الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراسة مثيرة للقلق.. سر تحول المحيطات إلى اللون الأخضر

صدى البلد

عندما تكشر الطبيعة عن أنيابها فلا تحسب عواقبها ومخاطرها، فالنشاط البشري وحالة اللامبالاة من الإنسان في التعامل مع الطبيعة وترك الانبعاثات الدفيئة حول العالم والتي دفعت بظهور مسببات التغير المناخي بقوة ولاحظنا تغيرا مذهلا في ارتفاع درجة حرارة الأرض وفيضانات وانتشر التغير إلى أوروبا والولايات المتحدة وصولا إلى آسيا، سجلت مناطق عدة فى العالم وقوع حوادث لحرائق الغابات وفيضانات وأمطار غزيرة ودرجات حرارة قياسية ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق التي تعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ وتعاني مناطق الصين بما في ذلك العاصمة بكين من موجة حر شديدة، كما طال هذا التغير المحيطات؟ 

 

وجدت دراسة حديثة مثيرة للقلق، أظهرت أن لون محيطات الأرض تغير بشكل كبير خلال العقدين الماضيين متحولاً للون الأخضر، ويعد لون المياه انعكاساً للكائنات الحية والمعادن الموجودة داخلها.

الدراسة قالت إن 56% من محيطات كوكبنا تأثرت بفعل التغيرات المناخية التي يتسبب بها الإنسان في الغالب، وهي مساحة أكبر من المساحة الإجمالية لليابسة.

وأضافت الدراسة، التي أجراها قسم علوم الأرض والغلاف الجوي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن "تغير لون المحيطات يشير بلا شك إلى أن النظم البيئية البحرية في حالة تغير مستمر".

 

وأكدت الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر" أنه على الرغم من أن التغيرات التي تحدث في هذه النظم البيئية ليست واضحة تماما حتى الآن، فإن ما يقف وراء ذلك هو الأنشطة البشرية، وكيفية تأثير ذلك على المناخ.

ويعد لون المحيط مقياسا لتقييم ما يعيش في طبقاته العليا، إذ تشير المياه الزرقاء العميقة، على سبيل المثال، إلى غياب الحياة البحرية، بينما تشير المياه الخضراء إلى وجود ميكروبات شبيهة بالنباتات تسمى العوالق النباتية تحتوي على الصبغة الخضراء التي تسمى "الكلوروفيل".

وخلال الدراسة، حلل الباحثون قياسات لون المحيطات التي تم جمعها بواسطة مقياس طيف التصوير ذي الدقة المتوسطة "موديس" الموجود على متن القمر الصناعي أكوا، على مدى 21 عاما.

وتتوافق بيانات الأقمار الصناعية مع تنبؤ نموذج غازات الاحتباس الحراري لاتجاه التغيرات التي ستطرأ على لون المحيطات في 20 عاما بحوالي نصف محيطات الكرة الأرضية.

وكانت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ستيفاني دوتكيويتز، تعمل لسنوات على نماذج محاكاة أشارت نتائجها إلى تغير متوقع بلون المحيطات، معتبرة أن "حدوث ذلك على أرض الواقع ليس مفاجئا، لكنه مخيف"، مشيرة إلى أن "هذا التحول يتوافق مع التغييرات التي يسببها الإنسان في مناخنا".

وأضافت دوتكيويتز أن "التغييرات في لون المحيطات تعكس التغيرات في مجتمعات العوالق التي ستؤثر بدورها على كل شيء يتغذى على العوالق، كما أنه سيتغير أيضا مقدار ما ستمتصه المحيطات من الكربون.

لذلك أعربت عن أملها في أن يأخذ الناس هذا الأمر على محمل الجد، خاصة بعد أن أصبح الجميع شاهداً على الأمر.

 

وفي وقت سابق، وجدت دراسة مثيرة للقلق أن محيطات الأرض قد تفقد لونها الأزرق المميز خلال 80 عاما فقط.

 

وكشف باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن تغير المناخ يُحدث تغيرات في العوالق النباتية، ما يؤثر على لون المحيط.

ويشير ذلك إلى أن المناطق الزرقاء والخضراء في المحيط، ستشهد تكثفا في الألوان، وفقا للباحثين.

وفي الدراسة، استخدم فريق البحث نماذج الكمبيوتر، بناء على تغير المناخ المتوقع. ووجدوا أنه بحلول عام 2100، سيتغير لون أكثر من 50% من محيطات العالم، بسبب تغير المناخ، بحسب الدكتورة، ستيفاني دوتكيتش، التي قادت الدراسة.

ومن المتوقع أن تصبح المناطق الزرقاء أشد زرقة، لتعكس كمية أقل من العوالق النباتية، كما تتحول المناطق الخضراء إلى اللون الأخضر الغامق، حيث أن درجات الحرارة الأكثر دفئا تنشر كميات كبيرة من العوالق النباتية.

وتحتوي العوالق النباتية على الكلوروفيل، وهو الصباغ الذي يتم امتصاص معظمه في الأجزاء الزرقاء من أشعة الشمس المنتشرة، وبكميات أقل في الأجزاء الخضراء.

ونتيجة لذلك، ينعكس المزيد من اللون الأخضر من المحيط، ما يمنح المناطق الغنية بالطحالب لونا أخضر.