الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وعد بوتين.. هل تنقذ القمة الأفريقية الروسية القارة السمراء من "عديمي الضمير"؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

تنعقد القمة الأفريقية الروسية الثانية، يومي 27 و 28 من شهر يوليو الجاري، وتستضيفها مدينة سان بطرسبورج ثاني أكبر المدن في روسيا، بحضور قادة من حوالي 50 دولة من القارة السمراء، في وقت تعاني فيه من أزمات متعددة أبرزها أزمة الغذاء بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب الأوكرانية.

وفي هذا الإطار أكد سفير المهمات الخاصة بوزارة الخارجية الروسية أوليج أوزيروف، لوكالة الإعلام الروسية الرسمية، اليوم الثلاثاء، إن موسكو والدول المشاركة في القمة الروسية - الأفريقية، هذا الأسبوع، سيناقشون صادرات موسكو من الحبوب والأسمدة.

انسحاب روسيا من صفقة الحبوب

وقبل أيام قليلة من القمة الأفريقية الروسية، أعلنت موسكو انسحابها من صفقة الحبوب، والتي تقضي بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى عدد من مناطق العالم وأبرزها قارة أفريقيا، لتنهي اتفاقا استمر عاما، حيث أرسلت روسيا إلى دول القارة خلال عام  2022، 11.5 مليون طن من الحبوب، بينما وصلت كمية الصادرات في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2023 إلى نحو 10 ملايين طن.

وكشف بافل كالميتشك المسؤول في وزارة الاقتصاد الروسية، أن القمح وبعض الحبوب الأخرى التي تستخدم كعلف، تشكل 25% من الصادرات الروسية إلى أفريقيا.

ومثل القرار الروسي أزمة للدول الأفريقية التي تعاني من نقص الحبوب بعد اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير 2022، حيث كانت القارة السمراء إحدى المناطق المستهدفة من الصفقة في إطار الضمانات الدولية للأمن الغذائي العالمي.

روسيا تفضح عديمي الضمير

وأوضح بوتين أنه من بين 262 ألف طن من المنتجات المحجوزة في الموانئ الأوروبية، ضمن صفقة تصدير الحبوب تم إرسال دفعتين فقط إلى أفريقيا، 20 ألف طن إلى مالاوي و34 ألف طن إلى كينيا، فيما بقيت الشحنات الأخرى في أيدي "عديمي الضمير الأوروبيين" وفقا لتعبير الرئيس بوتين في مقاله المنشور على الموقع الالكتروني للكرملين أمس الاثنين.

ونوه بوتين إلى أنه خلال عام صفقة الحبوب، تم تصدير 32.8 مليون طن من البضائع من أوكرانيا، ذهب 70% منها إلى دول ذات دخل جيد، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن حصة دول مثل إثيوبيا والسودان والصومال، وكذلك اليمن وأفغانستان، أقل من 3% من الحجم الإجمالي - أقل من مليون طن".

وعد بوتين

وأعلن الرئيس الروسي بوتين، عن وعده بتعويض الحبوب الأوكرانية مجانا أو على أساس تجارى، ومواصلة روسيا لجهودها الحثيثة لضمان توزيع الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة وغيرها من السلع إلى أفريقيا.

وقال بوتين إن "صفقة الحبوب" كانت تهدف في الأصل إلى ضمان الأمن الغذائى العالمى، والحد من خطر الجوع ومساعدة أفقر البلدان في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لذلك التزمت بالمساعدة في تنفيذها، لكنها استخدمت لإثراء الشركات الأمريكية والأوروبية الكبيرة التي كانت تصدر الحبوب من أوكرانيا وتعيد بيعها.

وقال بوتين: "لم يتم الوفاء بأي من شروط "الصفقة" فيما يتعلق برفع العقوبات عن الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة إلى الأسواق العالمية. علاوة على ذلك، حتى نقل الأسمدة المعدنية من جانبنا إلى المحتاجين، من أفقر البلدان تتم عرقلته بدون مبرر.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الإفريقية زاد في العام الماضي 2022 ووصل إلى نحو 18 مليار دولار أمريكى.

يذكر أن القمة الأفريقية الروسية الأولى عقدت في عام 2019 بمدينة سوتشي الروسية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكانت مصر تترأس حينها الاتحاد الأفريقي.