الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال الشرقاوي تكتب : ما بين الحذر والحكمة

منال الشرقاوي
منال الشرقاوي

منذ بداية الخلق ونحن نعيش في عالم يتجاور فيه الخير والشر، لتجد نفسك دائمًا في مواجهة اختيارات!
تلك الاختيارات هي التي تحدد مسارك وتوجهاتك، وهنا لن أتحدث عن الخير والشر، من المنظورالواسع، بل سأخصص كلماتي لحاملي تلك الصفات.
ففي الحياة نجد أنفسنا محاطين بأناس متنوعين في طيات شخصياتهم وسلوكهم، وهنا يأتي الاختبار الحقيقي لفن التعامل معهم، والذي يتمثل في أهمية اختيار الأشخاص والعلاقات بحذر.
فالتفاهم والتواصل الجيد هما أساس بناء العلاقات الصحية، لذا من المهم أن نكون محاطين بأولئك الذين يفهمون قيمة الاحتواء والدعم، حيث يمكن أن يمنحونا الشعور بالأمان والثقة، وتلك هي النقطة الأولى والأهم. 
وفي رحاب الحياة، يتعيّن علينا أن نكون حذرين عندما نفتح أبواب قلوبنا للآخرين، فهم ليسوا جميعهم كما يظهرون، إن النفوس تتدفق بألوانها المختلفة، وبين السطور يكمن معنى الاحترام والثقة. 
وخلال هذه المسيرة من العلاقات، تنتشر الكلمات كأوراق الخريف، فالحديث ليس مجرد تسلية للأذن، بل هو سلاح ذو حدين، قد تكون الحروف مزينة والجمل مرتبة، لكن الحقيقة تبقى قاسية، فالصدق يُثمر الثقة، والوعود الملتزمة تبني جسورًا قوية بين القلوب.
وعليك دوماً ألا تنخدع بالقول المعسول ، فعلى ضفاف العلاقات الإنسانية، يقف كل فرد وقد جُهز بحقيبة خبراته وأحلامه .
ومع ذلك، قد يبدو أن بعضهم يحمل في جعبته الأوهام والمكائد، فعندما نُفاجأ بالتصرفات التي تتعارض مع الوعود الزائفة أو جدار السند الواهي، هنا ،يجدر بنا أن نستوقف أنفسنا، فلا يكفي أن نتفق مع الكلمات فحسب، بل ينبغي أن نتأكد من توافق الروح والنوايا.
"دعنا نمضي بخطوات ثقيلة نحو فهم أسرار هذا الكون الغامض من العلاقات".
وفي رأيي، تتجلى روعة تلك العبارة في العلاقات التي نمضي في بنائها ونرتقي من خلالها، فما بين الصداقات الحميمة والعلاقات العابرة، تتناوب القلوب على أدوار التعاون والتصارع.
وهنا يأتي السؤال :هل من المناسب أن نترك قلوبنا عرضة للجميع؟ هل يجب أن نتشارك أعماقنا مع كل من يمرّ في حياتنا؟ 
أغمض عينيك قليلاً،ثم أجب بنفسك ولنفسك!
اسمع الآن صوت موج البحر بأذنيك ، هذا أنت !
ففي دهاليز الزمان ومتاهات الحياة، ينساب الإنسان كأمواج متلاطمة تتلاقى وتتشابك، فتظهر لنا الحقائق والأشباح بشكل ملتبس.
يا صديقي، الحياة مليئة بالمخاطر والصخور،وحينما تختار،اختر الوقوف مع من تجدهم الجسرالصلب الآمن في حياتك، حينها فقط ستصعد فوق الأمواج وتنجو من الغرق وتنعم بشاطئ الأمان.
فلا تتساهل في اختيار من تسمح لهم بدخول عالمك الخاص، واحرص على أن تكون أنت السيد لحياتك، لأنك تستحق أن تمضي في طريق النجاح والسعادة دون أن تقع في الفخاخ المخفية.
وفي هذا العالم الذي يشتد به الضوء والظلام،الخير والشر، تَعَلَّمْ، أن الحكمة تنمو بجانب الحذر، حيث يصبحان رفيقين ثابتين في رحلتنا، "رحلة الحياة" ، والتي على ضفافها، نتقدم بثقة تامة وقلوب مفتوحة، نحمل بين يدينا تجاربنا وأحلامنا ونختار بحكمة من يمشي بجوارنا.
فلنمضي إذًا، وسط أمواج الزمن ومتاهات الحياة، بشجاعة وثقة، نحو مستقبلٍ يتوهج بنور الصداقات الحقيقية والعلاقات القوية، لتبقى كلماتنا رسالة تواصل تنمو وتنضج، لنترك بصماتنا الإيجابية في كل مكان.
وختاماً، ما بين الحذر والحكمة في متاهات العلاقات، علينا أن ندرك ، أنهما يسيران معا، فالحذر يرشدنا والحكمة تنير طريقنا، فلنكن كالمسافر، ونأخذ من الحذر خير رفيق والحكمة نجم يضيء دروبنا ، لنبني روابط تسير نحو الأفق بثبات وسطوع.