الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انقطاع الكهرباء.. فاتورة تخفيف الاحمال قد تتخطى المليار جنيه |قراءة

التيار الكهربائي
التيار الكهربائي

انقطاع الكهرباء في مصر على غير المعتاد وفي ظل طفرة كبيرة حققتها البلاد في هذا القطاع على مدار السنوات الماضية كان محل نقاش موسع بين المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة مع الارتفاع الكبير هذه الأيام في درجات الحرارة.

الحكومة تتفاعل مع الأزمة

الحكومة لم تكن بعيدة عن النقاشات الدائرة حول انقطاع الكهرباء بشكل متكرر خلال فترات النهار خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتفاعلت معها بسرعة من خلال عدد من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الكهرباء والشركة القابضة لكهرباء مصر، التي أصدرت بيانًا رسميًا بشأن تخفيف أحمال الكهرباء، خلال الفترة الحالية.

وقالت الشركة القابضة لكهرباء مصر في بيان السبت: يتم الالتزام بتنفيذ برنامج تخفيف الأحمال طبقًا للقدرات المطلوبة من كل تحكم، مع مراعاة أن يتم البدء في الفصل بمدة زمنية 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها، وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة واحدة من وقت فصل التيار.

وأضاف بيان الشركة: نهيب بالمواطنين عدم استخدام المصاعد خلال الفترة المحددة للفصل حفاظًا على سلامتكم، مع الأخذ بالاعتبار أنه سيتم تفعيل ذلك النظام بداية من منتصف ليل اليوم السبت الموافق 22-7-2023.

وقد شرح الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، بيان الشركة القابضة لكهرباء مصر، والذي أصدرته مساء السبت، بشأن انقطاع التيار، قائلا: "احتمالية فصل التيار وفقا لبيان الشركة، يكون في تمام الساعة 11:50 دقيقة، أو في تمام الساعة 12:10 على سبيل المثال، وإذا لم يحدث خلال الوقت، فلن يفصل التيار خلال هذه الساعة".

وأضاف حمزة: "في حالة عدم انقطاع التيار من المحتمل فصل التيار الكهربي في تمام الساعة التالية"، موضحا أن قطع التيار قد يتم لأكثر من ساعة في اليوم الواحد، مشيرًا إلى أن مدة انقطاع التيار  الكهربائي تكون وفقًا للمدينة ونسبة الأحمال بها، مؤكدا أن بيان شركة الكهرباء جاء لطمأنة المواطنين، مشيرًا إلى تصريح رئيس الوزراء بانتهاء الأزمة خلال منتصف الأسبوع الحالي.

من جهته كشف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر خلال فترات النهار، قائلا إن ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية خلال الأيام الماضية في ظل اشتداد درجات الحرارة، دفع الدولة إلى تخفيف أحمال الكهرباء.

وأوضح مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضي، أن استهلاك الطاقة الكهربائية بمستويات ضخمة خلال الأيام السابقة، أحدث ضغطًا كبيرًا على شبكات استهلاك الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء، لذا اتجهت الدولة إلى تخفيف الأحمال بداية الأسبوع الماضي، حتى نصل إلى الضغوط العادية لشبكة الغاز.

وعن موعد انتهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي، أكد مدبولي،  أن تخفيف الأحمال الكهرباء مستمر حتى منتصف الأسبوع الجاري، حتى تتمكن الشبكة من استعادة ضغوطها من الغاز. 

انقطاع التيار يصل البرلمان 

وأعلنت وزارة الكهرباء في بيان لها صادر يوم الأحد 16 يوليو 2023، صعود الأحمال الكهربائية إلى 34650 ميجاوات، لتصل بذلك إلى أعلى استهلاك وصلت إليه عبر السنوات الماضية.

وتأثرت عدة محافظات بانقطاع التيار الكهربي خلال الأيام السابقة، ولعل أبرز تلك المحافظات كانت: سيناء وأسوان والقليوبية والفيوم وبورسعيد والقاهرة الكبرى، فيما أعلنت شركات الكهرباء التابعة للمحافظات أن الانقطاعات بسبب تزايد الأحمال على المحولات الكهربائية، مما أدى إلى حدوث أعطال مفاجأة ومن ثم توقفها عن العمل.

من جانبه تقدم النائب عبدالمنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بسؤال برلماني لرئيس المجلس، وموجه إلى وزير الكهرباء بشأن أسباب الانقطاعات الكهربائية المتكررة فى كل أنحاء الجمهورية، قائلا: الانقطاعات الآن أصبحت طقسًا يوميًّا يمتد لساعات في بعض المناطق الحضرية وليست النائية، خاصة في المناطق الصناعية الكبرى مثل المحلة الكبرى ودمياط والعاشر من رمضان، التى تقوم في الأساس على الطاقة، وتدور آلاتها وماكيناتها بالكهرباء.

وأضاف النائب البرلماني: كما يؤدي انقطاع التيار إلى انقطاع المياه في المصانع والمحال التجارية، نظرًا لاستخدام معظم المصانع مواتير مياه بالكهرباء، مشيرًا إلى أن ذلك يتسبب في تلف المنتجات الغذائية المتجمدة، وأيضًا يؤثر ذلك على المصنّعين والتجار، هذه الساعات التي تنقطع فيها الكهرباء تتسبب في خسائر هائلة من شأنها التأثير على الاقتصاد المصري.

كما تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني موجه لكل من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، بشأن تكرار قطع الكهرباء بجميع محافظات مصر.

وقالت "الجزار"، إنها تلقت عدة شكاوى من المواطنين بمحافظات كثيرة بالإضافة لشكوى المواطنين على جميع وسائل التواصل الاجتماعي بسبب قطع التيار الكهربائي عدة مرات على مدار اليوم ولمدد طويلة ما زاد من معاناة المواطنين من ارتفاع درجات الحرارة وسبب تلف الأجهزة الكهربائية أيضًا.

وطالبت النائبة الوزارة بأن تتحمل أخطاءها على حد قولها، وتخفض فواتير الكهرباء على المنازل لشهرى يوليو وأغسطس تعويضًا عن الأجهزة التى تلفت بسبب قطع الكهرباء المتكرر وتعويضًا لمعاناة المواطنين من الحر بتوقف أجهزة التكييف والمراوح والصعود على الدرج لمنازلهم بسبب توقف المصاعد.

وأضافت: "أطالب الدكتور وزير الكهرباء بتوضيح سبب تكرار انقطاع الكهرباء وهل السبب نقص السولار والغاز الطبيعي أم رداءة البنية التحتية لشبكة الكهرباء وتلف الكابلات والقواطع بغرف الكهرباء؟ ولماذا لم تأخذ الوزارة الاحتياطات اللازمة قبل قدوم فصل الصيف؟، ما يعد فشلًا فى خطة الوزارة".

تحذيرات بشأن انقطاع التيار 

واختتمت النائبة البرلمان قائلة: "لدينا فائض من الكهرباء فأين المشكلة وما حقيقة هذه التصريحات؟، وهل سيستمر قطع التيار الكهربائي خلال شهر أغسطس؟".

فيما وجه الإعلامي أحمد موسى، رسالة شديدة اللهجة لمستغلي أزمة الكهرباء، قائلا: "تحدي الكهرباء ياخد 10 ولا شهر ولا حتى سنة، نقف مع البلد ولا نسيبها تضيع ؟!"، متابعا خلال تقديم برنامج "على مسئوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد": "هتشتم شوية شتايم فوق الخيال ولكن ولا يهمني لأن كله لجان، ما يعنيني مصر، لأن الأزمة دي هتعدي وتحدي هيعدي".

وتساءل موسى: "ما هي مشاكل البعض مع مؤسسات البلد؟، أنت طلبت طلب ومحدش عمله، يعني طلب شخصي، ياما عملتوا واشتغلتوا واخدتوا، نكشف الورق ولا أيه؟!"، لافتا: "أبواق الفتنة تثير الأزمات في كل الأوقات، هي الناس نسيت ولا أيه؟، أيام الإخوان الرؤوس كانت هتتقطع في الشوارع، وكانوا يسكبون الزيت في الشوارع عشان العربيات".

واستطرد موسى: "البلد دي ربنا حافظها ولكن مطلوب مننا نخلي بالنا شوية، لأن هناك من يحاولون يهيجوا ويحرضوا الرأي العام منذ 10 سنوات، ولم ينجحوا في فعلتهم رغم إنفاقهم المليارات".

بينما أعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر نصائح لترشيد استهلاك غسالة الملابس للكهرباء في فصل الصيف:

  • شغل الغسالة بكامل حمولتها لأنها ستستهلك نفس كمية الطاقة.
  • استخدام درجة حرارة مناسبة طبقًا لدرجة اتساخ الملابس.
  • المحافظة دائمًا على تنظيف مصفاة مياه التغذية والتصريف.
  • جفف الغسيل بأشعة الشمس ولا تعتمد على المجفف الكهربائي.
  • تنظيف فلتر الغسالة باستمرار لأن اتساخه قد يسبب رفع فاتورة الكهرباء.
  • شراء الغسالة الأكثر كفاءة والأقل استهلاكًا ويمكن معرفة ذلك من خلال بطاقة كفاءة الطاقة الملصقة على الغسالة.

ونوهت الشركة القابضة لكهرباء مصر للمواطنين بشأن زيادة خطر حدوث ماس أو حريق بسبب الكهرباء في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة والاستخدام الزائد للأجهزة التي تزيد من أحمال الشبكة الكهربائية.

التعامل مع انقطاع الكهرباء

وأكدت الشركة، أنه يجب على المواطنين الانتباه إلى بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى وجود خطر الماس الكهربائي، وهي:

  • رائحة الحريق أو الدخان الناجم عن الأسلاك الكهربائية المحترقة.
  • الأسلاك الكهربائية الساخنة أو الذائبة.
  • الصوت الناتج عن الأسلاك الكهربائية المتلفة.

ومن أجل تجنب حدوث الماس الكهربائي، ينصح المواطنين بإتباع الإجراءات الوقائية التالية:

  • توخي الحذر عند استخدام الأجهزة الكهربائية وتفادي استخدام الأجهزة المتهالكة أو القديمة.
  • تجنب لمس الأجهزة الكهربائية أو الأسلاك الكهربائية بيد مبللة.
  • فصل التيار الكهربائي عن الأجهزة فورًا عند ملاحظة سخونة الجهاز أو حدوث حركة اهتزازية زائدة.
  • عدم استخدام التوصيلات الخارجية الظاهرة والكابلات الكهربائية المكشوفة.
  • تجنب تحميل المقابس الكهربائية فوق طاقتها بتوصيل عدة أجهزة على مقبس واحد.
  • البعد عن تمديد الأسلاك الكهربائية عبر الأبواب والنوافذ وتحت السجاد.
  • استخدام كابلات كهربائية ملائمة لقيمة التيار المار فيها ومراجعة الأحمال الكهربائية والتأكد من ملائمتها للقواطع والأسلاك.
  • وناشدت المواطنين اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية لتجنب حدوث الماس الكهربائي في فصل الصيف.

فيما توقع أبوبكر الديب الخبير الاقتصادي، أن تصل فاتورة انقطاعات الكهرباء المتكررة على القطاع التجاري والاستثماري والصناعي والمنازل إلى ما يقارب من مليار جنيه، مشيرا إلى أن الانقطاع في التيار يأتي بعد النجاحات التي حققها قطاع الكهرباء خلال السنوات الماضية وبعد أشهر قليلة من تطبيق التوقيت الصيفي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز واختفاء أزمة الانقطاعات لأكثر من 9 سنوات، معقبا: "لكن الأزمة عادت من جديد مع موجة الحر الحالية بعد تعرض مصر لمنخفض الهند الموسمي".

وأكد الديب أن الحكومة نجحت خلال السنوات الماضية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز المستخدم لتغذية محطات الطاقة مع تصدير الكميات الفائضة عن الاستهلاك إلى أوروبا في مسعى لأن تتحول الدولة إلى مركز إقليمي للطاقة بالشرق الأوسط من أجل توفير العملات الأجنبية للاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي، لكن الحرب الروسية الأوكرانية وأكثر من 14 ألف عقوبة أمريكية أوروبية علي روسيا وكذلك تداعيات جائحة كورونا عطلت من خطط تحقيق هذا الحلم مؤقتا على حد قوله.

وأوضح أن تخفيف أحمال الكهرباء يأتي نتيجة للموجة الحارة الشديدة التي تشهدها البلاد حاليا، حيث زاد استهلاك الكهرباء في مصر حسب تصريحات الحكومة بصورة كبيرة، ما انعكس أيضاً على زيادة حجم استهلاك الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء وحدوث ضغط شديد على الشبكات الخاصة به ما أدى إلى انخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء.

تكلفة فاتورة تخفيف التيار

وقال الديب، إن انقطاع الكهرباء يؤدي كذلك؛ لقطع المياه في المنازل والشركات وكذلك المصانع ومناطق الإنتاج والمحلات التجارية، وقد يتسبب ذلك في تلف المنتجات الغذائية المتجمدة، وأيضا يؤثر على المصنعين والتجار، والأجهزة المنزلية التي تعمل بالطاقة الكهربائية وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على الاقتصاد وعلي المستثمرين وعلى جذب الأموال الأجنبية للسوق المحلية.

وذكر أن ذلك يأتي في ضوء توجه مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال تقديم تيسيرات للمستثمرين أهمها تعديلات قانون الإستثمار ووثيقة الملكية الحكومية وطرح الشركات في البورصة وغيرها.

ونصح الديب المواطنين بترشيد الطاقة وإغلاق الأنوار الزائدة وعدم الإسراف في استخدام المكيفات وفصل التيار عن الأجهزة غير الأساسية عند مغادرة المنزل واستخدام الأجهزة الكهربائية قليلة استهلاك الطاقة مشيرا إلى أن توقف عجلة الإنتاج لساعتين أو أكثر بسبب انقطاع الكهرباء يوقف سلاسل الإمداد وعقود التوريد والتعاقدات للسلع ويهدد خطط دعم الصناعة والصادرات ومن جهة أخري يستغل البعض الأزمة في رفع أسعار المولدات الكهربائية بشكل كبير بعدما لجأت أعداد كبيرة من المنشآت التجارية والصناعية والسياحية والمحلات التجارية إلى تلك المولدات لتعويض انقطاعات الكهرباء المتكررة.