامة مُبهجة مستطردة:" ليه احكم بالفشل على زواجي من البداية؟ ليه احط في دماغي اني هطلق طب ما أنا متجوزش أحسن طالما مش واثقة في شريك حياتي ليه ادخل العلاقة دي من البداية وأخرج منها باطفال بعد كده وارجع لبيت أهلي.. مينفعش اكون داخله على حياة جديدة واحكم عليها بالفشل ده يبقى دليل عدم ثقتي بنفسي أولا قبل أي حد".
لتوافقها الرأي بسملة عبدالعال، إحدى طالبات كلية التربية بجامعة سوهاج، مؤكدة أنها لن تشترط أن تكون العصمة بيديها؛ لان ذلك بمثابة قلة ثقة في ذاتها وبشريك حياتها، مُشيرة إلى أهمية الاختيار الصحيح للزوج؛ حتى لا تندم الفتاة بعد فوات الأوان على زواجها منه.
"أنا لو مقاليش صباح الخير ممكن اطلقه"، هكذا وبضحكات متتالية بعد تخيُلها لرد فعلها إن كانت العصمة بيديها، أشارت الفتاة العشرينية لطيفة صلاح لطفي، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة سوهاج، إلى أنها لن ترغب يومًا ما في أن تكون العصمة بيديها لتحكيمها مشاعرها قبيل عقلها في أكثرية الأمور؛ خشية منها أن تُطلق زوجها لسبب بسيط كان يمكنها التجاوز عنه لولا غضبها الذي يحدث عند خدش مشاعرها.
قانوني:" حق العصمة مش انك تقولي لجوزك انتا طالق"
وعن رأي القانون المصري، في حق العصمة للزوجة، تحدث في لقاء خاص، إسلام أبو شامة، المحامي، قائلًا: "حق العصمة ليس كما ظن البعض أنه بالقول أي أن تقول الزوجة لزوجها أنتَ طالق، فهذا الحق شرعًا وشريعة للزوج فقط إنما حق العصمة يكفل للزوجة فقط سهولة الإجراءات القانونية عند رفعها دعوى طلاق على زوجها دون بحث الأسباب المُعلنة أي عندما ترفع الزوجة دعوى طلاق على زوجها وهي لها حق العصمة تحكم لها المحكمة فورًا بالطلاق".
واستكمل "أبو شامة" حديثه لموقع صدى البلد قائلًا: "حق العصمة إن تم إعطائه للزوجة يمكنها استخدامه مرة واحدة فقط أي ان الزوجة إذا طلقت نفسها بالمحكمة مُستخدمة حقها بالعصمة التي بين يديها وعادت مرة أخرى إلى طليقها لن تكون العصمة بيديها ولم يكن لها الحق في اشتراطه مرة أخرى، وأن تكون العصمة بين يدي الزوجة لا يسقط حق الزوج في تطليقها وقتما شاء".
